{ أكدت مؤسسة البريد السعودي مضيها قدماً نحو إكمال تأسيس البنية التحتية للخدمة البريدية في المملكة، وأن المشاريع العملاقة التي بدأت المؤسسة في تنفيذها آتت ثمارها مع فتح المجال للشراكة مع القطاع الخاص في مجال النقل البريدي. وتزامن مع تنفيذ المشاريع التطويرية لمؤسسة البريد السعودي طرح المزيد من الفرص الوظيفية للشباب السعودي، الأمر الذي يعزز مفهوم تحرير بعض الخدمات وإشراك القطاع الخاص في تقديمها. رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، استعرض في حواره أبرز المشاريع التي تم استحداثها وإنجازها في المؤسسة، ومستقبل الصناعة البريدية في المملكة. إلى تفاصيل الحوار: ما الذي تم إنجازه في مؤسسة البريد السعودي حتى الآن؟ - عملنا خلال الفترة الماضية على مشاريع وبرامج تطويرية عدة، تهدف إلى تأسيس بنية تحتية قادرة على المضي قدماً في تقديم خدمة عصرية منافسة. ومن هذه المشاريع والبرامج: مشروع العنونة البريدية، التوزيع في مقري الإقامة والعمل، مشروع معالجة البريد آلياً، مشروع متابعة مركبات التوزيع، برنامج جودة الخدمة، برنامج متابعة البريد آلياً، مشروع متابعة النقل البري والجوي، مشروع ربط الشبكة البريدية، مشروع ميكنة نقاط البيع،?مشروع مركز معلومات البريد، مشروع آلات الخدمة الذاتية، وغيرها من المشاريع والبرامج المتطورة، التي تسهم في تقديم الخدمة وفق معايير عالمية. وماذا يعني مشروع العنونة البريدية؟ - مشروع العنونة البريدية أحد المشاريع الكبيرة، ويهدف إلى تنفيذ مسح ميداني واسع وشامل، للتأكد من صحة العنوان البريدي الجديد وبيانات المواقع، ومن ثم تركيب الصندوق البريدي الجديد وترقيم الموقع وتحديث قواعد بيانات المؤسسة، تمهيداً لتفعيل الاشتراكات في هذه الخدمة الجديدة"واصل"، إضافة إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تأسيس بنية تحتية للرموز البريدية القابلة للاستخدام محلياً وعالمياً، التي يمكن معها تقديم خدمات بريدية متقدمة، كما يهدف إلى التحول نحو تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية المتكاملة، لأن أهم مشكلة واجهت البريد عند القيام بعملية إعادة الهيكلة هي العناوين البريدية، والسبب في تأخر وصول البريد هو عدم وجود عناوين واضحة، واعتمدنا على التقنية في حل هذه المشكلة من خلال طريقة جديدة لعنونة المنازل، من دون التأثير في البيئة المحيطة، إذ استخدمنا اسم المدينة واسم الشارع وأضفنا فقط رقم البيت. هل صاحبت ذلك مشاريع وبرامج أخرى؟ - عملنا خلال الفترة القصيرة الماضية على عدد من المشاريع، مثل التوزيع في مقري الإقامة والعمل، الذي ينطلق من خلال تهيئة الموزعين للقيام بمهام التوزيع البريدي على أسس مهنية عصرية وباستخدام تقنيات حديثة، كأجهزة برمجة وقراءة كروت ترددات الراديو RFID المثبتة في الصناديق الجديدة، وذلك لتبادل المعلومات والبيانات البريدية وخدمات الاشتراك مع مركز الخدمة في مؤسسة البريد السعودي، من خلال التقنيات الإلكترونية الحديثة التي جهزت بها مركبات توزيع البريد. وكذلك مشروع متابعة المركبات البريدية أثناء عملية التوزيع وإيصال الرسائل إلى العملاء وتسلمها منهم في المواقع التجارية والسكنية، وأيضاً مشروع معالجة البريد آلياً، الذي يحقق معالجة المواد البريدية الصادرة والواردة آلياً في مراكز المعالجة في المناطق الرئيسية في المملكة، بحيث يتم تجاوز أساليب الفرز اليدوي، ويوفر خدمة قراءة العناوين إلكترونياً وفرز الرسائل آلياً وتصنيفها وتقسيمها إلى مجموعات، يسهل شحنها ونقلها براً أو جواً وتوزيعها على الصناديق القائمة في مكاتب البريد أو في مقر الإقامة أو العمل، للإسهام في سرعة إيصال الرسائل البريدية إلى المستفيدين. ما الهدف من هذه المشاريع؟ - نحن وضعنا على عاتقنا توجهات الدولة بتفعيل الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية، وهذه لا يمكن أن تنجح من دون توافر بنية تحتية متطورة للخدمات البريدية. والحلول التكنولوجية المتقدمة هي الطريقة الوحيدة لضمان جودة وفعالية الخدمات البريدية في المملكة. كما أننا نسعى إلى رفع معدل الرسائل للفرد الواحد في المملكة إلى أكثر من 25 رسالة في السنة الواحدة، على رغم أن المعايير العالمية تقول إنه يجب أن يكون عدد الرسائل المستخدمة في السنة في المملكة للفرد الواحد لا يقل عن 75 رسالة. لأن آخر دراسة كشفت أن استخدام الفرد للرسائل لدينا لا يتجاوز عشر رسائل في السنة في عام 2004. ولا يمكن أن نرفع الرقم إلى المستوى المطلوب إلا بوجود مشاريع تقنية تكنولوجية متقدمة. بدأتم قبل فترة حملة إعلامية للاشتراك في صناديق"واصل"في المنازل والمنشآت التجارية، لماذا لا نرى إقبالاً بحجم الحملة؟ - الحملة الإعلامية آتت ثمارها، وحققت أهدافها. وفي هذا الموضوع دعني اختلف معك، إذ وجدنا الإقبال على الاشتراك في الخدمة كبيراً جداً وفاق التوقعات. والحملة تهدف إلى الاستفادة من مجانية الاشتراك في صندوق"واصل"وتملك الصندوق مدى الحياة. هل وضع أرقام للعناوين يلغي أسماء الشوارع والأحياء والمدن؟ - لا ... أبداً، فأسماء الشوارع والأحياء باقية كما هي عليه، وإنما أضفنا أرقاماً على اسم الشارع والحي، والأرقام هذه وضعت حتى تتم قراءتها آلياً عبر ماكينات مخصصة لقراءة العناوين آلياً بهدف سرعة وصولها. وماذا عن الصناديق التي تعرضت للتخريب من بعض المراهقين؟ - هذه سيتم إصلاحها، وأي عميل تعرض صندوقه للتخريب ويرغب في الاشتراك في صندوق"واصل"، فإن المؤسسة ستقوم بإصلاح أو استبدال صندوقه، لكن عليه بعد ذلك أن يحافظ عليه كحال بقية الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية الأخرى مثل عداد المياه، وعداد الكهرباء وغيرهما. ما تعليقكم على ما يطرحه البعض بأن مؤسسة البريد وضعت أسعاراً جديدة لصناديق المشتركين من دون الرجوع للجهات العليا؟ - قامت مؤسسة البريد بتنظيم الاشتراك في الصناديق، ولم تعدل الأسعار، فالاشتراك الفردي بقي كما هو عليه ب100 ريال في السنة، ووضعنا خدمة جديدة هي الاشتراك العائلي أو الصندوق العائلي أو الجماعي، وهذا تم وضعه بعد درس لوضع كثير من صناديق البريد والمشكلات التي كانت تعترضها، إذ إن كثيراً من المشتركين يشتكون من وصول رسائل ليست لهم، فقمنا بوضع خدمة الصندوق الجماعي، وإتاحة الفرصة لعشرة أشخاص للاشتراك فيه بواقع 30 ريالاً في السنة لكل شخص، وهذا مبلغ بسيط، والهدف منه إتاحة الفرصة لجميع أفراد العائلة للاشتراك في الصندوق، وكذلك صندوق المؤسسات الفردية وهذا موجه لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورسومه بألف ريال في السنة، أما رسوم اشتراك صندوق الشركات الكبيرة كالبنوك والشركات الكبيرة فهي 3 آلاف ريال في السنة، وقد وضعت المؤسسة أسعار الاشتراك للمؤسسات الصغيرة والشركات الكبيرة، لأنها تضم أسماء كثيرة جداً من موظفيها ولذلك، فإن معظم الجهد الذي يبذل في فرز الرسائل والطرود هو لهذه القطاعات، والسعر تمت دراسته بعناية. كما أن المؤسسة لم تسن نظاماً لهذه الأسعار، وإنما نظمت الخدمة بهدف تطويرها ورفع مستوى جودتها، وأقر ذلك مجلس إدارة مؤسسة البريد. وماذا عن الموظفين وتأهيلهم؟ - نحن عملنا في مؤسسة البريد السعودي على تأهيل الموظفين الموجودين عن طريق إعطائهم دورات تدريبية مكثفة، وتوجيههم للأماكن التي تناسب وضعهم، بحيث نضمن إنتاجية أكثر منهم، وفي ما يتعلق ببعض الوظائف التي تحتاجها المؤسسة، فقد تمت الاستعانة بكوادر شابة مؤهلة لقيادة فرق العمل، بهدف الإسراع في تأسيس البنية التحتية للبريد في المملكة والانطلاق نحو تقديم خدمة متطورة وبمعايير عالمية تراعي مستوى الجودة في الخدمة. إذاً المؤسسة وفّرت فرصاً وظيفية للشباب السعودي؟ - نعم... فالمؤسسة ولتحقيق أهدافها من هذه المشاريع فتحت فرص عمل كثيرة للشباب السعودي، وذلك في مجالات عدة أهمها في القطاع التقني، وقطاع التوزيع البريدي. وهؤلاء الشباب تم تدريبهم وإعطاؤهم دورات وبرامج تدريبية تتواكب ومستوى هذه المشاريع والخدمات. والمؤسسة ماضية في تدريب وتأهيل جميع منسوبيها في كل أمور العمل. ومنسوبو المؤسسة يحصلون حالياً على عدد من الامتيازات الجيدة منها: 20 في المئة من الراتب تصرف شهرياً، وتأمين صحي للموظف وعائلته، وصرف راتبين مع شهر رمضان في كل عام، وفي المستقبل - إن شاء الله - سيتم صرف بدل سكن للموظفين.