استاذ الاعلام في جامعة تورينتو الكندي مارشال ماكلوهان تنبأ في الستينات الميلادية عبر نظريته القرية الكونية بسقوط الحواجز والأسوار وتهميش الحدود الجغرافية في خضم ثورة الاتصالات التي يعيشها انسان العصر الحديث، التي جعلت الناس كلهم وكأنهم يعيشون في لحظة واحدة يتشاركون فيها الحدث مهما تباعدت بينهم المسافات، واشار على ضوء ذلك الى الانفتاح والشفافية والوضوح في التعاملات البشرية. واليوم ها نحن نعيش في ذلك الزمن الذي جسد حيثياته هذا العالم الكندي منذ نحو 50 عاماً، ولكن للأسف ونحن نصارع للحاق بركب الحضارة الانسانية نجد ان هناك من يسحبنا الى الخلف، ما يعوق تقدمنا حتى في المجال الرياضي. فمنذ عام 1373ه مرت التشريعات الرياضية السعودية بمراحل عدة، بدأت بالادارة العامة للرياضة البدنية والكشفية ادارة الشؤون الرياضية في وزارة الداخلية ثم اللجنة الرياضية العليا في وزارة المعارف عام 1380ه وبعد ذلك رعاية الشباب في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1382ه فأخيراً الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ عام 1394ه، وكل مرحلة من هذه المراحل كانت تمثل اضافة جديدة للمنظومة الرياضية السعودية حتى تبلورت الانظمة واللوائح المختلفة التي من بينها اللائحة الموحدة للاندية الرياضية والتي منها جزء مخصص للعضوية الشرفية الذي غطى كل الجوانب المتعلقة باعضاء الشرف، بدءاً من التأسيس والاجتماعات والتبرعات ومروراً بالانضمام والترشيح، ووصولاًَ الى التعديلات التي جاء بخصوصها في المادة 13/10 في الحالات التي لم يرد ذكرها في هذه اللائحة يرجع بها الى الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي المادة 10/14 تلغي هذه اللائحة جميع اللوائح الخاصة بأعضاء الشرف الصادرة عن بعض الاندية وفي المادة 10/15 ان تفسير او تعديل احكام هذه اللائحة يرجع بها الى الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وقبل أيام صرح احد المنتمين لنادي الاتحاد ان لجنة اتحادية تعكف منذ عام أو أكثر على ادخال تعديلات كبيرة على اللوائح المتعلقة بالعضوية الشرفية قد تفسر على انها رفض لانظمة رعاية الشباب، ليس ذلك فحسب بل هي في واقع الأمر مضيعة للوقت هدفها المعلن التصحيح والمبطن وضع العراقيل واعادة الحواجز ومنع الرأي الآخر وانتقاء الاصوات بما يتنافى مع توجهات الرئاسة العامة لرعاية الشباب المنبثقة من مصلحة الرياضة السعودية على وجه العموم، ومن هذا المنطلق فاننا نأمل من القائمين على الرياضة السعودية وضع حد لهذه التوجهات المرفوضة جملة وتفصيلاً. [email protected]