بحكمته المعهودة وحرصه الأكيد على مصلحة الوطن والمواطن، ذكّر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - في خضم حديثه الضافي عن الموازنة العامة للدولة، الوزراء ورؤساء الأجهزة بالحرص والاهتمام بتنفيذ هذه الموازنة، بما يخدم المواطن ويسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة لبلادنا الغالية. وكان مجلس الوزراء أقر في جلسته المنعقدة بتاريخ 27-11-1427ه، الموازنة العامة للدولة التي بلغت 380 بليون ريال، وهي الأعلى في تاريخ المملكة العربية السعودية، وجاءت غنية بالمعطيات الإيجابية التي تهم المواطن وترتقي بمكانة الوطن، ضمن خطة التنمية الثامنة، فتمحورت حول النهوض بكل الجوانب الحياتية، بدءاً بالتربية والتعليم والتعليم العالي والتدريب، الذي خصص له 96.7 بليون ريال، مروراً بتشييد ألفي مدرسة للبنين والبنات، و393 مستشفى، ورصد 140 بليون ريال للمشاريع التنموية والخدمية، إضافة إلى زيادة القروض ورفع رأسمال صندوق الاستثمارات العامة، وإعطاء أولوية لسد الدين العام، إلى جانب المواصلات والخدمات البلدية والعناية بالبيئة ودرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار، وتنفيذ عدد من السدود وتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي، وبعض المشاريع الصناعية وتطوير تقنية المعلومات. ومن الواضح أن هناك استراتيجية جديدة لرصد الموازنة، تجسّدت في التوجّه مباشرة إلى المشاريع الحيوية من دون الرجوع إلى الوزارات، ولكن ما هو غير واضح، الموازنة المعتمدة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، فبعد تمحيص وتدقيق ما نشر عن الموازنة، لم أجد شيئاً يشير إلى الرياضة من قريب أو بعيد، وهي التي باتت من شواهد رقي الأمم وتقدم الشعوب، وحصلت على دعم كبير من القيادة السعودية الحكيمة، إذ ارتقت من 50 ألف ريال في بدايات الإشراف الحكومي على القطاع الرياضي عام 1373ه، إلى أكثر من بليون ريال في الموازنة السابقة، ما أفرز الإنجازات الحضارية التي نعيشها، وفي ظل ذلك، كنا نأمل بأن تصدر بيانات مالية توضيحية لموازنة الرئاسة وبنودها وحيثياتها، وبشفافية كاملة، نستطيع من خلالها التعرف على التوجهات المستقبلية، عموماً نحن على يقين بأن الدعم المالي للقطاع الشبابي والرياضي سيتواصل، آملين بأن يمتد إلى تشييد خمس أكاديميات في المناطق الغربية والوسطى والشرقية والشمالية والجنوبية، وإنشاء المزيد من مقار الأندية التي لم تتجاوز حتى الآن 15في المئة قياساً بعدد الأندية الذي بلغ نحو 153 نادياً، وهي نسبة ضئيلة جداً ولا تساعد على التطور الرياضي، كذلك فإن بناء استاد رياضي في مدينة جدة أصبح ضرورة ملحّة تفرضها الزيادة السكانية، والإقبال غير العادي على النشاط الرياضي من شبابها، إضافة إلى أهمية زيادة الدعم المادي للأندية، وهو المحور الأساس للانطلاق باسم الوطن نحو العالمية رياضياً. [email protected]