وضع باحث تربوي سعودي"منظومة"تمكن المدرسة من اكتشاف ميول الطالب واهتماماته وطموحاته ورغباته حاجاته وقدراته ومهاراته، فضلاً عن معرفة مكامن ضعفه، مؤكداً أنها ستسهم في بناء شخصية الطالب ذي الثقافة المتزنة المدرك لحقوقه وواجباته، وتسعى إلى بنائه معرفياً وأخلاقياً ومهارياً وثقافياً. واقترح الباحث في قضايا التعليم محمد الشبيب، على وزارة التربية والتعليم أن تستبدل خطتها العشرية، بأخرى سماها"منظومة المعرفة العصرية". وكان الباحث رفع قبل ثلاثة أشهر 11 ملاحظة على الخطة العشرية إلى وزير"التربية"، من أبرزها غياب البحث العلمي والدور التربوي للمدارس،"التي تكتفي بالدور التعليمي وتهمش ما قد يساعد الإنسان على التطور والسمو". وتعد هذه المنظومة التي استغرق إعدادها ثلاثة أعوام ونصف العام مشروعاً تربوياً يعالج الأخطاء التي يرى الباحث أنها موجودة في خطة الوزارة. وكان الشبيب ذكر في خطابه الذي رفعه قبل ثلاثة أشهر إلى وزير التربية والتعليم، الذي ضمنه الملاحظات ال 11 على الخطة العشرية ومشروعه التربوي الذي يعالجها،"تعلمون أن أنظمة التربية والتعليم في دول الخليج إن لم تكن لدى العالم العربي كله، بحاجة إلى نقلة نوعية تضع متطلباتنا الحياتية اليومية والمستقبلية المتوافقة مع قدراتنا وإمكاناتنا المادية والبشرية على هرم أولوياتها، لننطلق منها إلى التعاطي مع ما وصل إليه الآخرون بحثاً وتجريباً ونقداً، ثم إلى معترك الإنتاج والمنافسة". وقال الشبيب في حديث إلى"الحياة"، إن المنظومة تقدم فكراً فلسفياً تعليمياً مختلفاً، معتبرها"براءة اختراع"قياساً ببرامج وخطط التعليم المطبقة في الخليج والدول العربية،"ليس فقط على المستوى الشمولي للمنظومة، بل يتعدى ذلك إلى تفريعات التفريعات، سواء ما يتعلق بالمناهج وفلسفتها وأسلوب تدريسها ومراعاتها للمراحل العمرية والفروق الفردية للطلاب، أو بما يتعلق بالتطوير المباشر لخطط المنظومة وآلياتها التي تمتاز بانسيابية تطبيقها". ولفت إلى أن المنظومة تتألف من أربعة مسارات رئيسية تحت مسمى"المسارات الأربعة الأساسية لبناء الإنسان"، وتهدف إلى بناء الإنسان معرفياً وأخلاقياً ومهارياً وثقافياً من خلال مناهج تطبيقية تفاعلية، ستجعله قادراً على التعايش مع الحياة. وأوضح أن المسار الأول للمنظومة ذو طابع تعليمي ويُعنى بالهيكل العام لمنظومة المعرفة العصرية لجميع المراحل والجداول والخطة الدراسية. وأما المسار الثاني فيهتم بالجانب التربوي ويعنُى بواجبات المعلم والمعلمة ويضم فكرة لمشروع استحداث نظام لنقاط التوظيف الوطني وخدمة المجتمع. وخصص المسار الثالث للاهتمام بالمهارات الفردية، فيما يركز الرابع على دور المدرسة في تنمية ثقافة الطلاب. وشدد الباحث في قضايا التعليم على أن المنظومة ستسهم في تغيير نمط التعاطي بين الأنظمة والمستفيدين منها، ما يعمق الفائدة ويرفع القدرة الإنتاجية للمعلم، إلى جانب زرع الألفة بينه وبين الطلاب، إلى جانب أنها ستحدد الإطارين العام والخاص لأدوار العملية التعليمية والتربوية والثقافية. وأشار إلى أن المنظومة تسعى إلى تغيير أو تطوير أدوات وآليات أنظمة التربية والتعليم الحالية، لتخريج أجيال على درجة عالية من التخصص المعني والتمايز الشخصي لجهة تنوع المهارات والهوايات والقدرات.