اكتست البراري المحيطة بمحافظتي المجمعة وعفيف حلة خضراء، بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت عليهما خلال الشهرين الماضيين، فأغرت كثيراً من الأهالي بالتخييم فيهما، كما جذبت عدداً كبيراً من مربي الماشية، الذين نقلوا مواشيهم من شمال وغرب السعودية إليهما، بحثاً عن جودة المراعي. وأشار سعود وهو من قرية روضة بوضاء 36 كيلومتراً جنوب شرقي محافظة المجمعة إلى أن المئات يخيمون منذ أيام عدة في محيط القرية، التي ملأتها زهور الربيع ذات الرائحة العطرة. وأضاف أن المجمعة تشتهر بكثرة الفياض الطبيعية مثل روضة المزيرعة، بنّا، زبدة، حطابة، سدحا، والخفيسة. ووضعت بلدية محافظة المجمعة لوحات إرشادية إلى المواقع والفياض الربيعية، كما وزعت بروشورات سياحية وأكياس نفايات على المتنزهين للحفاظ على نظافة البيئة. ولفت سعد بن عيد وهو مربي إبل، إلى أن مراعي المجمعة اجتذبت المئات من مربي الماشية"الفياض المحيطة بنا حل بها أصحاب المواشي الذين قدموا من طريف وعرعر وكذلك من الطائف التي شحّت فيها الأمطار، بحثاً عن الربيع والعشب لمواشيهم. وأضاف أن اخضرار الأرض أراح أصحاب المواشي من التكاليف المرهقة للأعلاف، سواء الشعير أم البرسيم في ظل ارتفاع أسعارها أخيراً، مشيراً إلى أن الإبل تقطع نحو 60 - 80 كيلومتراً في اليوم الواحد، فيما تقطع الأغنام في اليوم الواحد من 25 إلى 30 كيلومتراً، ولذلك يفضل أصحابها نقلها بالشاحنات عندما تكون المسافة طويلة، ما أسهم في انتعاش قطاع النقل في المحافظتين. وذكر عدد من سائقي الشاحنات أن أسعار نقل المواشي تتفاوت من مكان إلى آخر، ولا تقل غالباً عن 1500 ريال لنقل حمولة شاحنة واحدة، مشيرين إلى أن اهتمام أصحاب الأغنام ينصب على جهة براري تمير، نفود المستوي، الشقيقة، ونفود السر في الوشم، نظراً إلى ظهور النباتات البرية مثل الخزامى والنفل والربله والربلة، وقربها من الأسواق التجارية. وأضافوا أن أسعار الماشية ترتفع في هذا الوقت، خصوصاً"المقاني"أو"المنيحة"، بسبب لحومها الشهية ولبنها وحليبها.