بفضل التقنية ودخوله عالم الأذكياء استطاع شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز التحلية سابقاً الواقع شمال الرياض، التخلص من أنه وجهة للشبان العاطلين وأصحاب"التقليعات الغريبة"وعشاق"الهواء"" إلى شارع يرتاده الجادون والحاذقون في دهاليز التقنية. ومرد هذا التغير هو تحول الشارع إلى ذكي قبل نحو ثلاثة أسابيع، أي أن خدمة الاتصال اللاسلكي بالإنترنت أصبحت تتوافر فيه بالمجان، وهو ما جذب كثيراً من المواطنين والمقيمين إليه، لينعموا بالتواصل الإنساني الإلكتروني بعيداً من فاتورة"الاتصال"الساخنة في وطن يتزايد الطلب فيه على الارتباط ب"العالم العنكبوتي". بعض هؤلاء الشباب اختار الجلوس برفقة حاسوبه الشخصي على المقاعد الخارجية للمقاهي أو المطاعم، فيما فضل آخرون تصفح الشبكة وهم داخل سياراتهم بعد ركنها في أحد المواقف المنتشرة في الشارع. وأكد بعض المشرفين على مراكز المعلومات الأربعة الموجودة في الشارع"الذكي"، ل"الحياة"كثافة الإقبال على مراكزهم وارتفاع عدد المترددين على الشارع منذ انطلاق المشروع، موضحين أنهم يجيبون يومياً على استفسارات أكثر من 600 مواطن ومقيم حول الخدمة، لافتين إلى أن عشرة آلاف شخص استفادوا من الخدمة التي تقدم مجاناً في شارع"التحلية"خلال الأسبوعين الماضيين. وعن كيفية الاستفادة من الخدمة، قال المشرف على أحد المراكز في الشارع أمجد المرستاني:"إن الراغب في الاتصال بالإنترنت لا يحتاج إلى مراجعة أي من المراكز، إلا أنه يجب أن يكون جهاز الكومبيوتر الخاص به مزوداً بخدمة"واي فاي"ليستطيع البحث عن شبكات الاتصال اللاسلكي". ويتابع:"بعد طلب البحث ستظهر أمام المستخدم على شاشة جهازه شبكات الاتصال المتاحة، وبعد أن يختار أحداها يُدْخل رقم هاتفه النقال قبل أن يرسله إلى الشركة المزودة للخدمة التي ترد عليه بأخرى على هاتفه تحوي رقماً سرياً يمكنه بعد إدخاله في الخانة المخصصة على الشاشة من تصفح الشبكة". وأكد ضرورة احتفاظ المستخدم بالرقم السري ذاته،"لأنه سيطلب منه كلما حاول الاتصال بالشبكة أثناء وجوده في الشارع". ونفى المرستاني أن يكون مراكزه تلقى شكاوى من سوء الخدمة منذ إطلاق المشروع،"باستثناء يوم واحد كانت الخدمة معطلة"، لافتاً إلى أن فترة عمل المراكز تبدأ من الساعة العاشرة صباحاً إلى الثانية بعد منتصف الليل. من جهته، قال أحمد السبيعي أحد المستفيدين من خدمة الإنترنت المقدمة في الشارع"إن توفير خدمة تصفح الإنترنت مجاناً لم تكن السبب الرئيس في قدوم الكثيرين إلى هنا، نظراً إلى أن كلفة الاستفادة منها لا تزيد على ثلاث ريالات للساعة في مقاهي الإنترنت"، مشيراً إلى الأشخاص الذي يجلسون داخل سياراتهم المتوقفة في الشارع ويتصفحون الإنترنت من خلال حواسبهم المحمولة. وأرجع تقاطر هؤلاء بأجهزتهم المحمولة إلى الشارع، إلى أن تصفح الإنترنت في مكان مفتوح أفضل من الأخرى المغلقة من الناحية النفسية. وعلى عكس السبيعي يقول المقيم عادل:"تقديم خدمة الاتصال بالإنترنت مجاناً جذبتني إلى الشارع، فليس لدي هاتف ثابت في المنزل". يذكر أن تقديم خدمة الاتصال بالإنترنت مجاناً في شارع"التحلية"تأتي ضمن مشروع "مبادرة المدن الذكية"الذي يهدف إلى إيجاد مدن عصرية سعودية، تبدأ بالعاصمة الرياض كمرحلة أولى، بمشاركة جهات حكومية وخاصة عدة. وتحرص هذه المبادرة على توفير خدمات الاتصال لأكبر عدد من أفراد المجتمع، أثناء وجودهم في الأماكن العامة مثل، الحدائق والمتنزهات، المكاتب، المستشفيات.