نجح المدافع البرازيلي العملاق تفاريس في تجربته الاحترافية مع نادي الهلال السعودي نجاحاً باهراً، جعله واحداً من أبرز وأميز المحترفين الأجانب الذين مروا على الفريق الأزرق منذ إقرار تجربة الاحتراف الثانية قبل 17 عاماً من الآن، ومن أفضل اللاعبين في الدوري السعودي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ رشحه الكثيرون من النقاد والمحللين ليكون المدافع الأول في الملاعب السعودية في تلك الفترة، عطفاً على ما قدمه من مستويات أدائية راقية وثبات أدائي وتوازن وهدوء وثقة عالية وقيادية من طراز رفيع، جعلته المنظم الأول لجدار الهلال الخلفي والصخرة الدفاعية التي تتفتت عليها هجمات الفرق المقابلة. وخطف البرازيلي تفاريس الأنظار بعد مجيئه إلى الهلال عن طريق مدربه السابق والمدير الفني الحالي ل?"الأخضر"ماركوس باكيتا، الذي أكد أنه ضالة الهلاليين المنشودة واللاعب الذي سيعيد الأمان والاطمئنان لدفاع"الزعيم"الذي عانى كثيراً ولسنوات عدة منذ مغادرة المدافع الزامبي المميز ليتانا بعد مشوار حافل مع الفريق، كان مليئاً بالألقاب والبطولات والإنجازات المحلية والخارجية. وسطع نجم تفاريس مع الهلال باكراً، واستطاع مع فريقه تحقيق أربع بطولات محلية في أول موسم يشارك فيه مع"الزعيم"، ثم أسهم في حصوله على بطولتين في الموسم الكروي الفائت، وبات اللاعب يشكل رقماً صعباً لدى الهلاليين لا يمكن الاستغناء عنه، وهو ما جعل مدربه باكيتا الذي تولى قيادة دفة الأمور في الأخضر يتمنى قبل"المونديال"العالمي الأخير أن لو كان لديه مدافع بحجم قدرات وإمكانات تفاريس، يحل المشكلات الدفاعية ويعالج الخلل الواضح في المناطق الخلفية والذي بسببه خسر"الأخضر"الكثير من النزالات الكروية. ويتمتع تفاريس ببنية جسمانية قوية وقتالية على الكرة وحماسة كبيرة، تدل دلالة واضحة على إخلاصه لشعار الهلال ورغبته في إسعاد الجماهير الزرقاء بتحقيق الانتصارات وحصد البطولات، وكأنه ولد في نادي الهلال، وتشربت عروقه حب النادي، ما جعله أحياناً يرتكب أخطاء لا تغتفر، خصوصاً في اللقاءات التي تكون حامية الوطيس، ويكون فيها التنافس على أشده بين الهلال ومنافسيه، ويتعرض بسببها تفاريس إلى الحصول على البطاقات الصفراء، وهو مشهد تكرر كثيراً في السنوات الثلاث، وتأثر منه"الزعيم"تأثراً بالغاً، وخسر عدداً من المباريات بفعل تهور مدافعه العملاق وصداقته الدائمة مع البطاقات الملونة، وغيابه عن أهم المواجهات التي يحتاجه فيها الفريق. وأول من أمس عاد تفاريس لتكرار مشكلته الغريبة وعادته العجيبة، وجدد علاقته مع البطاقات الملونة بعد استبعاده بالبطاقة الحمراء في لقاء فريقه أمام الاتحاد، بعد إعاقته مدافع الاتحاد عدنان فلاتة وقبلها حصوله على بطاقة صفراء عقب خشونته مع حمزة إدريس على رغم أن الخطأين وقعا بعيداً عن مكامن الخطر الزرقاء، ليتم طرده من الحكم الإسباني ويحرج فريقه الذي تلقت شباكه سريعاً هدف التعادل، وكاد الاتحاد أن يسجل المزيد من الأهداف لو أحسن مهاجموه استغلال الفرص التي تهيأت لهم أمام مرمى الدعيع وسط ضياع تام من جانب الدفاع"الأزرق"الذي تحول إلى شوارع فسيحة للاعبي الاتحاد بعد النقص العددي، جراء استبعاد تفاريس ومن بعده الخثران. وسيغيب تفاريس عن مواجهة فريقه المقبلة أمام الوحدة في دور ال?16 من مسابقة كأس ولي العهد الأمين التي ستقام مساء الخميس المقبل على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، وهي مواجهة مهمة ومصيرية سيتأهل منها الفائز لدور الثمانية وسيودع الخاسر المسابقة، وربما سيكون غياب تفاريس بمثابة الثغرة الواضحة في الدفاع الأزرق، على اعتبار أن الثنائي ماجد المرشدي وأحمد خليل لا يشاركان فريقهما منذ فترة طويلة، وقد يستغل ذلك هجوم الوحدة الذي يصنف حالياً أقوى هجوم في الدوري السعودي، ويحسم المواجهة الكروية لمصلحة"فرسان مكة".