لحق فريق الهلال بنظيره الشباب إلى نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، عقب إقصائه الاتحاد مساء أمس بهدف من دون رد سجله لاعب وسطه البرازيلي كماتشو في الدقيقة 46 على استاد الملك فهد الدولي في الرياض ضمن نصف نهائي المربع الذهبي من المسابقة السعودية الأغلى، قاد المباراة تحكيمياً طاقم سويسري بقيادة ماسيمو بوسكا الذي أشهر بطاقة حمراء وحيدة لمدافع الاتحاد اسامه المولد مطلع الشوط الثاني. بالإمكان أن يطلق على هذا الشوط شوط الأهداف الملغاة، إضافة إلى شوط الحذر والتكتل الدفاعي، إذ فرض كلا المدربين الطريقة ذاتها التي تمثلت في 4/5/1، ما أظهر منطقة المناورة كغابة تعج بالسيقان حرمت المتابعين من رؤية وتيرة فنية عالية، على رغم أن الحكم السويسري ماسيمو بوسكا هو البادئ بإشعال الأجواء، وتحديداً في الدقيقة الثانية من عمر المباراة التي شهدت إشهار إنذارين عقب صراع فني بين مدافع الهلال البرازيلي تفاريس الذي خالف قوانين اللعبة من طريق ضربه لمهاجم الاتحاد الكولومبي سيرجيو هيريرا، هذه المخالفة دفعت اللاعب مناف أبو شقير للاحتجاج على الحكم الذي أعطاه نصيبه من الإنذار أيضاً. الثلث الأول من هذا الشوط لم يشهد تهديداً حقيقاً على شباك الفريقين باستثناء فرصة الشلهوب الذي تلقى تمريرة من كرة ثابتة وسط انشغال مدافعي الاتحاد بالحديث مع الحكم وترتيب حائط الصد، ووضعت الشلهوب في حالة أشبه بالخلوة التامة بحارس مرمى الاتحاد مبروك زايد، لكنه فضل توجيهها إلى جسد الحارس والابتعاد من التوجه إلى الشباك. الثلث الثاني بالإمكان تسميته فترة الأهداف الملغاة التي بدأها مدافع الاتحاد اسامة المولد الذي تلقى عرضية طويلة حولها داخل شباك العتيبي الذي تابعها وهي تخترق مرماه لكن راية مساعد الحكم الأول حسمت الموقف واحتسبها تسللاً لمصلحة الهلال الذي لم ينتظر طويلاً ورد مهاجمه الشاب محمد العنبر بالطريقة ذاتها بعد أن اختلى بحارس الاتحاد عقب استعانته بساعده لتهيئة الكرة أمامه ويعالجها داخل المرمى الأصفر لكن راية مساعد الحكم الثاني كانت الأقرب واحتسبها الحكم تسللاً فضلاً عن خطأ. نهاية هذا الثلث شهدت تسديدة قوية من لاعب الاتحاد سعود كريري أخطأت طريقها إلى الشباك الزرقاء وسط ترقب الجميع بأنها في طريقها إلى المرمى الهلالي. منطقة المناورة شهدت سيطرة اتحادية واضحة مكنت لاعبيه من فرض سيطرتهم عليها وتشديد قبضتهم على مجريات اللقاء، في حين كان الأداء الهلالي يميل بشكل كبير إلى الهجمات المرتدة وغاب نجماه البرازيلي كماتشو والشلهوب عن مهامهما المعتادة في صناعة اللعب وبالتالي غياب العنبر عن مواجهة الشباك الاتحادية لعدم وجود الممول الناجح. الشلهوب تحصل على فرصة ثمينة في الدقيقة 37 توغل بها من الجهة اليسرى ولم يكمل المهمة حتى النهاية وسقط ليقضي بشكل كامل على كرة كان من شأنها قص شريط الأهداف الذي تأخر كثيراً. والشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة وتحديداً في الدقيقة 45 تلقى لاعب وسط الاتحاد محمد نور تمريرة من منتصف الملعب جعلته يختلي بحارس الهلال حسن العتيبي بشكل كامل ومن دون مضايقة من مدافعي الهلال ولم يتوان في إيداعها المرمى، لكن مساعد الحكم الأول حرم نور أحقية التسجيل الذي كان في وضع سليم ولا غبار عليه وأعلن أنه في وضع تسلل. هذا القرار كان آخر قرارات الحكم الذي أعلن نهاية الشوط الأول سلبياً. وفي الشوط الثاني بدأ ملتهباً بشكل كبير إذ وقع حدثان مهمان غيرا مجرى المباراة، إذ أخرج الحكم السويسري بطاقته الحمراء الأولى تجاه مدافع الاتحاد اسامة المولد الذي اعترض مهاجم الهلال محمد العنبر وهو في طريقه للمرمى على رأس منطقة الخطورة، هذا الطرد منح الهلال الأفضلية من الدقيقة الأولى حيث تصدى كماتشو للكرة في استثمار مثالي للخطأ وأرسلها بشكل جميل داخل الشباك الصفراء هدفاً هلالياً بعث الفرح في نفوس جماهيره الغفيرة التي اكتظت بها مدرجات استاد الملك فهد الدولي. هذا الهدف حرك المياه الراكدة في عيني مدرب الاتحاد الروماني يوردانيسكو الذي دفع بالمدافع رضا تكر مباشرة بديلاً عن المهاجم الكولمبي هيريرا وليلحقه بمرزوق العتيبي مكان مناف أبو شقير. وكاد نور يعدل الكفة عقب تلقيه كرة عرضية فشل العتيبي في التعامل معها بشكل جيد ليحولها نور برأسه تجاه المرمى الهلالي لكنها أخطات الطريق إليه. ورد مدافع الهلال تفاريس الفرصة الاتحادية عقب تحصله على كرة مشابهة داخل منطقة الخطورة الاتحادية، ولعبها بطريقة خلفية أخطأت معانقة الشباك الخالية. لم يقف مدرب الهلال البرازيلي باكيتا أمام تبديلات نظيره ودفع بالثنائي نواف التمياط ومشعل الموري بديلين من محمد الشلهوب وفهد سرور ليواصل الهلال تشديد قبضته على منطقة المناورة ما كاد يسفر عن هدف ثان، عقب مواجهة العنبر لمبروك زايد في كرة سددها قوية ونجح الأخير في ابعادها ببراعة، ولم يفلح التمياط في متابعتها بشكل جيد داخل المرمى الاتحادي، تاركاً للاتحاد فرصة الهجوم غير المركز من جميع الجهات الذي لم يسفر إلا عن مشروع هدف حقيقي للبديل محمد أمين، الذي تلقى عرضية زميله ابراهيم سويد في موقع مميز وحولها برأسه ضعيفة، تابعها العتيبي إلى خارج المرمى. وتنافس لاعبو الهلال في إضاعة الفرص خصوصاً في الوقت بدل الضائع إذ تحصل مهاجموه على عدة فرص حقيقيه من شأنها مضاعفة الغلة، ولكنهم تعاملوا بشكل طغى عليه الاستعراض ليفقد الفريق فرصة توسيع الفارق وليطلق حكم اللقاء صافرته منهيا المباراة بهدف وحي أوصل الهلال للنهائي.