يثير مرمى للنفايات في محافظة العيدابي التابعة لمنطقة جازان مخاوف الأهالي، لأنه بات بحسب وصفهم"مستوطنة"لمخالفي نظام الإقامة، الذين يحرقون النفايات لأخذ العلب الفارغة منها، ما يؤدي إلى تلوث الهواء. وما يسهم في ازدياد عدد المخالفين عند مكان رمي النفايات، اختلاف جهات حكومية عدة في مسؤولية القبض عليهم. أحد سكان المحافظة ويدعى طلال القاسمي ذكر أن عدداً كبيراً من المخالفين يتجمعون كل يوم عند النفايات ويحرقونها لاستخلاص ما يمكن بيعه منها، ثم يغادرون المكان بسرعة. واعتبر أن موقع مرمى النفايات غير مناسب، إذ يتوسط مجموعة قرى منها المشاف وقعاس والعرج ومسلوعة والتربة ومطلع، معرباً عن تخوفه من انتشار الأمراض من جراء هذا المرمى"ينشر في المنطقة الحصبة والملاريا، ونتخوف من ظهور أمراض فتاكة كحمى الوادي المتصدع والدرن الذي ظهر أخيراً في سجن جازان". أما هادي مشعوي الغزواني فأبدى تخوفه من ازدياد عدد الحشرات قرب مرمى النفايات، خصوصاً أن تجمعات لمياه المجاري تنتشر قرب مرمى النفايات. ولفت علي معيد إلى أن الخطر الأكبر هو أن مجهولي الهوية بنوا قرية صغيرة من القمامة داخل المرمى وليس هناك من يوقف تكاثرهم. شيخ قبيلة عبس محمد قوام أكد أن الجهات الأمنية دهمت أكثر من مرة المخالفين عند مرمى النفايات، لكنهم سرعان ما يعودون. وطالب بحل جذري ودائم لهذه المشكلة"أكثر ما يضرنا الحرائق التي تشتعل في مرمى النفايات على مدار اليوم". من جهته، حمّل مدير شرطة جازان اللواء أحمد القزاز، مديرية الجوازات في المنطقة نتيجة ما يحدث عند مرمى النفايات. وأضاف"لا يوجد مركز شرطة في العيدابي، إذ تنتشر مراكزنا في بلغازي وهروب والعزيين وجبل منجد، ومع ذلك فحملاتنا مستمرة". فيما اعتبر مدير الجوازات في المنطقة العميد عبدالله سليمان الجهني، أن أهالي المنطقة يساعدون المجهولين بنقلهم وتشغيلهم وإسكانهم. وأضاف"للأسف لا يوجد مركز جوازات في العيدابي، وأقرب مركز في صبيا وهو لتجميع العمال، وهذا الأمر من اختصاص الأمن العام الشرطة". وقال محافظ محافظة صبيا عبدالعزيز الجريوي ل?"الحياة"، إن أهالي تلك القرى يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية، لعدم إخبار الجهات الأمنية بمكان وجود العمالة المخالفة"في اجتماعاتنا الدورية بمشايخ القرى نحث على توعية المواطنين بالمخاطر الكبيرة لمساعدة مجهولي الهوية في البقاء بين الأهالي وتشغيلهم ونقلهم"، مشيراً إلى أن مرمى النفايات يقع إدارياً في نطاق مسؤولية محافظة العيدابي. وأضاف:"قررنا في اجتماعنا مع البلدية والشركة المسؤولة عن النظافة حفر خنادق داخل مرمى النفايات لطمرها دورياً"، وشدد على أنه ليس هناك جهة رسمية تحرق النفايات داخل المرمى، بل هم مجهولو الهوية لأسباب أبرزها جمع علب المشروبات الغازية والحديد لبيعه. مصدر في قسم نواقل المرض التابع لصحة منطقة جازان أكد ل?"الحياة"أن هناك فرقاً ترش مبيدات حشرية قرب مرمى النفايات دورياً.