حملت مباريات الجولة الثالثة من بطولة الدوري كثيراً من الأخطاء والهفوات الدفاعية، التي أثرت بشكل سلبي في مردود الطريقة الدفاعية التي حاولت الأندية تطبيقها خلال المباريات الخمس التي لعبت في هذه الجولة، باستثناء اللقاء المؤجل بين الطائي والهلال، ولم يقتصر الارتباك في الطريقة الدفاعية على أداء خط الدفاع وحده، بل امتد إلى لاعبي الارتكاز ومسانديهم على الطرف الأيمن والطرف الأيسر، وهو ما جعل الأندية تعاني كثيراً من تداخل الأدوار والواجبات بين لاعبيها، حتى تحولت الكثير من دقائق المباريات للأداء العشوائي. وحينما نستعرض أحداث هذه المباريات نجد تزايداً ملاحظاً في عدد الفرص الخطرة القابلة للتسجيل، سواء في الكرات المتحركة أم في الكرات الثابتة، خصوصاً أن حدوث الأخطاء القريبة من المرمى سجل ارتفاعاً مبالغاً فيه خلال هذه الجولة، وكانت المفاجأة غياب موهوبي التسديد المباشر في استغلال هذه الكرات القابلة للتسجيل، إلا أنهم سجلوا فشلاً ذريعاً خلال مباريات هذه الجولة. حال الفوضى والاجتهاد المسيطرة على الغالبية من اللاعبين ألقت بسلبيتها على هدوء وتركيز اللاعبين وتعاملهم المثالي طوال شوطي المباراة، حتى اضطر معها قضاة الملاعب لإبراز الكثير من البطاقات الملونة. الاتفاق الأبرز تنظيماً رسم فريق الاتفاق لوحة فنية جميلة حينما واجه المتصدر فريق الوحدة واكتفى بتسجيل أربعة أهدف طوال شوطي المباراة، مضيعاً الكثير من الفرص الخطرة القابلة للتسجيل، وجاءت هذه السيطرة لپ"فارس الدهناء"على المستطيل الأخضر، إثر إجادة اللاعبين تطبيق التكتيك والتنظيم في آن واحد، وهذا ما مكنهم من اللعب بصفوف متقاربة سواء في الشق الهجومي أم الدفاعي، لذلك ظهر لاعبو الوحدة بصورة مغايرة عما كانوا يقدمونه في الماضي، فتحول اللعب للفردية، وطغت العشوائية على بناء الهجمة، ولم يعانِ فيها الاتفاقيون كثيراً من الاستحواذ على أي مشروع هجمة وحداوية، حتى الهدف الذي أحرزه المحياني للفريق جاء وسط دربكة داخل منطقة الجزاء ومن دون أي هجمة منظمة. الأهلي صحوة وتخوف النجاح التكتيكي الذي بدأ به لاعبو الأهلي مباراتهم أمام مستضيفهم فريق الشباب لم يستمر طويلاً، نتيجة تراجعهم وتخوفهم من تعديل النتيجة عقب الهدف الباكر الذي سجله المحترف نونيز، لذلك فرط الشبابيون كثيراً في تعديل النتيجة وهم يبحثون بوسائل متعددة عن طريقة تمكنهم من هز شباك المسيليم، حتى أن عدم التوفيق لازم مهاجميه، كما حدث مع الأرجنتيني مارتينيز في الهجمتين الخطرتين في منتصف الشوط الأول. ويعتبر الشوط الثاني هو شوط الإثارة الحقيقية في هذه الجولة، عندما رفعت بطاقتان حمراوان للاعبي الشباب منصور الدوسري وزيد المولد، وسجل خالد بدرة الهدفين الثاني والثالث في غضون دقائق قريبة، إلا أن الشباب وفي ظل هذا النقص والتأخر في النتيجة استطاع مجاراة منافسه، حتى سجل هدفه الأول، وكان قريباً جداً من تقليص النتيجة لو وفق مهاجموه في زيارة شباك المسيليم، وهذا مؤشر غير جيد لمجموعة الأهلي ولمدربهم بوكير. لغز الاتحاد لا تزال علامات الاستفهام تحوم بكثرة حول ما قدمه الاتحاد من أداء متواضع خلال المباريات الثلاث التي خاضها أمام نجران والوطني وأخيراً القادسية، خصوصاً أن الفريق يمتلك من الإمكانات ما يتفوق علي هذه الأندية بمراحل، إضافة إلى الاستعداد الخارجي الذي جهز الفريق بالشكل المطلوب، ليكفل له تقديم العروض القوية ويحقق الفوز بالنتائج الرنانة والمعروفة عن الفرقة الاتحادية. ويبحث الاتحاديون عن حل سريع للغز الذي أرقهم كثيراً، ويخشونه في المباريات الثقيلة أمام الأهلي والهلال والشباب والاتفاق.