طالب عدد من المواطنين في منطقة الباحة وزارة الصحة بإعادة النظر في اشتراطات وإجراءات منح تراخيص لرجال الأعمال في إنشاء مستوصفات أهلية في المنطقة، خصوصاً وأن عدداً من تلك المستوصفات والمراكز الطبية تعاني من تدني مستوى العمل الطبي بها، إضافة إلى تواضع إمكاناتها في الجانب العلاجي والكوادر الطبية. وأكدوا في حديثهم إلى"الحياة"، أهمية وجود مراقبة ميدانية من قبل وزارة الصحة لأعمال تلك المستوصفات ومعاقبة المخالفات والتجاوزات الكثيرة التي ترتكبها، خصوصاً بعدما أدى تهاون أطباء الطوارئ في تلك المستوصفات إلى موت عدد من المواطنين بسبب التأخر في تشخيص الحالة وإسعافها. وقال علي خضر الزهراني ل"الحياة":"توفي أحد أبنائي في ثالث أيام عيد الفطر، إثر تعرضه لصعوبة واختناق في التنفس جراء قلة الأوكسجين وتم نقله إلى اثنين من المستوصفات الأهلية لإسعافه، غير أنهما لم يكونا مهيأين بغرف متخصصة للإسعافات الأولية والطوارئ". وأضاف:"عندما تعرض ابني لصعوبة في التنفس، لاسيما وأنه مصاب بمرض الربو، تم نقله من قبل أشقائه وأقاربه إلى مستوصف أهلي وعندما وصلوا إليه لم يجدوا الطبيب المناوب في ذلك اليوم، ولم يجدوا فيه غرفة إسعاف وطوارئ أسوة بالمستوصفات الأهلية والحكومية كافة". مشيراً إلى أن أحد العاملين في المستوصف أفادهم أن الطبيب المناوب موجود في مسكنه الذي يبعد مسافة طويلة من مقر المستوصف، إضافة إلى إبلاغهم بعدم وجود أنبوبة غاز أوكسجين لإسعافه". وقال الزهراني:"ذهبوا بابني المريض إلى مستوصف آخر ولكنه لم يكن أفضل من السابق، فلم يجدوا أيضاً طبيباً مناوباً، وتم بعد ذلك نقله إلى طوارئ مستشفى الملك فهد في الباحة وقدم كادره الطبي مشكوراً عملاً كبيراً لإسعاف وإنقاذ ابني لكن قدرة الله كانت فوق كل شيء، إذ توفي هناك". وأكد الزهراني أهمية وجود رقابة من قبل وزارة الصحة على المستوصفات الأهلية، خصوصاً وأن العديد منها تفتقد إلى الكثير من متطلبات الإسعاف والطوارئ والكوادر الطبية المتخصصة، وقال"لابد من وجود قانون لمعاقبة المستوصفات الأهلية كافة المخالفة لأنظمة الوزارة، وخصوصاً تلك التي تقع في منطقة تعرف بقلة الأوكسجين في أجوائها كالباحة، حيث إن هناك حالات مماثلة لحالة ابني تتعرض لاختناقات وصعوبات في التنفس ولا تجد من تلك المستوصفات الأهلية أية اهتمام وإسعاف طبي". وفي السياق ذاته، أكد المواطن حسن الزهراني أن الباحة تفتقد المستوصفات الأهلية المتكاملة، مشيراً إلى أن الحالية لا تقدم لسكان المنطقة وزائريها الخدمة الطبية الجيدة، وقال:"نتمنى نحن سكان الباحة أن تكون لدينا مستوصفات أهلية على كفاءة عالية أسوة بالموجودة في مدن الرياضوجدة والدمام تقدم للمرضى وللمصابين الخدمة الطبية الجيدة"، وأضاف:"إن الكثير من المرضى يضطرون للسفر أسبوعياً إلى الرياضوجدة للمعالجة في مشافيها المتطورة، خصوصاً وأن المنطقة بمحافظاتها كافة في قطاعي السراة وتهامة تشهد وقوع الكثير من الحوادث المرورية أثناء هطول الأمطار وأثناء موجة الغبار التي تجتاح القطاع التهامي في كل صيف". من جانبه، أكد المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الباحة الدكتور خليفة الملحم ل"الحياة"أن الشؤون الصحية شكلت لجنة لتحقيق في قضية وفاة المواطن خضر علي الزهراني، وقال:"إن اللجنة تحقق لمعرفة ملابسات موته بعد تعرضه لنوبة ربو وتقصير المستوصفات التي راجعها مع ذويه في التعامل مع الحالة"، لافتاً إلى أنه سيتم إعلان نتائج التحقيق حين استكماله مع الجهات المعنية.