كشف مدير الشؤون الصحية في الأحساء حسين الراوي الرويلي، أن صحة الأحساء تتسلم قريبا عددا من المشاريع الصحية الجديدة التي من شأنها أن تسهم في تخفيف الازدحام وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، مؤكدا في حوار أجرته معه «عكاظ»، على أن الفترة المقبلة ستكون أفضل في مستوى الخدمات الطبية والصحية في المحافظة، وفي ما يلي نص الحوار: • لماذا نقص الأسرة في المحافظة وازدحام مستشفياتها؟ - الكثافة السكانية في الأحساء كبيرة والنمو السكاني يتجاوز 2.5 في المائة، حيث يبلغ عدد السكان أكثر من مليون وربع المليون إضافة إلى الامتداد الجغرافي، حيث أن خدماتنا تغطي أكثر من نصف مليون كلم مربع، كل هذه العوامل وغيرها احتاجت منا بذل جهد مضاعف لتأمين الخدمات الصحية المناسبة، ومحافظة الأحساء مقبلة على تجاوز هذه الأزمة حيث سيتم توفير أكثر من 600 سرير إضافية بعد الانتهاء من مشاريع مستشفى الملك فيصل، مستشفى الأمير سعود بن جلوي، ومستشفى العمران. مركز الكلى • يقال إن مركز الكلى يعاني من نقص في بعض الخدمات؟ - نحن في المديرية العامة للشؤون الصحية دائما نعتمد على الإحصائيات التي ترد من المراكز والمستشفيات، وفي الوقت الحاضر تشير هذه الإحصاءات إلى أن الوضع الحالي مطمئن، وبالنسبة لمركز الكلى لا يوجد نقص في السعة السريرية أو الخدماتية، بل ألزمنا أنفسنا بخدمة المرضى بتأمين وسيلة النقل من المنزل إلى المركز والعكس، كما أننا وضعنا في عين الاعتبار في المشاريع المقبلة، إنشاء أقسام للكلى حتى لا نقع مستقبلا في أي إشكال بسبب زيادة الكثافة السكانية، ووجهت الوزارة مؤخراً بتأمين أكثر من 50 جهاز غسيل كلوي متطور للمحافظة وسيتم استلامها قريباً. • مستشفى الأمير سعود بن جلوي عليه الكثير من الملاحظات ولا يرقى للمستوى الذي تطمح له الوزارة، لماذا في رأيكم؟ - هذا المستشفى يقدم خدماته لأكثر من نصف مليون من المواطنين والمقيمين، وحيث أن المبنى مستأجر والسعة السريرية قليلة مقارنة بما يقدمه من خدمات، وحيث أن المبنى الجديد قطع نسبة كبيرة من الإنجاز وخصه وزير الصحة بزيارة ميدانية في زيارته الأخيرة للمحافظة قبل شهر، وحث المقاول على بذل مزيد من الجهد لتسليم المشروع في وقته، وزياراتنا مستمرة للمستشفى مع طواقم متخصصة لتساعد المستشفى على تجاوز الطلب المتزايد على الخدمات مع عدم مناسبة المبنى المستأجر منذ أكثر من عشر سنوات. دون تراخيص • ولماذا يتم توظيف أطباء دون تراخيص في بعض المستوصفات؟ - أؤكد للجميع أن عين المواطن هي جزء من المنظومة العملية التي نعمل بها، حيث أننا تلقينا بلاغات عن وجود مخالفات غير نظامية في مستشفى ومستوصف، وعلى الفور بادرت أدارة الرخص الطبية بمتابعة المستشفى والمستوصف من خلال الجولات الرقابية والميدانية، وتم بالفعل رصد وجود المخالفات التي تم الإبلاغ عنها، ومع التحقيق في ذلك جرى اكتشاف أطباء وطاقم تمريضي موجودون على رأس العمل قبل الحصول على الترخيص الطبي، وجرت معاقبة المستوصف وإغلاق جزئي للأقسام، ونحن نطالب كافة القطاعات الأهلية بالحرص على استكمال كافة الاشتراطات الصحية ومراعاة التقيد بالأنظمة وتطبيق اللوائح والاشتراطات تفادياً للعقوبات، إذ لن نتهاون في تطبيق العقوبات ضد المخالفين، كما أن قسم المتابعة يتلقى بلاغات من المواطنين ويتم التعامل معها بسرية تامة ولن يكون هناك أي تهاون في البلاغات مهما كان نوعها أو حجمها. • هناك قطاعات أهلية ترفض استقبال بعض المرضى وخصوصا مصابي الحوادث، ما هو موقفكم تجاه من يخالف التعليمات؟ - لا شك أن أنظمة الوزارة واضحة وصريحة وتنص على ضرورة استقبال الحالات الطارئة في المستشفيات والمستوصفات في جميع المناطق والمحافظات سواء كانت حكومية أو أهلية، وعليها الالتزام وقبول جميع الحالات الطارئة استنادا للأمر السامي، ونحن لن نقبل أي تبرير مهما كانت الأسباب، كما أن الوزارة ألزمت جميع القطاعات الصحية بتأمين الحالات وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة لأي حالة تستدعي ذلك، وفي حالة الإخلال بهذه المهمة سيكون الجزاء والعقوبة نصيب المخالف، وبدورها ستبحث اللجان جميع القضايا والشكاوى المقدمة بشكل سريع، ومع ذلك نثق بمهنية القطاع الخاص واهتمامه بهذا الموضوع. الإسعاف الطائر • ألا ترى أن المحافظة في حاجة إلى الإسعاف الطائر؟ - لا أخفيك سرا أن أغلب الاجتماعات التي يجري عقدها يتم طرح هذا السؤال، ونحن نحلم بتحقيق الحلم الذي أصبح يراودنا من خلال إيجاد الإسعاف الطائر، وأعتقد أن هذا الموضوع قيد الدراسة من الجهات المعنية، أما عن بعض الحوادث التي تكون متعلقة بالإسعافات نتيجة قصور من المراقبين فإننا نعمد إلى محاسبتهم ولن نتهاون في تطبيق الجزاءات بحقهم، وعملنا مؤخرا جدولة لمتابعة تجهيز الإسعافات لضمان جاهزيتها قبل الانطلاقة بالمريض أثناء نقله من مستشفى إلى مستشفى آخر. • ما هي أكثر الأمور أهمية لمدير الشؤون الصحية ؟ - هي ذات الأمور أهمية لدى وزير الصحة، وفي مقدمتها الاهتمام بالمريض من كافة النواحي وتوفير كل ما يلزم من رعاية صحية واهتمام، حيث يشدد علينا الوزير دوماً بأنه يجب الانتقال بمفهوم الرعاية الصحية للمريض إلى الرعاية الشاملة، وأن يكون الاهتمام بالمريض موازياً للاهتمام بالمرض نفسه. أصدقاء المرضى • حدثنا عن دور لجنة أصدقاء المرضى في المحافظة؟ - هذه اللجنة تقدم خدماتها لكافة مرضى المحافظة من خلال متابعة أحوالهم وزيارتهم وتأمين بعض الاحتياجات والمستلزمات، وتم مؤخراً تتويج هذه اللجنة بموافقة محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي على رئاسة اللجنة فخرياً، حيث تم بعد ذلك رفع التشكيل المقترح لأعضاء اللجنة الجدد من الرجال برئاسة مدير الشؤون الصحية، والنساء برئاسة الدكتورة صباح العرفج، وتمت الموافقة على التشكيلة، وستمارس اللجنة الجديدة أعمالها بعد الاعتماد من ديوان الوزارة. • كيف تتعاملون مع فئة الصم؟ - جرى تدشين برنامج تدريب ل 70 طبيباً وطبيبة وفنياً وفنية في مستشفى الولادة والأطفال مؤخرا على لغة الإشارة للتواصل مع ذوي الإعاقات السمعية «الصم» ضمن فعاليات برنامج «قلوبنا تسمعكم» الذي يتبناه مستشفى مدينة الجفر العام، علما أن البرنامج يستهدف تدريب أكثر من 500 طبيب وطبيبة وفني وفنية في منشآت وزارة الصحة في المحافظة، ويهدف إلى إكساب الكادر الطبي والفني مهارات التخاطب بلغة الإشارة حيث شمل البرنامج التدريب بإرشادات عامة للتواصل مع الأصم وإشارات الحروف والأرقام، وحظيت الفكرة بالاهتمام في كثير من المرافق الصحية في المحافظة لهذه الفئة من الناس الذين هم بأمس الحاجة للتواصل معهم بلغة الإشارة، وما يزال لدينا أفكار كثيرة سنطبقها على أرض الواقع بهدف تقديم خدمات طبية وتوعوية لتعم الفائدة جميع الفئات من خلال الجداول الزمنية وحسب المناسبة أيضا. مركز الدم الوراثي • ومتى يتم افتتاح مركز الدم الوراثي؟ - مركز الدم الوراثي جاهز للافتتاح ولم يتبق إلا اللمسات الأخيرة لافتتاحه، وأؤكد لجميع المرضى أن معاناتهم سوف تنتهي بإذن الله من خلال تقديم الخدمات الصحية التي ستكون الأولى من نوعها على مستوى المملكة نظرا لتوفير كافة السبل لانجاح هذا المشروع الذي يعد فريدا على مستوى العالم. • المراكز الصحية تعاني من نقص الكوادر، نعلم إنكم مقبلون على افتتاح العديد من المراكز فما موقفكم من هذا؟ - نعم نعاني من النقص لكننا لن نفتتح أي مركز إلا بوجود الكوادر حتى نتمكن من تقديم الصورة الحقيقية للمواطن، حتى لا يكون هناك تذمر على أداء الطواقم الطبية والفنية أو المواطن نفسه. • مستشفى الولادة يعاني منذ زمن من عدم وجود أخصائية اجتماعية في الأوقات المتأخرة ليلا، وهذا الأمر يحرج النساء، ما ردك؟ - نعم وردتني شكاوى من هذا القبيل، ولا زلت أتواصل مع إدارة المستشفى لإيجاد حلول لتغطية جميع الورديات بالأخصائيات، خصوصا أن أنظمة الصحة واضحة وصريحة بأنه لا يحق للمدير المناوب أن يمثل الأخصائية الاجتماعية لإقناع المريضة في أي أمر من الأمور، ونحن نتقبل جميع الشكاوى والاقتراحات من المواطنين ولن نتردد في أيجاد الحلول. • المنطقة تشهد حالات في تقلب الأجواء خصوصا في الصيف ما هو استعدادكم في أقسام الطوارئ؟ - نحن لدينا استعدادات كبيرة لمواجهة كافة الظروف وليس في تقلبات الأجواء فحسب، والأطباء على استعداد في أية لحظة في حالة النداء، والخطط الفرضية التي نعمل بها وفق البرامج، أثبتت النجاحات وإن كان هناك بعض الملاحظات البسيطة لكننا سوف نتلافاها بأذن الله.