لا يزال الحاج السعودي خالد محمد الملا وزوجته يختتمان صلاتهما بالدعاء إلى الله تعالى لأحد منسوبي الدفاع المدني العاملين الذي أنقذهما من الموت في موسم الحج على رغم جهلهما باسمه، مقدمان شكرهما الجزيل كتعبير عما يشعران به من عرفان للجميل، إلى المدير العام للدفاع المدني، ومنسوبي الدفاع المدني، خصوصاً العاملين منهم إلى جوار مسجد نمرة في مشعر عرفات. ويقول الملا الذي يعمل مناوباً مسؤولاً في إحدى المؤسسات بمطار الملك عبدالعزيز، وأدى فريضة الحج برفقة زوجته للمرة الأولى هذا العام، ل"الحياة":"كنت وزوجتي إلى جوار مسجد نمرة في يوم عرفة، طمعاً في أداء صلاة الجمعة مع الجماعة، والاستماع إلى الخطبة من قرب، وعند نهاية الصلاة، اختلط الحابل بالنابل، وشهد المكان الذي كنا فيه زحاماً شديداً لم أشهد مثله في حياتي، وزاد الأمر سوءاً وجود زوجتي ذات البنية الضعيفة في ذلك المكان المكتظ". ويضيف"مع اشتداد الزحام لم يعد أمامنا إلا الاستغاثة، وطلب النجدة من أي أحد، فاستجاب لنا أحد رجال الدفاع المدني، الذي كان في حال تأهب على إحدى السيارات التابعة للإطفاء، وقفز من مكانه وسط الجموع المتزاحمة، وشق طريقه حتى وصل إلى مكاني أنا وزوجتي التي كادت أن تسحقها الأقدام، وبصعوبة بالغة استطاع أن يشق بنا الطريق إلى موقع السيارة، حيث باشر وزملاؤه إسعافنا بعد أن كدنا نموت دهساً تحت الأقدام". ويشير الملا إلى أنه ومنذ عودته من الحج لم يستطع هو وزوجته نسيان تلك اللحظات، مؤكداً أن أكثر ما أثر في نفسيهما أنهما لم يعرفا اسم منقذهما، الذي بعثت به العناية الإلهية لهما، والذي باتا ليلتهما تلك يدعوان له إلى شروق الشمس،"ولا تزال زوجتي وأنا ندعو له مع نهاية كل صلاة".