شهدت محال بيع الحطب في النعيرية ارتفاعاً في الأسعار، مع دخول موجة البرد التي شهدتها المحافظة، مساء أول من أمس، وتهافت المستهلكون على شراء كميات كبيرة منه، استعداداً لحلول فصل الشتاء. وأكد تجار أن"الأسعار في طور الارتفاع المعتاد وصولاً إلى ذروة البرودة في فصل الشتاء"، فيما أشار مستهلكون إلى أنه"على رغم انتشار أنواع عدة ومختلفة ومتطورة من وسائل التدفئة، إلا أن الإقبال على الحطب يزداد يوماً بعد آخر، لعدم إمكان الاستغناء عن الحطب وشبة النار في فصل الشتاء، مهما ارتفعت أسعاره". وأبدى نواف المطيري امتعاضه من ارتفاع أسعار الحطب في فصل الشتاء، وقال:"أشتري الحطب باستمرار، بحكم وجود بيت شعر ومشب لدي في المنزل، وأستخدمه دائماً في التدفئة، وإعداد القهوة والشاي والزنجبيل، كما أحتاج إلى كميات كبيرة عند إقامة مخيم العائلة السنوي في الأجواء الباردة والربيع، لذا أشتري بالحمولة، ما يكلفني نحو عشرة آلاف ريال". وأوضح بائع الحطب محمد طارق ل"الحياة"، أن عملية بيع الحطب"تتم بطريقتين، الأولى بيعه من طريق التجزئة، وهي كمية محددة، لوقت محدد، تناسب رحلة أسرة، أو شبان، ويكفيهم ذلك ليوم واحد فقط. أما الأخرى فمن طريق بيع حمولة السيارات كاملة"، مشيراً إلى ان طريقة البيع بالتجزئة"ليست محددة بسعر معين، وإنما تبعاً لحجم حزمة الحطب المطلوبة من جانب الزبون. وتتراوح أسعارها بين 20 إلى مئتي ريال، بحسب حجم الحزمة"، فيما البيع بالطريقة الثانية"يكون بشحن السيارات بالحطب، ويتم تقدير السعر بحسب نوع السيارة". وعزا طارق ارتفاع أسعار الحطب إلى"قلته في المناطق التي يورد منها، لعدم تيبس أشجار السمر"، مستعرضاً أنواعه"السمر، والسدر، والطلح، والغضا، والأرطى وغيره من أنواع الحطب، إلا أن"السمر"يعتبر أجود أنواع الحطب على الإطلاق، وبخاصة"سمر"المدينةالمنورة، الذي يتميز بسهولة إشعاله، وبقائه مشتعلاً لفترة طويلة". كما اعتبر البائع أبو عبدالله، وهو أحد أبرز تجار الحطب في النعيرية، الحطب الموجود في المدينةالمنورة"من أجود الأنواع، إذ انه متنوع بين الدقيق والعريض، وليس كالذي يوجد في تثليث، ووادي الدواسر، وبيشة، إذ إن هذه المدن لا تحوي إلا العريض من الحطب، الذي يحتاج إلى جهد في تكسيره ووضعه على شكل قطع صغيرة، حتى يُقبل على شرائه الناس". وأشار البائع محمد السوداني، الذي يبيع الحطب منذ أكثر من ست سنوات، إلى أن سوق الحطب"تجد إقبالاً كبيراً من أهالي النعيرية، الذين يفضلون"السمر"، لقلة دخانه ولاستمرار جمره مدة أطول من غيره، كما أن العشرات من المتنزهين في بر النعيرية، يأتون إلى السوق لشراء الحطب والفحم، وبخاصة يومي الأربعاء والخميس، وهو الوقت الذي تتضاعف فيه كميات بيع الحطب إلى عشر مرات عن بقية الأيام الأخرى". وأضاف"ننتظر إجازة الحج بفارغ الصبر، لأنها هي موسمنا الحقيقي، إذ نضطر إلى طلب المزيد من الحطب، نظراً للإقبال الكبير عليه من المتنزهين".