تنظر إليه فتجد فيه الهدوء الكامل.. وما إن تتحدث معه وتقرأ له حتى يتفجر في وجهك وحواليك كل شيء.. لذا يمشي وتمشي المفاجآت معه. خالد السيف شاب لم يبلغ الأربعين بعد، لكنه بقراءاته وفلسفاته تجاوز المئتين.. درس على المشايخ وتعلم في جامعة"الإمام"لكنه يخرج عن نص المؤسسة الدينية كثيراً ويثير نقاعاً حواليها في كل اتجاه. يختزن في داخله مشاريع ومشاريع لكنه ينتظر اللحظة المناسبة. ومشكلة خالد تكمن في طول انتظاره وتباعد خطواته، ما يجعله خلف الركب غالباً على رغم انه لا يهتم بالركب كثيراً.. من اسمه ينشد خلوداً من نوع آخر، ومن اسمه يشهر سيفاً يجعل حرفه أكثر صلالة وتقطيعاً.. أزعم أن كثيرين سيتفاجأون بثنايا هذا الحوار، وأزعم ان كثيرين سيقولون أهو هو.. والله عداوته ما حيينا. وبين هؤلاء وأولئك سنكون على الحياد، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. فإلى نص الحوار: { بريدة - خالد الباتلي كونك من بريدة هل هو نعمة أم نقمة؟ - صدقني - يا خالد - أن بريدة ليست إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد! وما أحسب أن نسباً سيصلني ببقايا من قوم عاد فأغدو بالتالي من أمة قد اجتالتها النقمة سخطاً مبيناً جراء فعل لم نكن قد اجترحناه. ثم إنهم ثانية قد خدعوك لما أوهموك بهتاناً بقولهم ذات صخب لك ? ولسواك - بأن بريدة شيء واحد، وإنما هي أمشاج يبتلى الناس فيها على قدر ما في عقولهم من الرمل. غير أني أعدك عندما أكون بحجم"جمال حمدان"وطول قامته الفارعة، سأكتب حينذاك عن"شخصية بريدة".. إبانها ستجد الإجابة سافرة عما كان قبلاً يُعد من قبيل المسكوت عنه، وذلك أن ما يشغب فيه الآن على"بريدة"وأهلها إنما هو أمر طارئ عليها من غير أهلها، بما فيه التركيبة التكوينية للنزوع نحو التشديد ومجافاة التيسير التي اخترقت"جينات"البريديين بحسبانها وافدة عليهم مع من نزح إلى بريدة من"الدرعية"و"سدير"و"أوشيقر"و"الزلفي"!. ومن شأن أية قراءة عابرة لكتابي"علماء نجد في ستة قرون"أو"علماء آل سليم"... من شأن هذه القراءة العابرة أن تفضح"ثيمة"هذا الفايرس. "الامام"و"القصيم"والمعضل الجامعي كيف قادتك خطاك إلى كلية الشريعة..؟ وبماذا تدين لجامعة"الإمام"؟.. وبماذا تعتب عليها؟ - أنفقت من عمري نصفه جثواً على الركب إبان التتلمذ على الأشياخ في المساجد، وبخاصة تلمذتي على الشيخ صالح البليهي الممتدة من حيواتي في الطول والعرض.. ثم إني قضيت المعهد العلمي في بريدة سني المتوسطة والثانوي معاً... إلا أني التحقت بكلية اللغة العربية في جامعة"الإمام"، ثم كانت كلية الشريعة في مرحلة الماجستير في الجامعة ذاتها... وعليه فخطاي عبرت الطريق الذي كنت وضعت فيه قدمي عن محض اختيار... ديانة وعلماً وفكراً. لا ريب - وفق سؤالك ? في أن في عنقي ديناً لجامعة"الإمام"، ذلك أني كلما كبرت في العمر تبين لي أني لم أكن أعرف شيئاً من ذي قبل!.. وتعرت مساحات جهلي الشاسعة! قبالة المعرفة، وكثيراً ما اكتشف افتقاري لمفاتيح كثير من الأقفال الصدئة.. وطفقت من حينها أتضور جوعاً للمنهجية التي لم ننل منها - في الجامعة - نصيباً.. ومن ها هنا كان الجوع يتجاوز فينا حد المسغبة إذ غدونا تالياً نتسول مناهج لا تلبث أن يلفظها جسدنا"المعرفي"بحسبانها عصية على التبيئة.. انتقالك من جامعة"الإمام"إلى جامعة القصيم هل استرحت وأرحت.. أم....؟ - لم يكن انتقالاً بالمعنى الحرفي للكلمة الأثيرة.. كنا قبل أرقاماً منحشرين اكتظاظاً في غرفة واحدة، تضيق بنا بالقدر الذي لم نكن فيه نعرف من نحن!.. وإلى أين سيؤول بنا الأمر، ثم لم نبرح هذا المشهد السكوني ركوداً حتى ألفينا"أنفسنا"وقد تم نقلنا بقضنا وقضيضنا إلى غرفة ثانية في الدار ذاتها غير أن طلاءها"مودرن"! ليس إلا، إن هي إلا أسماء ولافتات تعلق على نواصي جامعاتنا، بينما حراك العقول في إدارة"المعضل الجامعي"هو ذاته لم يتغير منه شيء بالمرة، باستثناء تأكيد الإقليمية تلك التي حزناها بجدارة جراء الاسم الذي خُلع على جامعتنا. ليس من شأن من كان دأبه زرع الأسئلة - المسكوت عنها - أن يريح، كما أن من كان شأنه الاشتغال رهقاً على الإبانة عن الدمامة التي تكسو وجوهنا ليس هو بالمستريح.. ففي كلتا الحالين لا يعدو أن يكون الأمر ابتلاء كٌتب علي.. وعزائي أن المصير إلى الله تعالى فهو حسبنا ونعم الوكيل. بوصلتي والسفهاء يحتار المتأمل في بوصلتك إلى أين تتجه.. أين الخلل في ذلك؟ - أحسب أن بوصلتي باتجاه القبلة، وإنما يكمن الخلل فيمن أضاع جهاته الأربع حيال استكناه شطري، وهو بالضرورة من يسأل عن حيرته في شأن بوصلتي! ولعلي لست منحازاً لذاتي عندما أؤكد أنه حيثما كانت القبلة تجدني هناك أياً يكن الإمام، حتى لو كان يعتمر طربوشاً أو"برنيطة"فضلاً عن أن تتكور فوق رأسه عمامة سلفية.. غاية ما أرومه أن تكون وجوهنا شطر القبلة... فثم وجه الله. ولست مكترثاً بما سيقوله السفهاء من المتفيهقين. هل تشعر أنك قدمت نفسك جيداً؟ - وفق قياسات المأخوذين بتسويق أنفسهم ربما تكون الإجابة لا. بيد أن الذي أعرفه عن نفسي انشغالي بما هو أهم من فجاجة الترويج للنفس/للذات، ذلك أني لست حفياً بهالات الحضور الرخو التي تجعل منا أحجاراً على رقعة شطرنج الآخرين.. كما أني لست مستعداً لأن يحفظ عني الناس عبارة لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما فعلت كذا وكذا... يخبر البعض أنك تختزن في كوامنك مشروعاً يرتقي بالفكر .. لكنك تتريث في التبشير به..متى ستفرج عنه؟! - أغبطك على أسئلتك التحريضية.. لكن ثق بأني لم أزل بعد صغيراً في كل شيء.. وهذا لا يمنعني من أن أحمد لك تحفيزي بمثل هذا السؤال الضخم الذي تنوء بحمله الجهود المؤسساتية، فضلاً عن أن ينهض به فرد في مثل حالاتي... والله المستعان! ولعلي لست بدعاً إن قلت لك: بالفعل أستبطن مشروعاً يُعنى بالأسئلة الكبرى في مفصل فكر الأمة كلها توحيداً ومقاصد واعتناء بشأن الاعتبار للمآلات.. بيد أن دون هذا العمل وقتاً وجهداً، إذ العناية فيه تطاول أسئلة"المعنى"فيما اشتغالات القوم كافة لم تبرح أسئلة"اللفظ"، ولم تتجاوزه إلى حيث يجب أن تكون"الأسئلة"تعبيراً دقيقاً عما نعانيه.. لا أن نصنع أسئلة وفق قوالب"إجاباتنا"المعدة سلفاً، بمعنى أنه لو أن"الشافعي"بُعث فينا ثانية فهل تخاله سيكتب"الرسالة"بالمنهجية التي دون بها رسالته ذاتها؟... وقل مثل هذا في ابن تيمية وكتابه"الدرء"أو"منهاج السنة"؟! الفقه والحديث وحرمان المجتمع بين أهل الفقه وأهل الحديث حُرم المجتمع من حياة أسهل.. إلى متى وهذان الجناحان لهما السطوة في حياتنا؟ - ليس ثمة انفكاك عن مغالبة هذه السطوة - وفق تعبيرك - إلا من خلال وعي راشد، وذلك بالعودة إلى المتن"القرآن وصحيح السنة"، ومجافاة ما اكتظت به الهوامش على المتنين من صراعات استحالت في الأخير ديناً! وصرنا نتعبد الله تعالى بهذه الصراعات المتأدلجة منذ العصر الأموي حتى يومنا هذا.. وإذاً.. فلن تعود الحياة سهلة إلا بالعودة إلى ما قبل عصر التدوين، سواء في باب العقائد أو في العبادات أوفي المعاملات أو في الأخلاق. وقراءتك لأي من دواوين السنة ستذهلك حياتهم، إذ كانت هي الأسهل مع أنهم إلى الله تعالى أقرب والأكثر تقى وإخباتاً. هل تجرؤ على نقد السلفية وبعث الجديد في الشأن الإسلامي؟ - ليست الإشكالية في السلفية والوهابية من حيث المضمون - البنية المنهاجية في نسق مؤداها المعرفي الإبستمي..- ومن ها هنا أعلن بشيء من افتخار انتمائي لهذه المدرسة، الأمر الذي أجدني متحرراً معه من معاني الخصومة إذا ما اشتغلت تالياً في مسألة النقد لآلياتها وإعادة بعث روحها على السمت الهدي ذاته الذي كانت عليه قبل المئة الثالثة... وبالمناسبة فإني أرى ما بعد هذا التأريخ لم يكن فيه ثمة سلف وإنما الجميع خلف وخلوف. وهذا جزء مما أشتغل عليه الآن معرفياً، نواته ستخرج في كتاب صغير الحجم بعنوان"ابن تيمية بوصفه فتوى"تأمل معي فتوى وليس مفتياً. المسلم الحاضر يهيم بماضيه.. ويعجز عن التواصل مع مستقبله، ما السبب؟ - لأنه لم يفقه بعد قول الله تعالى: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون هذا أولاً، ثم ثانياً: لأن النكوص إلى الوراء أيسر بكثير من أن يمضي أحدنا قدماً مخترقاً سجف المستقبل وستره. أما ثالثاً: فلكون الاحتماء ب"بطل"مخاض لضرورة نفسية انهزامية، وليس ثمة من بطل إلا ذلك الثاوي في أجداث التأريخ، أما المستقبل فيشكل للمسلم قلقاً وهلعاً، برهان ذلك هول الصدمة التي طاولتنا بسبب من إرهاصات المستقبل ومقدماته، إذ أصابتنا بالدوار فاحتمينا من ثم بمسكنات التأريخ ترياقاً لأدواء لا يجدي فيها إلا الاجتثاث والبتر. وأياً يكن الأمر فالخمول والخذلان لا يناسبهما إلا الاحتماء بالتاريخ والتغني به. السياسة والعمل الإسلامي يرى البعض أن تسييس العمل الإسلامي أفضل حصن يتحصن به ذووه. - ذوو العمل الإسلامي في الأصل لم يتأذوا بشيء قدر تأذيهم من أنفسهم! وإن يكن الأمر كذلك فمن أي شيء يمكن أن يتحصنوا! ما لم يتحصنوا من أنفسهم! وما من شيء اقتحمته"السياسة"إلا وأمعنت في إفساده، بدءاً من معاوية رضي الله عنه وليس انتهاء بتجربة"حكومة الإنقاذ"في السودان. ودونك جماعة"الإخوان المسلمين"وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة جراء تعاطيها السياسي الأخرق منذ مقتل حسن البنا حتى عنتريات عصام العريان. السينما وقيادة المرأة السيارة.. لو أوكل الأمر إليك ماذا أنت فاعل؟ - لبذلت كل ما وسعنا من جهد في درس التجربة الإيرانية ومحاولة استثمارها في شأني السينما وقيادة المرأة السيارة لعلنا أن نغتال فينا شبح الخوف الهلع الذي اتخذ من رؤوسنا له سكناً. لماذا أصبحت الفتوى جواز مرور لكل شيء..؟ - لأن الرخص باتت تُمنح لمن لا يجيد القيادة. المرجعية وشيوخ الصحوة ينادي البعض بعملية تحديد الإطار المرجعي لهذه الأمة من جديد.. هل تشعر بأننا في حاجة مُلحة إلى ذلك؟ - المرجعية مصطلح حادث بدِْعي يتناقض مع المنهج التوحيدي، ولذا لست أراه ذا بال، ولم نُصَب بلوثة التقديس للأشخاص إلا من جانب تكريس مفهوم المرجعية ومنحها هذا البعد من العصمة التي لم تكن إلا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبخاصة في ما يبلغه عن رب العالمين، وليس في شأنه كله. ومصطلح"المرجعية"تم جلبه واستعارته من"الفكر الشيعي"الذي يعد بالنسبة إليهم أيضاً من المسائل الحادثة الطارئة، إذ نشأ من خلال ظروف معينة في الحوزات العلمية.. ثم آل به الأمر إلى أن يصبح حالاً مركزية في الواقع الشيعي من حيث الفتوى وملحقاتها، ولم يلبث أن تجاوزها إلى التوغل في الوجدان الشيعي، الأمر الذي جعل الوجدان الشيعي يستغرق في"المرجع"! بوصفه رأس حربة لحالات الطعان والنزال.. ولعل هذا ما أغرى المشتغلين ب"الإسلام السياسي"من السُنّة إلى استعارة هذا المصطلح والاشتغال على ترويجه في أدبياتهم. شيوخ الصحوة أصبحوا شيوخ فضائيات.. وجماهيرهم فقدت البوصلة.. ما الحل؟ - الحل في ما يبدو لي هو في تجاوزهم ووضع نقطة على آخرهم ثم البدء من أول السطر، في كراس يكون أكثر بياضاً بسلامته من الالتياث من شخبطات"المراهقة السياسية".. وأن يكون أمتن سماكة في تعاليه على الانحطاط في درك ما كانوا عليه من الهشاشة في الوعي بسبب من التواضع الذي كان يغشى القدرات العلمية الشرعية والعقلية فهماً وتنزيلاً لمن ولي شيئاً من شأن ما يُسمى ب"الصحوة"! أما الجماهير - يا خالد - فلم تكن ترى في أولئك بوصلة بقدر ما كانت تود أن يكون لها سقف! يمكن أن تُهرع إليه عند مآلات النوازل وكروبها، إلا أنها خذلت أكثر من مرة، ما جعلها لا تحفل الآن بشيء اسمه صحوة أو شيوخ.. وليس أدل على ذلك من أن من تنعتهم ب"شيوخ الصحوة"أنفسهم باتوا ضرباً من ديكورات لتسويق أي منتج فضائي هنا أو هناك، أو أنهم استحالوا"أرقاماً"لتنامي أرصدة المستثمرين، وبالتالي فإن اخضرار المؤشر بات مرتهناً بإطلالة أحدهم قبل اجتراحه الفتوى.. الشريط الإسلامي هستريا الدموع لك تجربة مع مؤسسة"أحد"للشريط الإسلامي.. هل لنا بدهاليز الشريط الإسلامي وخفاياه؟ - في حينها كان تجارة رابحة، ذلك أن العمود الفقري للشريط الإسلامي إبان تلك الفترة يمكن اختزاله بجهورية في الصوت الأجش وشيء من"الدموع"! يضاف إليهما حال من هستيريا المبشرات ب"النصر"! ثم غفوة أحسبها إذ ذاك طالت.. ذلك أننا أفقنا ? كلنا - ذات ليل مدلهم وإذ ليس ثمة نصر، وإنما هي محض هزائم كان فيها المبشرون ومن يتلقى المبشرات سيان وقود هذه الهزائم، بفعل الرعونة والبضاعة العلمية الشرعية المزجاة.. هذا من جانب، ومن جانب آخر لا بد من أن تؤول مسألة"الكاسيت"إلى الفشل في ظل طغيان"الصورة"، غير أن ما يقلقني هو عودة مرحلة الشريط ثانية، لكن هذه المرة من خلال"الفضائيات"،"وكأنك يا أبا زيد ما غزيت"، وحسبك"المجد"و"الناس"و"الأمة"نماذج لمقدمات تكرار الإخفاق ثانية. وإني لأتمنى عليهم أن يستثمروا تجربة"الكاسيت"لعلهم يتجاوزون ما حدث قبلاً. في كتاباتك هناك أبجدية يشتكي منها البعض إما لتهكمها أو لصعوبة مفرداتها.. ما تعليقك؟ - هذا له من الصحة نصيب وافر فيما يظل الإنسان هو:"الأسلوب"! وليس رهاني على كل من يفك الخط.. إذ إن لأولئك كُتّابهم المهرة"غير أني أتساءل: هل نريد أن يكون كل الكتبة - الكُتّاب نسخة واحدة؟! طبق الأصل من كُتّاب المعاريض. أطمئنكم على أني لم أزل بعد أتتلمذ على كل الذين أقرأ لهم... لعلي أن أخرج من هذه الشرنقة. قلمك في الردود سيف مسلول.. هل تستمتع بالردود أكثر؟ - أتأذى كثيراً من التزييف وارتداء الأقنعة، ما يجعلني أصرخ كتابة بقدر الألم الذي يلمّ بي جراء ما أعرفه مما هو غائب عن الغالب من القراء.. ومن هنا تأتي مفرداتي متدثرة بشيء من خشونة ويبوسة، تجعل للحرف سناً ناباً لعلها المسؤولة عن نكء الجرح. أنكى الآثار لأحداث 11 سبتمبر هل كنت تتوقع مثل حدث 11 سبتمبر؟.. كيف قرأت الحدث؟.. وهل أدهشتك آثاره؟ - كل من كان يتعاطى الفكر والكتابة ستكون إجابته عن مثل هذا السؤال ب"نعم"، بينما أجيبك بقولي: عد إلى ما كنت كتبته قبلاً في صحيفة"الوطن"فستجدني تنبأت بالحدث! ولكن ليس وفق"السيناريو"الذي صنعته"أميركا"وأعاد توثيقه مغفل بهزال"ابن لادن"! ووكد حرفيته عميل بحجم"الظواهري"! الذي ما إن أبصره في أي من القنوات إلا وأتذكر تلقائياً ممثلي هوليوود المحترفين... وإنما هو طُعم قدر لابن لادن أن يبتلعه، فيما تظل البقية الباقية من القاعديين ضحايا لا تعي بيد من يتم ذبحها. وليس من قبيل التشاؤم إن قلت بصوت مرتفع بأن أنكى الآثار لأحداث 11 سبتمبر والأشد فظاعة لم تبدأ بعد. عندما تسمع عن أصدقاء لك تحولوا إلى قنابل متفجرة.. بماذا تحدث نفسك؟ - ليس لي صداقات من هذا النوع بالمرة، لكن كان عندي منهم طالب في كلية الطب!.. ما يجعلني أؤكد - ليس بحديث نفسي وإنما بصوت مرتفع - أنه"لو أن الفلسفة كانت ضمن مقرراتنا التعليمية وبخاصة في التعليم الثانوي والجامعي، ما كان لهؤلاء أن يفجروا أنفسهم ويقتلوا سواهم" الإصلاحيون الجدد.. كيف هو تقويمك للإصلاحيين الجدد؟ - يتهدد السعوديين مرضان: أحدهما السمنة والآخر:"الهوس"بترسانة الألقاب..- يا خالد - الزمن - وثمة أشياء أخرى - كفيل بأن يبلو خبر هؤلاء كما كان الشأن قبلاً في حال سلمان وعائض والعواجي و... وعليه فلم لا نعطي سداحاً فرصة كما ألح علينا بذلك راشد الشمراني ذات"طاش". محاكمة المثقفين وتفسيقهم.. هل تراها بدعاً أم مناخاً للحرية؟ - ما أؤمن به هو أنه لن تكون ثمة حرية حتى تتمحض بدعيتها! وبالمناسبة، أيهما الذي يصنع الآخر... هل التضاريس هي التي تصنع المناخ أم أن الأخير - أعني به المناخ - هو المسؤول عن صناعة التضاريس وأياً يكن الأمر.. فكلما أبصرت تضاريسنا من خلال نافذة طائرة محلقة على ارتفاع 37 ألف قدم شككت حينها في إمكان أن نتوافر على مناخ حرية! كيف علاقة قلمك مع الرقيب الأحمر؟ - مثل علاقة امرأة باذخة الجمال بأحمر الشفاه! تأبى القبلات خشية على طلائها الأحمر من أن يزول. يشيع البعض أنك لا تجيد العلاقات العامة.. وهذا حرمك فرصاً كثيرة.. ما رأيك؟ - ربما أني لا أجيد ارتداء الأقنعة، وأمقت بالمرة التزلف، وليس ثَمّ إلا الله تعالى وحده من أُحسن السجود له. تملك قراءة خاصة للمرأة لكن لا نعرف لها إطاراً معيناً.. هل صحيح أن المرأة السعودية"ما أحد قدها"؟ - لا شيء يمكن أن يعد عصياً بالمرة على التوصيف، أي صعباً أن يوصف تشخيصاً مثل حال"المرأة السعودية"، ذلك أنها كل شيء وليست بشيء! من غير أن نكترث بما قد يفهمه الآخرون بأنه تناقض فج! ما بين محض خطابنا"الإناثي"وممارساتنا. وما من ظلم اكتنف أحداً بالسعودية أكثر من الظلم وويلات عدوانياته التي طاولت هذه المرأة المغلوبة على أمرها، كما أنه ليس من أحد أمكن من ظلم المرأة في السعودية مثل المرأة نفسها، وذلك لما أن تركت شأنها بأيدي الرجل- الفحل.. ولي في هذا السياق مجموعة مقالات أتمنى أن تخرج قريبا ً- إن شاء الله تعالى- في كتاب.