أوضح خبراء تأمين سعوديون أن سوق التأمين تعاني من جهل بأنواع التأمين المختلفة، وأن معرفة السعوديين بالتأمين تنحصر في نوعين فقط من التأمين، هما التأمين الطبي والتأمين على السيارات. وطالبوا في تصريحات إلى"الحياة"بحملة للتعريف بأنواع التأمين المختلفة التي تقدمها شركات التأمين في السوق السعودية، وتفعيل دور الوسيط في شركات التأمين وتأهيله، حتى يستطيع القيام بدره على أكمل وجه، وتعريف العميل بالتأمين ومزاياه. وقال المدير العام للشركة العالمية المتحدة لوساطة التأمين ناصر أبو عبيد، إن الوسيط يقوم بدرس حاجات العميل بعد معرفة الأسعار والاستثناءات والبوليصة ككل وتقديمها للعميل. وأشار أبو عبيد إلى أن السوق السعودية تعتبر الأولى على مستوى الخليج العربي من ناحية حجم السوق والحاجة المستقبلية التي تتطلب وجود عدد كبير من شركات التأمين. ووصف مدير الشركة العالمية المتحدة لوساطة التأمين، السوق الآن بالنسبة لعدد وسطاء التأمين بأنها جيدة، مشيراً إلى أن هناك تبادل معلومات بين شركات التأمين ووسطاء التأمين، وذلك لحفظ حقوق شركات التأمين والوسطاء. وأشار المدير العام لشركة حماية الاخطار لوساطة التأمين فيصل عبدالله الزيدان إلى أن وثائق التأمين تحتاج إلى آلية يتعرف من خلالها الفرد أو الشركة على أنواع التأمين المتاح له ولحاجاته وعلى جودة الخدمات التي يتوقع الحصول عليها من شركات التأمين المختلفة. وأضاف أن معظم الأشخاص ليست لديهم معرفة عميقة بأنواع التأمين المختلفة، ويتذكرون بعض الأمور الخاصة بهم أو بأقاربهم، مثل التأمين الطبي أو التأمين على السيارات، وهذا يمثل أقصى معرفتهم بالتأمين، ومن هنا يأتي دور الوسيط لتعريف العملاء المستهدفين بأنواع التأمين ومميزاتها. وأوضح المدير العام لشركة حماية الأخطار فيصل الزيدان، أن دور الوسيط يُمكّن المؤمن عليه من الحصول على نصيحة مستقلة أو استشارة على عدد كبير من أنواع التأمين من الوسيط من دون دفع أي أجر مباشر لذلك. وأشار الزيدان إلى أن الوسيط يقدم النصيحة للمؤمن عن أفضل أنواع التغطيات التأمينية وحدودها، وأفضل إجراءات المطالبات والواجبات التي تضعها شروط الوثيقة على المؤمن له، ويتم اطلاعه على كل ما يستجد من تغييرات في سوق التأمين. من جهته، أشار مشرف قسم المطالبات الطبية في شركة مارش بندر الزهراني، إلى أن دور الوسيط ومهامه تتمثل في تقديم جميع أعمال الوساطة المتعلقة بمنتجات التأمين، وتقديم الاستشارات التأمينية والمرئيات بخصوص نصوص الوثائق خصوصاً فيما يتعلق بالتغطيات والاستثناءات والشروط والنصوص المقترحة. وأضاف الزهراني أن الوسيط يقدم التوصيات المتعلقة بإدارة الاخطار بعد إجراء معاينة المخاطر من موظفين ذوي كفاءات وخبرات في مجال إدارة الاخطار. وأشار إلى أن الخدمات المقدمة للعملاء دائماً تسعى إلى تلبية متطلباتهم، وتقديم خدمات للتأمين الطبي تتم إدارتها من موظفين مؤهلين وذوي خبرات كبيرة بالتنسيق مع شركات التأمين الطبي الكبرى في المملكة والمراكز الطبية. وأضاف أن تعيين الوسيط مهم جداً في حفظ حقوق العميل، وخصوصاً إذا كان العميل لا يملك خبرة أو دراية بمجال التأمين. وكانت دراسة حديثة أفادت أن سوق التأمين في المملكة زادت بنحو 33 في المئة العام 2006، بعد أن جعلت المملكة التأمين على الصحة والسيارات إجبارياً. وقالت مؤسسة النقد العربي السعودي في تقرير على موقعها على الانترنت، إن أجمالي الأقساط التي دفعها العملاء لشركات التأمين السعودية زادت إلى 6.9 بليون ريال العام الماضي من 5.2 بليون ريال العام 2005، وزادت أقساط التأمين الصحي التي تمثل نحو ثلث اجمالي سوق التأمين 64 في المئة، لتصل إلى 2.2 بليون ريال. وأمهلت المؤسسة شركات التأمين السعودية حتى آذار مارس 2008 للحصول على ترخيص عمل وإلا أوقفت عملياتها. وأصدرت المؤسسة منذ ذلك الحين تراخيص عمل لعدد 18 شركة، وتدرس حالياً 24 طلباً، ويتعين على كل الشركات المتقدمة بطلبات للحصول على تراخيص الموافقة على طرح حصص من أسهمها للاكتتاب العام.