أكدت أستاذة الأدب الحديث الدكتورة إنصاف بخاري، ضرورة وجود رغبة صادقة من أولياء الأمور، بأهمية أن يكون للمرأة السعودية حضور ثقافي، ودعمها بشكل ملموس، لإيجاد فعل ثقافي نسائي مثمر، مشيرة إلى أن الأمر لا يقف عند حد الإعداد فقط، وإنما يشمل الإمداد أيضاً. وأوضحت بخاري في مداخلتها أثناء المحاضرة التي أقامها النادي الأدبي في جدة حول"أولويات الفعل الثقافي النسائي في السعودية"، أن الإعداد يعني تهيئة متطلبات التواجد، فيما يمثل الإمداد العطاء الداعم. ونوه الدكتور يوسف العارف الذي أدار المحاضرة في الجانب الرجالي، إلى أن"أدبي جدة"جمع في المحاضرة بين المدينتين المقدستين مكةالمكرمة، وتمثلها الدكتورة إنصاف بخاري، والمدينة المنورة من خلال محمد الدبيسي. كما استعرضت بخاري حرص الإسلام على رعاية المرأة، مستشهدة بأدلة من القرآن والحديث النبوي. معرجة على المراحل التي مر بها تعليم المرأة في المملكة، مشيرة إلى البدايات من خلال تعليمهن في البيوت لدى كبار الأسر وفي الكتاتيب والمدارس الأهلية الخاصة. وأوضحت أن عدد الأسماء اللامعة في تاريخ المرأة السعودية الثقافي لا يساوي شيئاً، إذا ما قورن بالعدد الموجود في الإحصاءات الدقيقة للمتعلمات السعوديات. من جانبه، طرح الدبيسي سؤالاً حول طبيعة الفعل الثقافي النسائي ومظاهره ومنجزاته، وهل ثمة معوقات تحول دونه؟ واستشهد بحركات تحرير المرأة في العالم. كما أشار الدبيسي إلى القلق المحيط بدور الأديبة، من ناحية الوعي به، معتبراً أن تجربة المرأة السعودية لا تبتعد كثيراً عن مسيرة هذه الإشكالية، التي يرى أنها تكمن في الالتباس بين الهوية والهواية لديها. ودعا وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدولية الدكتور أبوبكر باقادر في مداخلة له إلى ضرورة مراجعة دور المرأة في المجتمع، وأضاف"العالم ينظر إلينا، ويتابع كيفية تعاملنا مع المرأة، مطالباً الدعاة بالحرص في ما يقال في هذا الصدد، كون القنوات التلفزيونية والإذاعات تترجم وتنقل كل ما يحدث عن هذا البلد عموماً". وعلقت سهام القحطاني على ما قاله باقادر، قائلة:"نسمع كلامك نصدقك نرى أفعالك نتعجب!". فيما سلط فهد الشريف الضوء على ريادة المرأة في مجالات عدة، مبيناً أن أول ديوان شعري طبع كان للشاعرة ثريا قابل، وقدم له محمد حسن عواد، وأول رسالة جامعية كانت لدلال العبدلي، ونوه بأن وزارة التجارة قدمت المرأة في مجالسها، ولم تقدمهن وزارة الثقافة والإعلام. بينما تساءلت الدكتورة فاطمة الياس التي أدارت الندوة من الجانب النسائي عن سبب الإشارة إلى عمل المرأة ومنجزها على استحياء، وكأنه حدث مفاجئ!