} ساقتربت أسعار خام القياس "برنت" من 30 دولاراً للبرميل وارتفع سعر "سلة اوبك" الى حدود 27 دولاراً للبرميل متأثرة باشارات من دول "اوبك" عن عدم الاستعداد لرفع الانتاج في الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيُعقد في حزيران يونيو وبالموقف المتأزم في الشرق الاوسط. في الوقت نفسه أكد وزير النفط والثروة المعدنية الإماراتي "ان لا داع لتغيير سقف انتاج اوبك في الاجتماع المقبل للمنظمة". ارتفع "برنت" في المعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية امس استمرارا للصعود الذي سجله الجمعة تدعمه المكاسب القوية التي حققتها أسعار الخام والمنتجات المكررة في المعاملات الالكترونية في بورصة نايمكس. وعلى رغم ما تردد عن نقص العرض في السوق الفورية قال متعاملون "ان قوة الدفع التي شهدها برنت في الصباح تبددت مما أدى الى تراجع السوق عن أعلى المستويات التي سجلتها في جلسة المعاملات الاساسية وسط حركة تعامل خفيفة". وفتح "برنت" في عقود تموز يوليو بسعر 29.68 دولار ارتفاعاً من 29.39 دولار لاغلاق الجمعة وما لبث ان تراجع الى 29.57 دولار عند الظهر. وارتفع سعر السولار في عقود حزيران خمسة دولارات الى 246.50 دولار للطن. وقال لورانس ايغلز المحلل في مؤسسة "جي.ان.اي" للأبحاث في تقريره اليومي: "في حين كان البنزين هو القوة الدافعة بكل وضوح وراء السوق الجمعة ساعد التوتر في الشرق الاوسط في توفير بعض الزخم الصعودي للخام". واضاف "ليس من الانصاف ايعاز ارتفاع الخام كله الى البنزين... ان العرض منخفض عن الطلب في سوق الخام في الشهرين السادس والسابع واذا ظلت الاسعار عند هذه المستويات قد نشهد بعض الضغوط على اوبك لزيادة الانتاج في الاجتماع التالي". لكن كل المؤشرات تدل على ان "أوبك" ستبقي على المعدلات الحالية للانتاج. وقال شكيب خليل رئيس "أوبك" وزير النفط الجزائري الاحد "ان من المستبعد تغيير مستويات الانتاج في ضوء الوضع الحالي في السوق الدولية". كما قال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني أيضاً "ان عدم كفاية طاقات التكرير في الولاياتالمتحدة هو السبب في مشاكل الطاقة الاميركية". في أبوظبي، أكد الوزير الناصري في تصريحات على هامش "المؤتمر الثاني لدول مجلس التعاون ودول الاتحاد الأوروبي" عن "تقنيات صناعة النفط والغاز": "إن أسعار النفط الآن مرضية للدول المنتجة، وإذا استمرت عند هذا المستوى لن يكون هناك حاجة لتعديل سقف الانتاج". وقال: "في حال حدوث تغير كبير حتى اجتماع أوبك سيتخذ المؤتمر الاجراءات اللازمة في ضوء معدلات الأسعار والمخزونات في محاولة لايجاد توازن بين العرض والطلب، والعمل على استقرار الأسعار لمصلحة الدول المنتجة والمستهلكة". وأشار إلى أن متوسط سعر سلة نفط "أوبك" للفترة الماضية يراوح بين 24 و5.24 دولار للبرميل. وقال: "هذا السعر مقبول لدينا"، وهو يعود للاستراتيجية الجيدة التي اتبعتها "أوبك" للحفاظ على معدل الأسعار عند هذا المستوى. وأشار إلى أن مطالبة الولاياتالمتحدة لدول "أوبك" بزيادة الانتاج تأتي في إطار محاولات الدول المستهلكة للحصول على نفط رخيص والتأثير في الأسعار بشكل سلبي. لكنه شدد على أن دول "أوبك" تريد سعراً عادلاً للنفط وتقليل حدة التذبذبات في الأسعار. وأكد أن "أوبك" تحاول اتخاذ قرارات متوازنة تخدم مصالح الدول المنتجة ولا تضر بالاقتصاد الدولي. وقال: "إذا حدث تطور في أسعار النفط بعد اجتماع أوبك في حزيران سيكون هناك اجتماع لاحق تنعكس فيه مثل هذه التطورات". وأكد ان دول "أوبك" ستكون "متحفزة" لمواجهة أي طارئ في المستقبل. وعن التناقض في مواقف أعضاء "أوبك" بين مؤيد لزيادة الانتاج ومؤيد لاجراء خفض، قال الوزير الإماراتي: "إذا استمرت الأسعار عند معدلاتها الحالية، لا داعي ولا حاجة لتغيير سقف الانتاج، وفي حال حدوث تطورات فلكل حادث حديث".