أصيب الشاب محمد 18 عاماً قبل عامين بألم مفاجئ في رأسه، تسبب في عدم قدرته على الإحساس بكل ما يدور حوله. تطور الأمر بعد ذلك، وأصيب بغيبوبة وما زال هذا المرض يتكرر معه كل يوم اثنين ويستمر لمدة تسعة أيام، ثم يزول، ولكنه ما يلبث أن يعود إليه من جديد. جاء هذا في حديث والدته إلى"الحياة"، فهي لا تزال متعلقة بأمل بسيط في شفاء ابنها وإعادة البسمة إليه. تقول والدة محمد:"مرضه الغريب والمفاجئ حول حياته، فأصبح منطوياً على نفسه، على رغم صغر سنه، وسط عجز الأطباء عن إيجاد تشخيص لهذه الحالة". وتضيف:"تؤكد التحاليل والأشعة المقطعية أنه سليم ولا يوجد فيه أي مرض"، موضحة أن المرض يعاوده باستمرار أثناء تناوله أدوية للصرع والجلطة وأدوية نفسية، ما دعا الأطباء إلى مطالبته بضرورة تركها. وتلفت والدته إلى أن حالة محمد المرضية أثرت كثيراً في نفسيته، حتى أصبح لا يريد رؤية الناس ولا زيارة المستشفيات. وتعود أم محمد بالذاكرة إلى بدايات المرض:"أصيب محمد قبل عامين بألم في رأسه ثم فقد الإحساس برأسه، واستمر معه حتى فقد الإحساس الكامل، ثم دخل في غيبوبة"، مشيرة إلى أن نتائج الأشعة المقطعية للرأس أثبتت أنه سليم 100 في المئة، إلا أن الغيبوبة استمرت معه تسعة أيام. وتستطرد"بعد تسعة أيام زال المرض ولكنه سرعان ما عاوده من جديد، لنعيد الفحوصات، ولكن كانت نتائجها سليمة"، مؤكدة أن هذه النتائج وإصابة محمد أكثر من مرة بالغيبوبة حيرت أطباءه، ما استدعى تحويله إلى الطب النفسي. وتتابع:"زيارة محمد للطبيب النفسي لم تثمر شيئاً فقد استمرت الحالة معه على رغم تناوله الأدوية التي صرفت له، وهو ما دعا طبيبه إلى إيقاف صرف الدواء ومطالبته بالتوقف عنه، لأنه قد يضره". لم تيأس والدة محمد، ولذا تجاوزت العلاج لدى الأطباء إلى الرقية الشرعية، ولكن صحة ابنها لم تتحسن،"سأسافر به إلى الحرم المكي ليغتسل بماء زمزم راجية من الله أن يكتب له في هذه الزيارة الشفاء". وتستغرب أم عبدالله استمرار الحاله مع ولدها لمدة عامين، والتي تصادف في كل مرة يوم الاثنين وتستمر تسعة أيام،"عامان متواصلان ومحمد يجري الأشعة والفحوصات، ما أرهق كاهل الأسرة مادياً، وفي كثير من الأحيان نجبر على إجراء الأشعة والفحوصات على حسابنا الخاص، وهذا الأمر كلفنا الكثير". وتتمنى أم محمد أن تعرض ولدها على استشاريين مخ وأعصاب ليساعدوا في الكشف عن حالة ابنها ومعالجته أو أن يساعدها أحد الرقاة الشرعيين.