كشف مسؤول في وزارة الصحة السعودية، أن متوسط كلفة الرحلة العلاجية للمريض الواحد على حساب الدولة في الخارج يتجاوز 660 ألف ريال، مشيراً إلى أن حجم إنفاق الدولة الكلي على علاج مواطنيها في الخارج يبلغ 400 مليون ريال سنوياً. وقال المدير العام للهيئة الطبية والمكاتب الصحية في الخارج الدكتور فهد السديري، ل?"الحياة"إن عدد السعوديين الذين عولجوا على حساب الدولة العام الماضي تجاوز 600 مريض، ومن المتوقع أن يصل العام الحالي إلى العدد نفسه، إذ بلغ عدد المرضى السعوديين الذين تم علاجهم على نفقة الدولة 450 مريضاً منذ بداية العام حتى الآن. وذكر السديري أن الموازنة المخصصة للصرف على علاج المواطنين في الخارج تبلغ 200 مليون، غير أنه أوضح أن الموازنة لا تستقر عند ذلك بل تُدعم ب200 مليون ريال أخرى عن طريق المقام السامي. وأوضح السديري أن كلفة بعض جراحات زراعة الأعضاء تكلف الملايين، إذ تتراوح كلفة زرع النخاع العظمي ما بين 2 إلى 5 ملايين ريال، فيما تتجاوز كلفة زراعة الكبد مليوني ريال. وعزا السديري التكاليف الكبيرة للعلاج في الخارج، إلى نوعية العلاج الذي يحتاجه المرضى، إذ تتجاوز كلفة بعض الحالات 5 ملايين ريال، ومع ذلك قد لا يكتب لها الشفاء، مشيراً إلى أن أكثر الحالات تتركز في زراعة الأعضاء وأمراض السرطان. يأتي ذلك، فيما زاد الإنفاق الحكومي على الخدمات الصحية في الداخل إذ تعد من أكثر دول العالم إنفاقاً على الصحة، إذ يمثل الإنفاق الحكومي نحو 80 في المئة من حجم الإنفاق الإجمالي على الخدمات الصحية والذي بلغ 31 بليون ريال في العام الماضي، أي ما يقارب 10 في المئة من الموازنة العامة. وحول الاولوية في الحالات العلاجية، أوضح المدير العام للهيئة الطبية والمكاتب الصحية في الخارج، أن الاولوية للمرضى الذين يحتاجون لزراعة الأعضاء، إذ يبلغ عدد الحالات التي تحتاج إلى زراعة الكلى فقط في السعودية 9 آلاف حالة، مبيناً أن الطلب على الأعضاء كبير جداً فيما يبقى العرض شحيحاً. وأضاف السديري قائلاً:"مهما بلغ الانفاق على الخدمات الصحية، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى الخارج، خصوصاً أن هناك دولاً تتفوق علينا علمياً بمراحل كما أن الأعضاء المعروضة للزراعة لا توجد إلا خارج البلاد". وأفاد أن النمو السكاني في المملكة مرتفع ويحتاج إلى خدمات صحية موازية له بكفاءات بشرية عالية، غير أنه أشار إلى أن الكفاءات المؤهلة يصعب توفيرها في جميع التخصصات، وأن هذه تعد مشكلة في جميع الدول. وأشار السديري إلى أن موسم الصيف يشكل وقت الذروة بالنسبة إلى الرحلات العلاجية في الخارج، نظراً للإجازة الطويلة وقلة الارتباطات. إلى ذلك، تسعى السعودية للترويج للسياحة العلاجية فيها، حيث تستهدف إبراز المنتج السياحي الطبي والعلاجي السعودي على خريطة العالم السياحية، من خلال ما تتمتع به من إمكانات طبية عدة، تشمل الكثير من المستشفيات والمراكز التخصصية إلى جانب تطورها في مجال فصل التوائم السيامية.