أكد المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى في وزارة الصحة الدكتور خالد السعران أن قائمة الانتظار طويلة جداً بسبب قلة المتبرعين بالكلى في المملكة، مشيراً إلى أن ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الفشل الكلوي في المملكة يرجع إلى عوامل عدة، في مقدمها الإصابة بالأمراض المزمنة، إذ يتسبب ارتفاع ضغط الدم في إصابة 35 في المئة من حالات الفشل الكلوي، والسكر بنسبة 36 في المئة. وأضاف في حوار مع «الحياة» أن إجمالي عدد المصابين بالفشل الكلوي في السعودية وصل إلى 11200 مريض، تقدر كلفة علاجهم السنوية ب1.5 بليون ريال، متوقعاً أن يصل عددهم إلى 15 ألف مريض عام 2015. وذكر أن لجنة الأبحاث العلمية في المركز أجرت دراسة خلصت إلى أن 24 في المئة من مرضى الكلى يعانون من سوء التغذية. وشدد على إمكان إنقاذ 50 في المئة من حالات الإصابة بالفشل الكلوي في المملكة من خلال اتباع العلاج المكثف للسكري وارتفاع ضغط الدم، لافتاً إلى أن مليون شخص حول العالم يتوفون سنوياً بسبب أزمات قلبية مرتبطة بالفشل الكلوي. وفي ما يأتي نص الحوار: ما أحدث البرامج التي ينفذها مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى لتطوير خدماته الوقائية والعلاجية، وماذا عن البرامج المستقبلية؟ - يقدم المركز الخدمات العلاجية والوقائية لمرضى الفشل الكلوي بمختلف شرائحهم، من خلال عدد من البرامج، منها برنامج المريض الزائر الذي يعتمد على استقبال مرضى الفشل الكلوي السعوديين القادمين من خارج مدينة الرياض، وإجراء عمليات التنقية الدموية لهم من دون الحاجة إلى فتح ملف جديد والاكتفاء بتقرير طبي حديث عن حال المريض، وتم استقبال ما يزيد على 189 مريضاً من جميع أنحاء المملكة. ويستعد المركز لضم وحدة جديدة إلى وحداته الثماني المتخصصة في غسيل الكلى لتصبح 9 وحدات تحتوي على 100 جهاز لعمليات التنقية الدموية. هل توجد مبادرات لتنسيق جهود القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية العاملة في هذا المجال وكيف يتم ذلك؟ - نعم، إذ تقوم جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي بهذه المهمة، وخير مثال توقيع أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي الأمير سلمان بن عبدالعزيز 20 اتفاقاً مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة والخيرية لدعم الجهود التي تقدم لمرضى الفشل الكلوي، إضافة إلى تعاونه أخيراً مع الجمعية بإطلاق فعاليات الحملة الطبية التوعوية بأمراض الكلى، والتي تعتبر ترسيخاً للجهود التنسيقية مع القطاعات الحكومية والخيرية والأهلية لخدمة مرضى الفشل الكلوي، وسيستمر المركز بإطلاق هذه الحملة سنوياً تزامناً مع فعاليات اليوم العالمي للكلى. ما أبرز العوامل التي تؤدي إلى الفشل الكلوي في المملكة وما معدل كل عامل؟ - تتداخل عوامل عدة تؤدي للإصابة بمرض الفشل الكلوي، أهمها ارتفاع الضغط والسكر، إذ يمثل ارتفاع ضغط الدم نسبة 35 في المئة، والسكر بنسبة 36 في المئة تقريباً، ما أدى إلى زيادة الإصابة بالفشل الكلوي في المملكة، غير أنه كان بالإمكان إنقاذ ما لا يقل عن 50 في المئة من المصابين بالفشل الكلوي لو تم اتباع العلاج المكثف للسكري وارتفاع ضغط الدم، الذي يهدف إلى التحكّم في مستوى الضغط والسكر بالدم عن طريق العلاج الدوائي، ومراقبة كمية الغذاء ونوعيته والنشاط البدني للمريض، ويضاف إلى ذلك انسداد مجرى البول الذي يمثل ما نسبته 3 في المئة، عن طريق تضخم البروستاتا وحصى الكلية، كما أن الأمراض الوراثية تمثل 2.5 في المئة، والتشوّهات الخلقية في مجرى البول 2 في المئة، وأسباب أخرى غير معروفة تمثل نسبة 15 في المئة، أما على الصعيد العالمي فيوجد أكثر من بليون شخص حول العالم يعانون من الضغط المرتفع. ماذا عن أحدث الدراسات والبحوث التي أجريت في السعودية في هذا المجال؟ - أجرى المركز أخيراً أكثر من 10 أبحاث علمية متخصصة في أمراض الكلى وسبل الوقاية، وتوجد لجنة خاصة بالمركز تحت مسمى لجنة الأبحاث العلمية، تتولى الإشراف على الدراسات والبحوث التي تُجرى في المركز، وتوصلت إلى نتائج نشرت في دوريات طبية عالمية، منها دراسة تقويم حالة التغذية لمرضى غسيل دموي سعوديين، التي خلصت إلى أن 24 في المئة من مرضى الكلى يعانون سوء التغذية، وبينت دراسة أخرى عن الحمل عند مريضات الفشل الكلوي المزمن اللواتي يعالجن بالغسيل الدموي أن 50 في المئة من حالات الحمل لدى مريضات الفشل الكلوي اللواتي يعالجن بالغسيل الدموي تنتهي بولادة جنين حي. بما أن مركزكم يتبع وزارة الصحة، كم عدد مرضى الفشل الكلوي بحسب تقديراتكم؟ - بحسب آخر إحصاء من المركز السعودي لزراعة الأعضاء يوجد أكثر من 11200 مريض يعانون من الفشل الكلوي النهائي، ويعالجون بالتنقية بنوعيها (الدموية والبريتونية) ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 15000 مريض في عام 2015. ما حجم الموازنة المرصودة للمركز لمواجهة هذا المرض؟ وهل هي كافية؟ - تعتبر الموازنة الحالية كافية لاستيعاب 400 مريض في مرحلته الثانية من الخطة المعمول بها حالياً في المركز، ويستهدف المركز في المرحلة المقبلة ضمن خطته التطويرية الثالثة استيعاب 600 مريض. كم عدد المرضى المستفيدين من المركز حتى الآن؟ - بحسب التقرير الأخير للمركز فإن إجمالي عدد المرضى وصل إلى 440 مريض، ما بين مرضى موقتين ومرضى دائمين، ويبلغ العدد الحالي للمرضى الدائمين 260 مريضاً. كيف تنظرون إلى الوفيات بسبب هذا المرض وعوامل خطورته من سمنة وارتفاع ضغط الدم وغيرها من عوامل؟ وما معدل ذلك مقارنة بغيره من الأمراض؟ - يشكل الفشل الكلوي عبئاً على الدول النامية بوجه الخصوص والمتقدمة بشكل عام اذ أكدت الإحصاءات وفاة مليون شخص سنوياً بسبب أزمات قلبية مرتبطة بالفشل الكلوي الحاد، وهم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 10 إلى واحد مقارنة بمرضى الأزمات القلبية والسكتة الدماغية. كم كلفة علاج المريض الواحد سنوياً من غسيل أو زراعة؟ - تقدر تكلفة العلاج السنوية لمرضى الفشل الكلوي النهائي حالياً بنحو بليون ونصف البليون ريال تشمل المرضى الذين يعتمدون على التقنية الدموية والتقنية البروتينية إضافة إلى المرضى المتابعين لما بعد مرحلة الزراعة، كما تقدر كلفة المريض الواحد سنوياً بنحو 100 ألف ريال، وبالتالي فإن نسبة الإصابة بالفشل الكلوي في المملكة تتراوح بين 90 إلى 110 أشخاص لكل مليون نسمة، فيما وصلت في أميركا إلى 250 شخصاً لكل مليون نسمة، ونحو 300 شخص لكل مليون نسمة في دول آسيا. ماذا عن التبرع بالكلى؟ وهل لديكم إحصاءات لتفعيل هذا الجانب؟ - أود هنا الإشادة بجهود المركز السعودي لزراعة الأعضاء، لكن لا بد من أن يعي المجتمع خطورة المرض ليتقبل فكرة التبرع، وقبل ذلك لا بد أن يعي أهمية الوقاية التي تعتبر خيراً من العلاج، إذ يجب على الناس تحاشي أسباب مثل هذه الأمراض، بإجراء الفحوصات الدقيقة عند الشعور بأي أعراض والالتزام بالعلاج في حالة الإصابة بالضغط أو السكري أو غيرهما، فعادة ما يحتاج المريض بالفشل الكلوي النهائي إلى علاج تعويضي، والعلاج التعويضي الأمثل هو زراعة الكلى لأن مرحلة الغسيل هي مرحلة موقتة يتم فيها تجهيز المريض للزراعة ولكن للأسف الشديد فقائمة الانتظار طويلة جداً بسبب قلة المتبرعين بالكلى. ما الأعراض التي يصاب بها مريض الكلى؟ - هذا يعتمد على نوع المرض الذي أصيب به المريض، وإذا كنا نتحدث عن الفشل الكلوي فإن الأعراض التي تظهر على المريض عادة تكون نقص الشهية والشعور بالإعياء والتعب من أي مجهود يبذله المريض والغثيان وأحياناً القيء، وفي حال استمرار هذا القصور إلى درجة متقدمة قد يؤثر في نمو الأطفال، ومن المعروف أن الفشل الكلوي هو من أهم الأسباب في قصر القامة لدى الأطفال. وأحياناً لا تظهر الأعراض إلا بعد أن تكون الكلية فقدت 50 في المئة أو أكثر من وظيفتها، ولذا ينبغي الكشف الدوري لدى عيادات الرعاية الأولية وبالذات قياس مستوى السكر في الدم وقياس ضغط الدم لتجنب الإصابة بالفشل الكلوي.