انقلب المحامي كاتب الشمري على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي كان حتى يوم أمس أحد أعضائها، وقدَّم استقالته بعدما"أمطرها"بسيل من الاتهامات، في الوقت الذي رحبت"الجمعية"على لسان مصدر فيها باستقالته ووصفتها بالمتأخرة. وأورد الشمري في خطاب وجهه إلى رئيس جمعية حقوق الإنسان أمس تلقت"الحياة"نسخة منه ثلاث نقاط اعتبرها من الأسباب الرئيسية التي دفعته إلى إعلان انسحابه، إضافة إلى أسباب فضل الاحتفاظ بها لنفسه بحسب ما ورد في الخطاب. وبينما جاء في مبرره الأول عدم تعاون رئيس الجمعية ونائبه بالصورة المطلوبة معه لتأدية دوره الإنساني منذ بداية الانضمام، خصص النقطة الثانية لقضية السعودي المحتجز في إسرائيل عبدالرحمن العطوي"الذي وكلتني أسرته بمتابعة قضيته قبل تكليف الجمعية لي"، مؤكداً أنه لم يجد التعاون المطلوب أيضاً من الجمعية في مثل هذه القضية التي تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي. واتهم الجمعية ب?"تجاهل التقارير التي كان يرسلها بخصوص القضية ذاتها"، مشبهاً هذا التهميش والتجاهل بما لقيه من الجمعية بخصوص قضية السعوديين المعتقلين في"غوانتانامو". وقال الشمري إن السبب الثالث لانسحابه هو"عدم قيام الجمعية بدعوة أعضائها المتعاونين لأي اجتماع". من جهته، رحَّب مصدر مطلع في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بانسحاب عضوها المتعاون المحامي كاتب الشمري، ووصفه بالخطوة المتأخرة. وقال المصدر فضل عدم ذكر اسمه ل?"الحياة":?"لم تكن الجمعية تعتزم في أي حال من الأحوال تجديد عضوية المحامي كاتب الشمري التي أوشكت على الانتهاء". وأضاف:?"أعتقد أن إعلان انسحابه من الجمعية خطوة ذكية من الشمري، فهو بلا شك كان مدركاً لعدم رغبة الجمعية في تجديد عضويته، خصوصاً أن عدداً من كبار المسؤولين في الجمعية صارحوا الشمري بعدم رضاهم عن بعض تصرفاته التي لا تليق بعضو في جمعية تهدف في المقام الأول إلى خدمة القضايا الإنسانية، وتعني كما يتضح من مسماها بحقوق الإنسان، بعيداًَ عن أية مصالح شخصية". وعلَّق المصدر على بعض الاتهامات التي وجهها الشمري إلى الجمعية، والتي من بينها عدم تعاون رئيس الجمعية ونائبه مع الأعضاء المتعاونين ومعه شخصياً منذ انضمامه إلى الجمعية قائلاً:?"نائب رئيس الجمعية الدكتور مفلح القحطاني قال ل?"الحياة"أمس أول من أمس: لدينا ما يثبت أن الجمعية لم تتهاون في دورها الإنساني تجاه أية قضية تتوصل بها، وبالنسبة إلى تعاون الجمعية أو تهميشها لأعضائها المتعاونين، فإذا كان الأمر يقتصر على الشمري فقط، فهذا أمر يطرح الكثير من التساؤلات قد يجيب عليها الشمري نفسه، أما بالنسبة إلى بقية الأعضاء المتعاونين فإن الجمعية تفخر بهم، وهم قادرون على تفنيد ادعاءات الشمري، وعلى رغم عدم عملهم على تلميع صورتهم، إلا أنهم قدموا بدورهم الشيء الكثير لقضايا الجمعية الإنسانية".