سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المدارس والمحال والمساجد "محاصرة"... والسكان طالبوا بحل ينتشلهم من "كارثة بيئية" . حائل: أحياء عدة تغرق في مياه الصرف الصحي... و"مستنقعات" أصابت أطفالاً ب"الملاريا"
توشك أحياء عدة في مدينة حائل أن تغرق في مياه الصرف الصحي الفائضة، بسبب ضعف شبكة التصريف الموجودة في هذه الأحياء. تزايد"التسرب"أدى إلى تشكل"مستنقعات"في شوارعها، الأمر الذي شكل قلقاًَ متزايداً خوفاً من أن تكون هذه المستنقعات في أماكن متعددة في شوارعها، خصوصاً بعد أن أصاب مرض"الملاريا"بعض أطفال حائل. الخوف من حدوث تلوث"بيئي"، وتفشي الأمراض المعدية بين السكان، دفعهم إلى التعبير عن استيائهم من تردي الأوضاع الصحية داخل أحيائهم، مطالبين الجهات المسؤولة بسرعة إنقاذهم من خطر كارثي وشيك. ويؤكد موسى الرشيدي، الذي يقيم في حي السمراء منذ 20 عاماً، أن الحي يفتقر إلى وجود شبكة تصريف جيدة، تستطيع أن تغطي حاجة المواطنين، مشيراً إلى أن"شكاوى"عدة من مواطنين وصلت إلى المسؤولين في أمانة حائل من دون الوصول إلى نتيجة، واكتفى المشتكون بتلقي وعود"واهية". وتتواصل شكاوى المواطنين في وقت لا تزال مياه"المجاري"تملأ الشوارع المطلة على منازلهم ومساجدهم ومحالهم، فضلاً عن الرائحة الكريهة التي زكمت أنوفهم. مبدين تخوفهم من التلوث الحاصل، خصوصاً أن عدداً من أطفالهم يعانون من حساسية في جيوبهم الأنفية، ومشكلات في الجهاز التنفسي. ويستغرب المعلم فهد المطلق الذي يعمل في مدرسة تحاصرها مياه الصرف الصحي من كل جهاتها من موقف فرع إدارة المياه في حائل، ويصفه بالسلبي، مضيفاً أن"طفح"المجاري بشكل مستمر في حي العزيزية أسهم في انتشار الروائح وكثرة الحشرات داخل فصول المدرسة، ما زاد المخاوف من ظهور الأمراض المعدية بين الطلاب بسبب تجاهل المسؤولين ومماطلتهم في حل هذه المشكلة. وأشار إلى أن الكثير من مدارس الحي أصبحت محاصرة،"إذ لا يستطيع المعلمون والمعلمات الدخول للمدارس، إلا بعد وضع صفائح حديد وقطع خشبية للمرور عليها". أما ناصر فلاح أحد سكان حي البادية، فطالب بدوره الجهات المسؤولة في أمانة المنطقة بسرعة التدخل لإيجاد حلول عاجلة لمعاناة سكان الحي، واصفاً ما يجري بالأمر"الخطر"، الذي ينذر بكارثة صحية قد تحل بسكان الحي، مؤكداً أن اثنين من أبنائه أصيبا بالملاريا أخيراً، بسبب سوء الوضع الصحي في الحي. في حين، ناشد كل من ماجد مرضي وفريح خلف أعضاء المجلس البلدي سرعة التحرك لإيجاد حل لهذا المشكلة، وقالا:?"نأمل من أعضاء المجلس البلدي الذين لم نسمع بهم ولم نرهم بأن يكون لهم تحرك إيجابي في هذا الجانب، وأن ينظروا إلى وضع الأحياء التي تعاني من مشكلات"الطفح"بعين الاعتبار. من جهته، طالب فرحان العقيل إمام مسجد في حي شراف أصحاب المنازل التي تتسرب منها مياه الصرف الصحي بالانتظام في"شفط"مياه الصرف الحي، لتجنب حدوث طفح لتلك المياه، التي تتسبب في إلحاق الأذى بالمواطنين عموماً، والمصلين خصوصاً، بحكم تنقلهم باستمرار بين المنزل والمسجد". وأوضح أن الكثير من المصلين يجدون صعوبة في الوصول للمسجد، إذ إن مياه المجاري باتت تشكل بركاً أمام بوابات المسجد، متمنياً أن يتم العمل على وضع أنظمة تضمن آلية صحية للتخلص من مياه الصرف الصحي لإنهاء هذه المشكلة، خصوصاً أن أحياء عدة باتت على مقربة من الغرق في هذه المياه. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، يقول أمير فتحي بائع في محل للأقمشة:?"المشكلة موجودة هنا منذ أن عملت في المحل قبل أربعة أعوام، لكن ما يحدث الآن زاد على حده، فنحن مثلاً تكبدنا خسائر مالية كبيرة، إذ لم أتمكن من بيع أية قطعة قماش منذ يومين، لكون المياه تحاصر المحل، وتمنع اقتراب الزبائن منه". من جانبه، أوضح استشاري الأمراض المعدية الدكتور علي مبارك الشمري، أن انتشار البرك"الراكدة"داخل الأحياء السكنية، يعتبر بمثابة بيئة"خصبة"لتكاثر البكتيريا المسببة للأمراض المعدية، مشدداً على أهمية وجود معقمات طبية داخل حقيبة الإسعاف الأولية في المنزل، تجنباً للإصابة بأي عارض صحي ناتج من الميكروبات والجراثيم التي تعيش وتتكاثر في تلك البرك.