المواطنة الصالحة ليست شعارات براقة نتناولها كلما عنّ لنا الحديث عن الوطن، وحب الوطن، إذ هي الحب والولاء والانتماء والإخلاص وهي التضحية... أجل هي كل ذاك، ومن لا يستطيع تحقيق هذه الثلاثة فلن يستطيع الحصول على لقب"المواطن الصالح". الأمر يحتاج إلى إثبات قطعي يوحي بالانتماء إلى الأرض والتراب وانتهاج المبادئ والأسس الإسلامية والتحلي بالأخلاق الفاضلة والتعامل الإنساني الرائع الذي يجسد معنى الإخاء والتمازج والشعور بالمسؤولية وسلخ الذات والاندماج مع روح الجماعة ونبذّ الأنانية. فالمسؤول في إدارته يجب أن يكون ذا عقل نير وفهم واضح ورأي راجح، وأن يكون عادلاً مع مرؤوسيه، رحيماً بهم، يعطي كل ذي حق حقه، وأن يتحقق من ميزان عدالته، وأن يكون جل همه في تطوير إدارته ودعمها بالكفاءات البشرية وتطهيرها من الرشاوى و"الواسطة". وفي مجال التعليم، فإن المعلم والمعلمة عليهما مسؤوليات جسام، كونهما يباشران تربية أجيال يعدون هم السند، بعد الله تعالى، في نهضة الوطن وصلاح المجتمع، مع ضرورة مراقبة سلوك التلاميذ وما يصدر عنهم من أخطاء، ومحاولة تصحيحها بالتي هي أحسن وبهدوء وروية، حتى لا يعود التقويم بآثار عكسية، خصوصاً إذا جنح المعلم أو المعلمة للشدة والقوة والضرب المبرح، إذ إن هناك أساليب أخرى بإمكانها أن تحل محل الضرب، منها التهديد بحسم الدرجات أو الاتصال على ولي أمر الطالب أو الطالبة. ثم أنت مواطن صالح، حينما تتوجه بجميع جوارحك للخالق سبحانه وتعالى في كل عمل تؤديه، سواء في خاصة نفسك أو للآخرين، ومن ذلك الحفاظ على الأموال والأماكن العامة. - أنت مواطن صالح، حينما تضع إصلاح المجتمع ومصلحة الوطن فوق مصلحتك. - أنت مواطن صالح، حينما تنبذ الأنانية وتحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك. - أنت مواطن صالح، حينما تكون يداً واحدة مع الخير وأهل الخير ومع العدل والمساواة. - أنت مواطن صالح، حينما تنبذ التطرف والإرهاب وتدعو إلى الحب والتسامح. - أنت مواطن صالح، حينما تدافع عن وطنك بحسك ووجدانك وروحك وأموالك وأولادك. - أنت مواطن صالح، حينما تبلغ الجهات المسؤولة عن كل شبهة أو ريبة واتتك أيا كانت وكنت. - أنت مواطن صالح، حينما لا تتستر على العمالة التي أساء بعضها أكثر مما أحسن. - أنت مواطن صالح، حينما تتحمل مسؤوليتك تجاه أسرتك ووطنك وتبتعد عن جلساء السوء والرفقة السيئة. محمد بن عبدالرحمن الغماس - الرياض