تعد العباءة السوداء التي ترتديها المرأة السعودية، إحدى العلامات التي يتميز بها المجتمع السعودي، إذ ارتبطت بالعادات والتقاليد، وقد شهدت في الفترة الأخيرة تطوراً كبيراً من حيث الشكل والتصميم وحتى الأسماء، فظهرت عباءة الخفاش والفراشة والخيمة والكاب. تقول حصة الذكير سيدة أعمال:"اختلفت العباءات الحديثة كثيراً عن القديمة، وتطورت بشكل كبير سواء من ناحية الشكل أو القماش". وتضيف:"قديماً كانت العباءات تصنع من الحرير فقط، أما الآن فأصبح هناك تنوع في القماش مثل الكتان والدانتيل والكريب الى جانب الحرير.كما تغيرت الموديلات والأشكال أيضاً، فبعد أن كانت جميع العباءات ذات شكل واحد، توجد الآن العباءة"المخصَّرة، فالعباءة قديماً كانت ساترة ومحتشمة وخالية من أي زينة، أما عباءة اليوم فقد تغيرت، وأصبحنا نرى عباءات ملوّنة وأشكالاً مختلفة وموديلات مطرَّزة". وترى هدى المشاري موجهة تربوية أن العباءة تمثل الحشمة والوقار للمرأة السعودية، وهي جزء أصيل من القيم والعادات والتقاليد، وقد تطورت كثيراً إذ أصبحت تشبه فستان السهرة، بما فيها من تطريز وتطعيمها بالمجوهرات، حتى أن النساء أصبحن يخلعن العباءة في المناسبات لعرض جمالهن". وتضيف:"المرأة السعودية لها خصوصية في ارتداء العباءة، ولكل منطقة من المناطق السعودية خصوصية في تفصيل ولبس العباءة، فمثلاً يندر أن يوجد في منطقه القصيم من يرتدي العباءات المطرّزة أو عباءات الزينة، فيما يكثر استخدام هذه العباءات في جدة، أما في المنطقة الشرقية فيميلون الى البساطة في تصميم وتفصيل العباءات". من جهته يقول بسام فرحان خالد صاحب محل عباءات:"العباءة تتطور من عام لآخر في التصميم والتفصيل والقماش، وظهرت في الفترة الأخيرة أشكال فريدة من العباءات، منها"الفراشة"و"بات مان"و"الخفاش"و"عمانية"و"الخيمة"و"الكاب"و"البشات"التي تشبه العباءة الرجالية". وأعتبر أن العباءة من القيم الاجتماعية، ومن أهم العناصر المكمّلة لشخصية المرأة السعودية. وقال:"إن أسعار العباءات تتراوح ما بين 300 ريال و3 آلاف ريال"، مشيراً الى وجود عباءات فاخرة مشغولة بالتطريز والكريستال الفاخر، لأن الكثير من السيدات يحرصن على التميز باختيار أرقى أنواع العباءات والأقمشة". وأوضح، أن الأذواق تختلف طبقاً لأعمار السيدات، فكثير من المراهقات صغيرات السن يطلبن أشكالاً وألواناً في العباءات، أما السيدات الكبار فيطلبن العباءات المحتشمة، مشيراً الى أن بعض السيدات يطلبن خمس عباءات لارتدائها في المناسبات المتعددة، فللأسواق عباءة، والأفراح عباءة أخرى، والعمل عباءة ثالثة، وهكذا لكل مناسبة عباءة. وقال: إن النساء قديماً كن يشترين العباءات الجاهزة من غير منديل، أما الآن فيطلبن عباءات تفصيل بمواصفات محددة بحسب أذواقهن، وأضاف:"ومن الأشكال الجديدة التي ظهرت أخيراً في سوق العباءات الترتر والخرز والشك والإكسسوارات الغريبة، والجينز والعباءات المخرَّمة التي يدخل في تزيينها الريش والجورجيت والأقمشة الشفافة، إضافة إلى وجود عباءات مبطّنة بقماش من لونين". أما هديل المقحم مشرفة تربوية فتقول:"لا أحب العباءة التي يدخل فيها التطريز الملون، لأن الهدف من العباءة الحشمة وليس لفت الأنظار، ولا بد من مراعاة التقاليد". تضيف:"أما عباءة اليوم فتحولت إلى جلابيات تُلبس في المناسبات وفي الأسواق العامة، منافية للعادات والتقاليد الإسلامية بالنسبة للحجاب، ما أبعد العباءة عن الهدف الذي صُنعت من أجله وهو الحشمة، بعد أن كانت العباءة سوداء خالية من الألوان أو التطريز، خضعت في السنوات الأخيرة لموجة التجديد التي تفرضها إملاءات الموضة السنوية".