تحولت سهى آشي خريجة قسم الكيمياء الحيوية إلى مجال التصميم، حيث درجت على زيارة محل الأقمشة الخاص بوالدها لتصبح قريبة من الأقمشة المعروضة، ما أسهم في منحها الخبرة الكافية لمعرفة نوع القماش، كما شاركت في عدد من العروض المحلية، ولا يتوقف طموح آشي عند هذا الحد، بل تنوي المشاركة في المعارض الخارجية، وعبرت آشي في حديثها مع"الحياة"عن حرصها على مخاطبة كافة الشرائح من خلال تصاميمها وإلى نص الحوار: من الكيمياء الحيوية إلى تصميم الأزياء، ألا تعتبرينها نقلة مختلفة نوعاً ما؟ هي نقلة مختلفة تماماً، لأن تعلقي بعالم الأقمشة بدأ منذ طفولتي من خلال محل الأقمشة الخاص بوالدي، وبدأت أتعرف إلى الأقمشة بمختلف أنواعها وألوانها، ما دعم بداياتي مع التصميم وأعطاني المفتاح الرئيس للولوج إليه. ماذا عن تدعيم الهواية بالدراسة ؟ أفكر حالياً في الموضوع، وأتمنى أن أدعم هوايتي بأسس وركائز تجعلني أطور من نفسي في مجالي، وافتقادنا لتخصص يُعنى بتصميم الأزياء في السعودية، يجبر الطامحات في هذا المجال على السفر إلى الخارج وإكمال الدراسة، ما يُكلف الدارسة مبالغ طائلة من التزامات السفر وغيره وقد لا يكون بمقدورها ذلك. إلى يومنا هذا ما العروض التي قدمتها آشي؟ قدمت عروض أزياء مشتركة مع مصممات أزياء سعوديات في"حوريات جدة"منهن منى أبو الفرج، و ود بوقري، وجاءت مشاركتي بعرض عباءات من تصميمي، حملت اسم"أزمنة الفضة"، وهي عبارة عن عباءات مطرزة ومشغولة باليد، ويغلب عليها اللون الفضي، وهذا ما ميز عباءتي، مع حرصي على المشاركة في البازارات، والذي كان آخرها في الرياض، وشاركت فيه بتشكيلات مختلفة من العباءات، وملابس للمحجبات و جلابيات، وينبع اهتمامي بالمشاركة في العروض الجماعية، كونها تنمي روح التنافس بين المصممات، كما أنها تفسح المجال أمام الجمهور المتذوق للخيارات المتعددة. اختلاف الموديلات، وحرصك على إرضاء أذواق الشرائح كافة، هل زاد من قبول الفتيات الصغيرات على تصاميمك؟ استقبل الأعمار كافة، حتى الفتيات الصغيرات، لأنهن وجدن الكثير من الأزياء العصرية التي تناسب أعمارهن، كما أن طلباتهن تصب في كثير من الأوقات على الأشياء الغريبة، والألوان الجريئة سواء للعباءات أو حتى لملابس السبور الخاصة بالفتيات الصغيرات. ماذا عن الأقمشة والألوان التي تستخدمينها، وما أكثر أنواع الأقمشة طلباً من السيدات ؟ في تصميمي للأزياء أتعامل مع الكثير من الأقمشة، منها الشيفون والتفتة وكذلك الحرائر، ولعل أبرز الأقمشة التي تفضلها السيدات في العباءة هو الكريب الذي يُظهر العباءة بمنتهى الأناقة والفخامة، وإذا طورنا في العباءة، قد نُدخل فيها نوعين أو ثلاثة من الأقمشة المختلفة، وبالنسبة للألوان، تفضل بعض السيدات العباءة السادة وأخريات تفضلها مع ألوان هادئة أو ألوان صارخة، وأشعر أن كل عباءة تخرج من تصميمي وكأنها لوحة بريشة فنان. في رأيك، هل كسرت المصممة السعودية حواجز التهميش بظهورها إلى العالم؟ بالطبع استطاعت المصممة السعودية الظهور، فبدأنا نسمع عنهن حديثاً فلم يكن هناك اهتمام سابق بالمرأة السعودية أو الخليجية ، أما الآن فنرى أزياء المصممات السعوديات تنافس أشهر المصممين في العالم. ما جديد العباءات لهذا الموسم؟ الجديد هو عباءة الفراشات المطرزة، وهناك عباءات خاصة للسهرات بحيث يدخل فيها الكثير من الشيفون والدانتيل والتطريز الذي يُكمل ويبرز جمال العباءة، كما يتم تصميم العباءة حسب اللون والمقاس، والشكل الذي ترغب به الزبونة وتطلبه. وماذا عن الملابس الخاصة بالمحجبات ؟ لدي ملابس خاصة بالمحجبات مصممة لراحتهن، مع الحفاظ على أناقتهن، فلدي العديد من القمصان الواسعة والممزوجة بألوان تناسب كل الأعمار، من الفتيات الصغيرات إلى السيدات الكبيرات في السن، كما أن الفتاة تستطيع استغلال القطعة الواحدة في مناسبات عدة من خلال إضافة الإكسسوارات أو الشال الذي يزين القطعة، ويجعلها مميزة، كما أن ألوانها تساعد الفتيات على انتقاء الكثير من القطع المناسبة للسهرات والمناسبات الخاصة. كلمة أخيرة، توجهينها للمواهب الشابة في مجال تصميم الأزياء؟ انني على أتم الاستعداد لتدريبهن أو فتح أبواب المساعدة في هذا المجال لكل من ترى في نفسها موهبة الرسم اليدوي، أو التطريز، لأننا بصراحة نفتقد لهذه الكوادر، وبدأنا نستعين بكوادر أجنبية، فلدي الهندية للرسم والفلبينية للتطريز اليدوي، وآمل أن يصبح لدينا الكوادر السعودية التي تمنحنا حق الأفضلية في مجال الأزياء.