دخل نزيل سعودي في سجن بريمان بمحافظة جدة أخيراً في غيبوبة تامة بعد إصابته بمرض الدرن الذي وصل إلى"الدماغ"، ما جعله في حال صحية حرجة. ويرقد المريض وأسمه صالح الروقي، والبالغ من العمر 35 عاماًَ، حالياً في قسم العناية المركزة"وحدة العزل"في مستشفى الملك فهد العام، منذ الأسبوعين الماضيين. وأوضح شقيق المريض سطام الروقي ل?"الحياة"، أن شقيقه سجين منذ ستة أعوام في سجن بريمان، وفي الآونة الأخيرة بدأت عليه ملامح المرض، الأمر الذي تطلب زيارة طبيب السجن للكشف عليه، إلا أن الطبيب أكد أن شقيقه لا يعاني من أية أمراض معدية أو وبائية تستدعي العلاج، مضيفاً أن حال شقيقه بدأت تسوء داخل السجن، من دون إعطائه أي دواء علاجي نافع. وأشار سطام إلى أنه طلب من مدير السجن تحويل شقيقه إلى مركز الدرن لإجراء الفحوصات اللازمة، لشكوكه بإصابته بوجود مرض الدرن، إلا أن المركز أكد سلامة شقيقه من الدرن ومنحه تصريح خروج من المركز من دون إعطائه وصفات علاجية. وأكد الروقي أنه خلال زيارته للسجن وجد أن شقيقه يعاني من صداع قوي في مؤخرة رأسه، الأمر الذي تطلب تحويله إلى مستشفى الملك فهد العام للكشف عليه، وكشفت التحاليل المخبرية أنه مصاب بمرض"الدرن"، وأثناء ذلك تمكنت منه"الغيبوبة"ما استدعى نقله إلى العناية المركزة"وحدة العزل"لسوء حاله الصحية. وقال شقيق المصاب:"منذ أسبوعين وشقيقي يرقد في العناية المركزة وهو في غيبوبة تامة، بسبب الخطأ في تشخيص المرض منذ بدايته من جانب مركز صحي السجن ومركز الدرن، حتى تجاوز المرض الرئة وأصاب الدماغ، ما وضعه في حال صحية حرجة جداً". من جهته، وصف ثامر الروقي، وهو أحد أقرباء المريض، التقرير الطبي الصادر من مستشفى الملك فهد ب?"المخيف"، إذ يتوقع الطبيب المعالج أن المريض سيفارق الحياة بعد بضعة أيام، خصوصاً وأنه يعاني من سكتة دماغية قاتلة بسبب تطور مرض الدرن من دون علاج، وهو يعيش الآن على أجهزة التنفس الاصطناعية، إذ تم تشخيص حاله عند دخوله المستشفى بأنه يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وكثرة التعرق، وفقدان الشهية، ونقص جزء كبير في الوزن في فترة زمنية قصيرة. وذهب الروقي إلى أن"السجين صالح"عانى مشكلات صحية منذ بداية شهر رمضان الماضي، إلا أن طبيب السجن لم يوفق في تشخيص الحالة، مضيفاً أن تقرير مركز الدرن أفاد أن السجين لا يعاني من أية أمراض وبائية أو معدية كانت السبب الرئيس في تدهور حاله، من دون إعطائه العلاج اللازم، وتدارك المرض قبل تفاقمه. وطالب في حديث إلى"الحياة"المسؤولين في إدارة سجون بريمان ووزير الصحة التحقيق في هذه القضية، ومحاسبة المقصرين في عملهم، والوقوف على حال المريض لإنقاذه من الغيبوبة القاتلة، من خلال نقله إلى أحد المستشفيات المتطورة في هذا الشأن.