أعلن مسؤولون في مستشفى أبو عريش وفاة مواطن بعد إصابته ب"الالتهاب السحائي الدماغي"، في حين أصاب الذعر أسرة في الرياض بعد دخول ابنها الذي يعمل مدرساً في حفر الباطن إلى مستشفى الملك خالد الجامعي في وضع خطير، بحسب أقوال ابن عم المريض ل"الحياة"أمس. ففي جازان، شدد مدير مستشفى أبو عريش المكلف حسن بن منصور حمزي، على أن المواطن توفي بسبب الالتهاب السحائي المخي، مشيراً إلى أنه مرض غير معدٍ ولا خوف من تحوله إلى وباء. وأوضح اختصاصي الحميات في المستشفى الدكتور ملاك جادو ل"الحياة"، أن المريض علي أبو القاسم 60 عاماً أدخل غرفة العناية المركزة في المستشفى بتاريخ 16-11-1427ه، في شبه غيبوبة مع مظاهر تهيُّج سحائي وتصلُّب لعضلات الرقبة، فتم عمل"بذل"لسائل النخاعي الشوكي، تبين من خلاله أن المريض يعاني من التهاب بكتيري من نوع النيموكوك في سحايا المخ، مشيراً إلى أن السائل كان عكراً وتحت ضغط عال، بينما السائل الطبيعي يكون رائقاً وشفافاً. وأضاف أن العلاج بدأ بالمضادات الحيوية والجرعات المناسبة مع العناية السريرية، لكن حالة المريض ساءت وازدادت الغيبوبة وتأثرت المراكز العصبية في المخ فتم وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي. ولفت إلى أنه تم تغيير المضادات الحيوية تبعاً لحساسية الميكروب بعد الزراعة، لكن الغيبوبة زادت عمقاً، مع قصور لأعضاء الجسم كافة، فتم تكرار بذل النخاع، وأجريت أشعة مقطعية أظهرت وجود التهاب السحايا مع قصور لوظائف الكلى والغدة الجاركلوية وخلل تخثر الدم مع ازدياد تدهور خلايا المخ. وقال إن قلب المريض توقف مرات عدة، ثم وافته المنية يوم 28-11-1247. فيما أكد اختصاصي الأمراض الباطنية في مستشفى أبو عريش الدكتور إيهاب أبو الفتوح أن"الالتهاب السحائي الدماغي"هو سبب وفاة المواطن، وليس حمى الضنك كما تناقل بعض جيران المتوفى. وفي الرياض، أوضح مطلق العتيبي ل"الحياة"أن أعراض المرض بدأت تظهر على ابن عمه المريض سعد العتيبي الذي يرقد في مستشفى الملك خالد الجامعي منذ نهاية شهر شعبان الماضي، وتمثلت في الصداع الشديد، وازدواج النظر، والنقص الحاد في الوزن، إضافة إلى ارتعاش الجسم. وأضاف أن قريبه راجع مستشفيات خاصة في حفر الباطن، إلا أن حالته أخذت بالتدهور حتى نُقل قبل نحو شهر إلى مستشفى الملك خالد الجامعي، الذي أكد أن أطباء فيه تعاملوا في البداية مع المرض على أساس أنه"الدّرَن". وأضاف أن الأطباء يسعون للوصول إلى تشخيص دقيق للمرض من خلال سحب عينات من النخاع الشوكي لمدة ستة أشهر، مضى منها أربعة إلى الآن. ويتزامن ذلك مع نفي وزارة الصحة على لسان متحدثها الرسمي الدكتور خالد المرغلاني أن تكون وزارته وقفت عاجزة عن تشخيص المرض الذي أصاب عدداً من أهالي حفر الباطن، ورفض أيضاً وصف المرض بالوباء، أو أن تكون الحالات المصابة التي تم تسجيلها ظاهرة مرضية. وأوضحت وزارة الصحة أن الفريق الاستقصائي الوبائي، الذي تم إرساله إلى حفر الباطن والمكون من ثلاثة أطباء، أكد أن جميع المخالطين للمصابين بمن فيهم أفراد عائلاتهم لم يتأثروا بالإصابة، وهو ما يؤكد استبعاد وجود العدوى. ونوهت إلى أنه لحاجة المرضى إلى إجراءات تشخيصية إضافية، تمت إحالة ثلاثة منهم إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، فيما تم قبول الحالتين الأخيرتين بالمستشفى نفسه من طريق ذويهم، بناءً على طلبهم.