كثيرة هي أنواع الاغتصاب الجسدي والمادي والنفسي... الخ، والدين الإسلامي حارب الاغتصاب بأنواعه، ووضح عقوبة المغتصب، فكيف بنا ونحن ندين بأفضل دين أُرسِل به خير البشرية محمد"صلى الله عليه وسلم"؟ نحن نسمع ونرى ألواناً من الاغتصاب، لوناً يعاقب المغتصب، فرضاً، عقاباً لا يعود بعده لفعلته، ولوناً قد يعاقب المغتصب مسحاً لإخراس المعتدى عليهم فقط، ولوناً قد لا يكون هذا أو ذاك، بل قد يخرج منها وكأنها كانت فقط فترة سبات، ولكن ظهر ما هو جديد، نوع ليس له مثيل وهو الاغتصاب باسم القانون، فأي نوع من أنواع الاغتصاب يقف القانون محايداً إذا لم يكن مؤيداً؟ قد تفكرون وتفكرون، وقد تدركون ما أعني وإن بقيتم صامتين. إن الاغتصاب الذي أبيح باسم القانون هو الاغتصاب الفكري، فأي قانون يبيح هذا غير قانون بعض القيادات التربوية بالذات؟ فنادراً ما نجد قائداً يعطي كل ذي حق حقه، ويحفظ لكل صاحب فكر فكره، خصوصاً ونحن في عصر الكميات، ومن يجمع أكثر فهو اقدر القيادات، ولو بحث في ذلك الجمع لوجد انه مجرد كلمات اغتصبت من جهات عدة، فإما من مواقع"الانترنت"، وإما من فكر شخص كان هدفه رسم تقدم فعلي نوعي وليس كمياً... حقيقياً وليس وهمياً. فلننظر لما في بعض الإدارات من الاستمارات من دون أنها صُممت من فلان وفلان، وما هي إلا مجرد تعديلات على مسميات المنتجين الأصليين للمحتويات، ألا ترون كيف يكون المغتصبون قلقين يعيشون بفكر كله شتات، يطبقون هذا، وغداً يطبقون ذاك، وهي المعاني نفسها وإن اختلفت العبارات، ولنستمع لما يقول مثل هؤلاء، إن كلامهم كله يدور في حلقة كلها معاناة، لا يهمهم من يستنزفون، ولا فكر مَنْ يغتصبون، ونسوا أن أصحاب الفكر المغتصب أول من عليهم يضحكون؟ قد تستغربون هذا، وتسألون لماذا؟ ولا غرابة إذا علمتم أن السبب يتضح في ما به يتفوهون، فكلامهم يدل على أنهم من أنفسهم غير واثقين، وكيف يثق بنفسه من يظن انه يضحك على الناس وهم بطبعه يعلمون؟ وإن تذمروا من تصرفاته لكنهم عليه يشفقون؟ وإذا علم بهذا فعلى أنفسهم يترحمون، لأنه سيكشر عن أنيابه باسم القانون، فهو القائد ويحق له أن يحدد ما به من عمل يبادرون، ويحق له أن يطلع على ما يدونون، بل يحق له أن يجعلهم عشرات المرات لموضوع واحد يكررون، وله كامل الحق أن يختار ما يريد، ويطعن في فكر من رفض التنازل عن فكره، ليس على ظاهره، كما يعتقدون، ولكن سيطعن في شخصيته ويخسف بدرجته، ظناً انه بسطوته يستطيع إلغاء هويته، ونسي أن للأمانة عند الله عظيم المكانة، وأن من عدله أن أعز صاحب الفكر بفكره، وان آخر ما يرفع من على هذه الأرض الأمانة. لؤلؤة الشريف - الرياض