السفر خارج البلاد. أمر يعلو أجندة بعض السعوديين أيام عيد الفطر، إذ يفضلون قضاء الإجازة القصيرة نسبياً، في أجواء"عيدية"مختلفة، على رغم أن كثيراً منهم تنازلوا عن هذا الخيار لظروف اقتصادية عدة. وتنوعت وجهات سفر هؤلاء المواطنين، إذ أسهمت العروض الترويجية التي أطلقتها مكاتب ووكالات السفر والسياحة المحلية خلال الفترة الماضية في تجاوز المشهد السياسي و?"الانفلات"الأمني الذي يعيشه لبنان وامتلاء مقاعد السفر المتجهة إلى عاصمته بيروت، في الوقت الذي عزف فيه السعوديون عن المحطات الأوروبية نتيجة بعد المسافة وتحسباً لفرق العملة. وكشف العضو المنتدب لمجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار ل?"الحياة"أن حجوزات شركات الطيران خلال الفترة الممتدة من أواخر شهر رمضان المبارك إلى 10 شوال باتت ممتلئة تماماً خصوصاً إلى وجهات الدول العربية الشهيرة بيروت، القاهرة، دبي. وعزا الطيار حجم الإقبال المتزايد على السفر إلى عروض التخفيضات التي تطلقها شركات الطيران التي تصل إلى 50 في المئة من قيمة التذاكر مقارنة بالمواسم الأخرى، إضافة إلى أن غالبية المسافرين في هذا الوقت من العام هم ممن لم يحالفهم الحظ في السفر خلال إجازة الصيف، إضافة إلى الارتباطات العائلية للمسافرين مع بلد المغادرة، إذ تشير الإحصاءات الأخيرة أن 30 في المئة من المسافرين خلال هذا الموسم من السعوديين، بينما يتوجه 70 في المئة من المسافرين الأجانب إلى بلدانهم. وأوضح أن حزمة من العوامل الاقتصادية والسياسة أعادت ترتيب أوراق المسافرين وتوجيه بوصلتهم إلى الدول العربية أو ما يسمى بالسياحة البينية التي ارتفعت من 38 في المئة في العام 2005 إلى أكثر من 60 في المئة خلال العام الحالي، لأسباب عدة يأتي في مقدمها تأثير حركة تداول الأسهم السعودية وانخفاض القوة المالية لدى العديد من الأسر، وتسهيل المملكة لاجراءات منح تأشيرات الزيارة والأعمال والحج، وقيام حكومة دبي بالتدخل في تحديد أسعار الفنادق والطيران، ما أسهم في تجديد وجهات السياحة العربية، مشيراً إلى أن وجهة بيروت بدأت تنتعش من جديد بصورة ملحوظة بعد أن لمسنا ارتفاع حجوزات المسافرين من السعوديين خلال المواسم الماضية وامتلاء حجوزات الموسم الحالي، خصوصاً لدى شريحة العائلات ورجال الأعمال. وقال الطيار إن أزمة التضخم الأخيرة، وانخفاض قيمة الريال أمام الدولار، ألقت بظلالها على قطاع السياحة والسفر، إذ لوحظ اختيار المسافرين للدول التي تربط عملتها بالدولار تحسباً لفرق العملة، بينما انخفض الإقبال على أوروبا التي يتأثر فرق سعر صرف العملة بين الريال واليورو بما يقارب من 40 في المئة من قيمته. مشيراً إلى أن سوق السياحة والطيران لم تعد قاصرة على موسم من دون آخر. بل امتدت على مدار العام، بالتزامن مع انطلاق العديد من شركات الطيران الخاصة والطيران الاقتصادي الذي أشعل المنافسة بين الشركات في قدرتها على استقطاب اكبر شريحة من الحجوزات، علاوة على ارتفاع وعي المسافرين في البحث عن الشركات التي تمتاز بالخدمة الأفضل والسعر المنافس. يذكر أن حجم سوق السفر السعودية التي تنمو بنسبة 4 في المئة سنوياً يقدر بنحو 16 بليون ريال، وبحسب تقديرات مراقبين فإن الفرص الوظيفية المتاحة في هذا السوق تصل إلى 9 آلاف وظيفة وتشكل العمالة الوافدة منها 90 في المئة ويصل الحد الأدنى للأجور في هذا القطاع إلى 3500 ريال شهرياً للموظف المبتدئ. وتحاول الهيئة العليا للسياحة توظيف أدواتها للارتقاء بالقطاع السياحي لحجز حصتها من هذه السوق الكبيرة من خلال تطوير المرافق والمدن السياحية، إضافة إلى توفير 100 بعثة هذه السنة للطلاب في التخصصات السياحية وسعيها إلى دعم برنامج منذ العام الماضي يقضي بسعودة المهن في القطاع بنسبة 81 في المئة بنهاية 2007 من خلال برامج تدريبية مكثفة تقدمها الكثير من الشركات الوطنية في معاهد تدريب خاصة بها وتبلغ مدة الدورة 9 أشهر يؤهل بعدها الشاب للعمل.