حول أهالي محافظة جدة خلال السنوات الأخيرة تقليد النزوح تجاه?"الاستراحات"من ظاهرة اجتماعية تقليدية إلى طابع اجتماعي رسمي خلال أيام عيد الفطر، لتنافس بعض العادات والتقاليد المتعارف عليها في سابق الأزمان، ولتصبح من الأشياء الضرورية بين أفراد المجتمع السعودي خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة. وسجلت الاستراحات الخاصة المعروضة للإيجار في محافظة جدة ارتفاعاً غير مسبوق في أسعارها التي تجاوزت الثلاثة أضعاف الأسعار الاعتيادية بقية العام، نتيجة الحجوزات المبكرة الكبيرة التي سبقت انتهاء شهر رمضان. وعلى رغم الأعداد الكبيرة للاستراحات في جدة، إلا أن مشكلة الحجوزات فيها أثناء أيام العيد تجددت لهذا العام، خصوصاً مع ازدياد أعداد الراغبين في استئجار هذه الاستراحات، سواء من الشبان العزاب أو الأسر التي ترغب في قضاء أيام إجازة العيد فيها بعيداً من ضوضاء المدينة في ظل توافر الخدمات في تلك الاستراحات. وتفاوتت الأسعار ليصل متوسط سعر الاستراحة لليوم الواحد إلى ثلاثة آلاف ريال، وبسعرها الأعلى إلى خمسة آلاف ريال، في ظل ارتفاع نسبة الحجوزات إلى أكثر من 100 في المئة. ويرى مصطفى الزهراني، وهو أحد ملاك الاستراحات، أن الإقبال على الاستراحات زاد خلال العامين الماضيين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع في الأسعار والتسابق على الحجز قبل أيام العيد. وأشار إلى أن الطلب الكثيف الذي جاء قبيل أيام العيد، والإقبال الكبير الذي يشهده هذا القطاع، دفع الكثيرين إلى التفكير في الاستثمار في مجال إنشاء الاستراحات وتأجيرها، مشيراً إلى أن دخل يوم العيد أصبح موازياً لدخل شهر بأكمله في الأيام العادية. ويجمع ملاك الاستراحات على أنها توفر الجو المناسب للمستأجرين ولعائلاتهم خلال أيام العيد، في ظل تمتعها بخصوصيتها كاملة، معتبرين التصميم الذي استخدموه في تجهيز هذه الاستراحات ملائماً لاستقطاب الراغبين في الاستمتاع بإجازة العيد فيها. وأدى الإقبال الكبير على هذه الاستراحات إلى حال استنفار كبيرة شهدتها قبل عيد الفطر، من خلال التجهيز الكامل، واستكمال الصيانة اللازمة، سواء في ما يتعلق بالتنظيف أو التنظيم وتجهيز الملاعب والمسابح، وغيرها من الخدمات الضرورية التي تحتاجها هذه الاستراحات، بأقسامها الرجالية والنسائية. واختلفت الأسعار بحسب الاستراحة وحجمها وتصميمها، إضافة إلى مدة التأجير، وذلك بتحديدها بثلاثة أيام متتالية أو كامل أيام العيد، إذ وحدت جميع الاستراحات طريقة تعاملها مع الزبائن، من خلال تحديد الأسعار وعدد الأيام التي سيتم حجزها. فيما اعتبر بعض أصحاب الاستراحات أن هذا الارتفاع في أسعار الاستراحات يأتي بسبب الإقبال الكبير عليها خلال أيام العيد، إضافة إلى رغبة الملاك في تعويض مصاريفها خلال السنة، خصوصاً وأن بعض هذه الاستراحات لا تستأجر في العام سوى مرات قليلة جداً مقارنة بغيرها من الاستراحات. وقال أيمن الحربي، وهو أيضاً من ملاك الاستراحات:"إن أيام العيد تمثل فرصة كبيرة لملاك الاستراحات إذا ما نظرنا إلى الفترة الطويلة التي تبقى فيها الاستراحات من دون حجوزات طوال العام". ووصف الحربي ارتفاع الأسعار بالطبيعي، في ظل الإقبال المتزايد عليها من الأسر في محافظة جدة خلال أيام العيد، موكداً في الوقت نفسه أن غالبية المستأجرين في فترة العيد هم من العائلات باستثناء عدد أقل من فئة الشبان.