اعتادت السيدة خديجة على التجهيز لعيد الفطر بدءاً من العشر الأواخر من شهر رمضان، وخصوصاً لجهة شراء المستلزمات التي تستخدمها في إعداد أصناف متنوّعة من الحلويات الخاصة بالعيد، والتي تشتهر بها منطقة مكةالمكرمة. وتصف السيدة خديجة ل"الحياة"، وهي أم لثلاثة أبناء، أجواء ليلة العيد بأن لها طابعاً مميزاً، إذ تقوم فيها بإعداد"الدبيازة"وهي من أشهر أصناف الحلويات في منطقة مكةالمكرمة، وتتكون من قمر الدين، ونوع خاص من التمر يطلق عليه اسم"القلادة"، إضافة إلى بعض المكسرات المنوعة والمطيبات، مثل: القرفة، والقرنفل، مشيرة إلى أن الدبيازة تعد من الأطباق الرئيسة الموجودة على مائدة إفطار أول أيام عيد الفطر، إلى جانب اللقيمات والشعيرية. وتضيف: بعد الانتهاء من إعداد الدبيازة تحضّر القهوة العربية والتمر، وتجتمع مع العائلة إلى حين صلاة الفجر، ليذهب أبناؤها مع والدهم إلى المسجد، ثم بعد ذلك تعلو أصوات المساجد بتكبيرات العيد، والتي تضفي جواًَ من الروحانية على الأحياء"، لافتة إلى أنها عادة ما تذهب لأداء صلاة العيد في المصليات النسائية التي تخصصها بعض المساجد للعيد، وبعد عودتهم من الصلاة يجتمع أفراد العائلة والأقارب، وتقدّم القهوة العربية مع أنواع مختلفة من التمر، ثم بعد ذلك تقوم بإعداد مائدة الإفطار المميزة بمختلف الحلويات التقليدية المكّاوية. أما مائدة أم أحمد، فتزيد على مائدة خديجة، بصنف آخر وهو العريكة التي تعدّها ليلة العيد، وذلك بإعداد أقراص من دقيق البر وخبزها، ثم بعد ذلك تتم تجزئتها إلى قطع صغيرة ومزجها بالسكر والسمن البلدي، إضافة إلى الزلابية التي تشبه اللقيمات في عجينتها، إلا أنها تُصب في مصبات خاصة، ومن ثم تقدّم أقراصاً مع السكّر أو الشيرة. وتفضّل أم خالد الحلويات العربية عن الأوروبية مع القهوة أيام عيد الفطر، فتقدم الحلقوم واللوزية، إضافة إلى الفواكه المجففة، إلى جانب بعض أنواع النوجة واللدو واللبنية. مشيرة إلى أن عائلتها تنتظر العيد بفارغ الصبر لتناول المعمول البيتي، والذي عادة ما تقوم بتجهيزه قبل عيد الفطر بأسبوع. وفي المقابل يؤكد محمد عماد، وهو مدير أحد محال الحلويات المشهورة ل?"الحياة"، أن الحلويات الشرقية تشهد إقبالاً كبيراً عليها في موسم عيد الفطر، مشيراً إلى أن مبيعات الحلويات الأوروبية تقل مقارنة بالمواسم الأخرى. وأشار عماد إلى أن معظم الناس يفضلون عمل الدبيازة في المنزل، ما يجعلهم يبحثون عن مكوناتها، والتي عادة ما يتم عرضها في المحل قبل العيد بخمسة أيام، إلا أن البعض يشترونها جاهزة، خصوصاً وأن المحل يعدها بيتية وبإتقان، إضافة إلى إعداد الغريبة بالقشطة والتي تلقى عادة قبولاً كبيراً من قبل المستهلكين. ويرى عديل المهاوي، وهو أيضاً صاحب أحد محال الحلويات، أن المعمول والشوكولاتة أكثر الحلويات طلباً في العيد، لافتاً إلى أنه يقوم بإعداد المعمول والغريبة، فيما لا يفضل عرض الحلقوم بسبب وجودها في أماكن كثيرة، إذ يبحث عن الأصناف الجديدة والمميزة عن المحال الأخرى لاستقطاب الزبائن.