ألقت خسارة الهلال الأخيرة من الحزم بهدفين من دون رد، بظلالها على مديره الفني البرتغالي بوسيرو، إذ هبط مؤشر الرضا عنه بشكل لافت من غالبية الهلاليين، وتعالت مطالباتهم لإدارة النادي بتسريح المدرب ما لم يعدل عن طريقته الفنية التي أفقدت الفريق أخيراً خمس نقاط، وذلك عبر الموقع الرسمي للنادي في الشبكة العنكبوتية. إذ انقسم الهلاليون إلى قسمين مابين مطالب بشدة بتسريح المدرب ومعارض لذلك، إذ يرى القسم الأول أن استمرار بوسيرو في المرحلة المقبلة، سيضر بمسيرة الفريق، ويطالب بإحلال أحد المدربين الروماني يوردانيسكو أو الارجنتيني كالديرون. ما جعل أنصار الهلال يضعون أياديهم على قلوبهم، خوفاً من تنازل الفريق عن الصدارة التي يتربع عليها ب32 نقطة، بسبب"الزحف الكبير"الذي ستقدم عليه قريباً فرق الشباب والوحدة والاتحاد والأهلي نحو المركز الأول، ويرغب الهلاليون في الحفاظ على الصدارة من خلال حصد مزيد من النقاط بمدرب جديد يحل مكان بوسيرو مع عودة منافسات الدوري بعد فترة التوقف الحالية. وكانت من أسباب عدم الرضا عن المدرب هو إبعاد اللاعبين عبدالله الجمعان واحمد الصويلح ومحمد العنبر وسلطان البرقان وعبداللطيف الغنام وخالد العنقري، واعتماده في غالبية المباريات الدورية الماضية على مهاجم واحد ياسر القحطاني وطريقة التغييرات التي يجريها في كل لقاء مع عناصر مؤثرة في وسط الفريق كمحمد الشلهوب والبرازيلي رودر يغو ونواف التمياط. فيما تأتي عوامل أخرى يراها المتابعون سبباً في نزيف النقاط الذي بدأ يقطر من قمة الصدارة، التي تتمثل في غيابات واسعة في صفوف الفريق لعناصر مؤثرة وفعالة كصانع الألعاب الليبي طارق التايب بسبب الإصابة وانقطاعات قائد الفريق سامي الجابر اللافتة واللذين كانت الجماهير الهلالية تعول عليهما الشيء الكثير في هذا الموسم، خصوصاً الأول، الذي قد يتم الاستغناء عن خدماته مالم تتم معالجة إصابته جيداً. وما زاد من الفجوة بين الجهاز الإداري والفني هو إقدام مدير الأخير على إعداد قائمة من اللاعبين للاستغناء عن خدماتهم، إذ اصطدم الأول من قيد المدرب لمجموعة من الأسماء البارزة في خريطة الفريق في قائمة"الاستغناء النهائي"ما كان سبباً أيضاً في اتساع فجوة الخلاف بين الجهازين الإداري والفني. وبعيداً عن الفريق لازالت الإدارة الهلالية التي سجلت نجاحات سابقة في الموسمين الماضيين، تقف في طابور"الانتظار الطويل"، لتلقي الدعم المادي من أعضاء الشرف، وذلك بعد العزوف اللافت الذي أقبل عليه غالبية الأعضاء الهلاليين، الذين عرفوا بالدعم الكبير لخزانة النادي، إذ اقتصر الدعم أخيراً على جهة واحدة مع دعم بسيط من جهات عدة، غير أن ذلك بدأ يقل كثيراً في الآونة الأخيرة، ما جعل الخزانة الزرقاء تعاني من قلة المادة لتسيير أمور الفريق وفرق النادي الأخرى، خصوصاً أن الفريق الكروي الأول مقبل على جولات حسم في دوري خادم الحرمين الشريفين وتصفيات مسابقتي كأس ولي العهد ودوري أبطال آسيا، والأخيرة يراها الجمهور الهلالي"الكعكة الأهم بعد الدوري السعودي"، من أجل الظفر بها للبقاء في القمة المحلية وبلوغ بطولة الأندية العالمية المقبلة، وذلك يستدعي تعزيز صفوف الفريق بعناصر محلية وأجنبية ذات كفاءة فنية عالية، غير أن السيولة المادية قد تعوق ذلك. وكانت الإدارة الهلالية طالبت أكثر من مرة، بدعم أعضاء الشرف، ومن المنتظر أن تفعل ذلك الطلب في اجتماع موسع لأعضاء الشرف في الأسابيع القليلة المقبلة، لسد الالتزامات المالية الواسعة التي تحيط بالفريق الأول. وأمام تلك الضائقة المالية وبعد النجاحات اللافتة التي حققها الرئيس الشاب الأمير محمد بن فيصل وإدارته الشابة، أصبح الموسم الحالي المنعطف الأخير للإدارة الحالية، وقد يتم مقابل ذلك تأجيل حفلة الاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس النادي، الذي كانت الإدارة تعمل على إقامته بسبب عدم وجود المال الكافي.