يدشن وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز اليوم، مبنى برنامج"الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز لتنمية الشباب"في الدمام. واعتبر أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، الذي أطلق فكرة البرنامج قبل نحو ثماني سنوات، الافتتاح"منعطفاً مهماً في تاريخ البرنامج، وإيذاناً ببدء مرحلة جديدة تنطلق منها أنشطته من مبناه الجديد، الذي تم إنشاؤه وفق فلسفة معمارية حديثة، لاستيعاب أنشطته المتنوعة لتنمية الشباب وتجهيزه بأحدث الوسائل والتجهيزات التقنية". ويشمل المبنى، الذي يقع على طريق الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، نادياً للشباب يستطيعون ممارسة هواياتهم فيه وتطوير ابتكاراتهم، إضافة إلى ممارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية المختلفة. ويحتل المبنى أرضاً مساحتها 7400 متر مربع، فيما تقدر مساحة البناء فيها بنحو 10 آلاف متر مربع. ويأتي افتتاح المبنى متزامناً مع إجراء عمليات تطوير شاملة تشكل نقلة نوعية في جوانب البرنامج كافة، خصوصاً بعد ان استبدل مسماه من"تأهيل وتوظيف الشباب"إلى"تنمية الشباب". ويعتبر المبنى معلماً معمارياً، إذ تم تصميمه لناحية فلسفته المعمارية ليكون جاذباً للشباب، وملبياً لطموحاتهم وتطلعاتهم. أما لناحية التجهيزات فإن المبنى يشمل أحدث ما وفرته التقنية من وسائل، تقوم على بنية تحتية قادرة على دعم التطبيقات المتقدمة، سواءً في مجال التدريب أم عقد الندوات والمؤتمرات، أم الاطلاع على المستجدات في مجالات النشاط الإنساني أم في العمل الإداري، أم الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية مع أي جهة ذات صلة بالبرنامج. ويشمل المبنى نادياً للشباب، تم تزويده بكل ما يحتاجه الشباب لتنمية مواهبهم وابتكاراتهم، إضافة إلى توفير مناخ ملائم لهم للالتقاء والتواصل. وتمكن البرنامج خلال سنواته الثماني من تحقيق إنجازات عدة، استعرضها المشرف العام على البرنامج الدكتور عيسى الأنصاري"في مجال تأهيل وتوظيف الشباب من الجنسين، تمكن البرنامج من توظيف نحو 20 ألف شاب بنين وبنات، وتدريب 34 ألفاً أثناء الإجازات الصيفية، وتنفيذ 118 دورة تدريبية في المجالات المتاحة في سوق العمل، و20 دورة تدريبية لمصلحة نزلاء السجون ودار الملاحظة وإصلاحية الدمام ومستشفى الأمل ونادي الصم". وأنشأ برنامج"تنمية الشباب""معامل للحاسب الآلي في سجون كل من الدمام والقطيف والخبر ودار الملاحظة، وعمل على تنفيذ دورات تدريبية فيها لمصلحة النزلاء. كما اتفق مع شركة ICDL لتدريب الشباب من الجنسين عن بعد، واستفاد من البرامج 500 شاب". وفي مجال توعية الشباب فكرياً، نفذ البرنامج نحو 75 محاضرة توعوية، وعدداً من اللقاءات الحوارية بين الشباب ومسؤولين عن قضاياهم وهمومهم، كما نفذ مسابقة لأفضل فكرة للشباب من الجنسين والمسابقة الثقافية الكبرى، إضافة إلى دوري بين الأحياء في كرة القدم، والدوري الرياضي الصيفي لكرة القدم العام الماضي، وحملة توعية لنظافة البيئة خلال صيفي العام الماضي والسابق له، وكذلك برنامج"السباح الصغير"على مدى السنوات الثلاث الماضية، إضافة إلى إنشاء موقع على الإنترنت للاتصال بالشباب وتقديم الخدمات لهم، وآخر يقدم خدمات استشارية مجانية لهم في المجالات التوعوية والثقافية والاجتماعية والنفسية والفكرية. ويعد تشكيل مجلسين للشباب، أحدهما للبنين والآخر للبنات، واحداً من أبرز إنجازات البرنامج، ويجتمع أعضاء الناديين في شكل دوري مع المسؤولين عن البرنامج، لاقتراح برامج تتناسب مع حاجات الشباب، ووضع خطط البرنامج ومناشطه المستقبلية وفقاً لذلك. وتمثلت بداية الانطلاقة في بناء قاعدة معلوماتية، ليحقق من خلالها البرنامج أهدافه عبر مساراته التأهيلية والتوظيفية، فتم تصميم برنامج حاسوبي يلبي حاجاته، إذ تم إدخال الآلاف من طلبات العمل، إضافة إلى الفرص الوظيفية المتاحة في سوق العمل التي عمل البرنامج على حصرها، استناداً إلى المعلومات التي توافرت لديه، ما مكنه من تحقيق أهدافه في توظيف الشباب من خلال مسارات عدة، أبرزها الإرشاد والتوجيه المهني، فمن خلال هذا المسار يتم حصر الفرص الوظيفية المتاحة في السوق، ومن ثم يقوم البرنامج من خلال قاعدة المعلومات بالتوفيق بين الفرص المتاحة ومعارف طالب العمل ومهاراته من ناحية تخصصية ومهارية ومعرفية، ومن ثم تبدأ عمليات التوجيه، ولكن قبل ذلك يخضع من يقع عليه الاختيار إلى عملية إرشاد وتأهيل في مجال أخلاقيات المهنة، وبعدها تتم عمليات المتابعة مع الجهة التي تم توجيهه إليها لأداء وظيفته. أما المسار الثاني فهو"التأهيل المهني"، الذي يستخدم للمهن المستهدفة من عمليات توطين الوظائف، خصوصاً المهن التي يشغلها الوافدون بأعداد كبيرة، إذ يتم التنسيق مع جهات من سوق العمل للكشف عن الحاجات التدريبية للمهن المستهدفة، سواءً من ناحية اللغة الإنكليزية أم مهارات استخدام الحاسب الآلي أم المهارات التخصصية، وكذلك حصر الوظائف المطلوبة من جانب أرباب العمل، ويتم الإعلان عن هذه الفرص الوظيفية، ومن ثم اختيار مرشحين من بين الشباب الراغبين في الوظيفة، ليتم بعد ذلك تنفيذ البرنامج التدريبي. وهناك مسار التأهيل الوظيفي، إذ ينسق البرنامج من خلاله مع الجهة التي تطلب عدداً من الشباب للعمل لديها في وظيفة محددة، لتأهيلهم لحاجات الوظيفة، وليتم توظيفهم لاحقاً في الجهة ذاتها، وفي هذا المسار تقوم شراكة فعلية بين البرنامج والجهة الطالبة، تبدأ من عملية اختيار المرشحين من الشباب، مروراً بإعداد البرنامج التدريبي لهم وتنفيذه وتقويمه، وانتهاءً بعمليات التوظيف.