"المحشوش"عبارة عن قطع صغيرة من اللحم يتم طهوها بشحم الخروف، مع إضافة بعض البهارات، وهو وجبة يقبل عليها أهل جازان، خصوصاً في عيد الأضحى. وتعد هذه الوجبة من أهم مسببات التلبك المعوي، لكونها عالية الدسم فضلاً عن تأثيرها بعيد المدى على القلب والمعدة. يقول إبراهيم عيسى ضائع، وهو طالب جامعي:"ننتظر المحشوش مع عيد الأضحى، وعلى رغم إدراكنا لمخاطره، إلا أنه يبقى وجبة شهية". ويضيف أنه يأخذ كمية منه بعد انقضاء العيد إلى حيث يدرس خارج جازان، ليستمتع بالأكل منها لمدة شهر تقريباً. ويعتقد ضائع أن طريقة طهي اللحم بشحم الخروف هو الذي يحفظه لفترة طويلة نسبياً، مشيراً إلى أن تناوله بعد ذلك لا يتطلب سوى تسخينه فقط. ويقول محمد عبدالله آدم، وهو يعمل معلماً إن أحد أصدقائه يقوم بنقل والده في مثل هذه الأيام من كل عام إلى العناية المركزة، بسبب"المحشوش"، ومع ذلك لا يستطيع الأب في كل مرة مقاومة إغراء تلك الوجبة الملغومة بالكوليسترول، على حد قوله. ويضيف:"قليل من المقاومة لرغباتنا يجعلنا في مأمن من خطر تدهور حالتنا الصحية، والمحشوش لا يجب أن يتحكم فينا ويجعلنا ننقاد إليه إلى هذه الدرجة وبهذه الصورة". ويقول لاعب نادي اليرموك علي عمر عقيلي إنه لا يستطيع تخيل عيد الأضحى من دون"محشوش". ويضيف:"كنا في الماضي نحسبه مقوياً، فعندما كان يتميز أحدنا في مباراة كنا نعتقد أن ذلك يرجع إلى أنه يأكل المحشوش". وزاد قائلاً:"بعد إجازة عيد الأضحى اكتشف أن نسبة الدهون زادت في جسمي، ولا يكون أمامي من مفر من بذل جهد كبير لإذابتها". ويرى سالم خرمي 72 عاماً أن جيله لم يكن يعاني من مشكلات صحية بسبب المحشوش، لأنه كان يتحرك كثيراً ويقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام". ومن جهته، يقول اختصاصي الأمراض الباطنية في مستشفى الملك فهد في جازان الدكتور إبراهيم الحكمي، إن العادات الغذائية في المجتمعات كافة سلبية على صحة الإنسان. ويضيف:"المحشوش من الأكلات الخطيرة جداً، فهي عبارة عن شحوم مشبعة، وهذه الأكلة سبب قوي في التأثير على الوضع الصحي لأي شخص وفي أي عمر". ويؤكد الحكمي أن تلك الأكلة تسبب أمراض القلب والسمنة، والعديد من الأمراض الباطنية، كونها تحوي كوليسترولاً خالصاً يترسب في الأوعية الدموية، ويعمل على انسدادها مع الوقت.