برّأ مصدر في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ساحة قائدي القطارين، اللذين اصطدما في حادثتين منفصلتين بشاحنة وسيارة نقل صغيرة، من تهمة التسبب في الحادثتين، اللتين وقعتا أول من أمس في الأحساءوالرياض. فيما اتهمت جمعية الهلال الأحمر السعودي المؤسسة بالتسبب في تأخر وصول فرقها إلى موقع حادثة الأحساء، مبينة أن المؤسسة"لم تكن تعلم بموقع الحادثة في شكل دقيق". وذكر مصدر في المؤسسة أن"الحادثة التي وقعت في الأحساء كانت بسبب محاولة عبور شاحنة للخط الحديد من تقاطع صحراوي من الدرجة الثالثة"، مضيفاً أن"السيناريو الذي رسمه بعض قائدي القطارات بحكم خبرتهم، تمثل في وجود الشاحنة على طرف الطريق، واعتقد قائدها أن بإمكانه العبور قبل وصول القطار، إلا أنه فوجئ بقرب القطار وأنه لا يمكنه العبور، ما دعاه للقفز من السيارة للنجاة من الموت". وأشار إلى أن"الحادثة الأخرى التي حدثت قبل 14 كيلومتراً من محطة الرياض أول من أمس، وقعت في تقاطع نظامي مزود ببوابات الكترونية تغلق آلياً قبل وصول القطار إلى التقاطع بوقت كاف، فضلاً عن وجود رجال الأمن والمطبات الاصطناعية والإشارات التحذيرية، إلا أن كل ذلك لم يمنع قائد سيارة النقل الصغيرة من تجاوزها، وقام بالسير إلى جانب الطريق متجاوزاً الحاجز الالكتروني، ما تسبب في وفاة السائق بعد اصطدام القطار به". وأضاف"أن قطاراً إضافياً توجّه إلى موقع الحادثة بعد ساعتين من وقوعها، لنقل الركاب إلى محطة الوصول". وأوضح مصدر أن"الحادثة التي وقعت قرب الرياض، أسفرت عن وفاة سائق السيارة فقط، عكس ما جاء في البلاغ الأول الذي بيّن وجود مرافق له"، مشيراً إلى أن"الدفاع المدني قام بالبحث عن المرافق بعد إخراج السيارة من تحت القطار، فلم يعثروا على أحد غير السائق". وذكر أن"المسافة كانت قريبة جداً بين القطارين والسيارتين في الحادثتين، ما أدى إلى عدم إمكان توقف أي من القطارين"، ولفت إلى أن"المسافة الواجب توافرها لتوقف القطار يجب أن لا تقل عن كيلومتر". واعتبرت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في بيان مشابه لتصريح المصدر أن"دخول السيارتين إلى حرم مسار السكة الحديد يعد انتحاراً". من جهة أخرى، أكد مصدر في الدفاع المدني أن"الوقت الذي استغرقته فرقة الدفاع لإخراج جثث المتوفين، لا يعد طويلاً نظراً إلى قوة حديد القطار والجهد الذي تتطلبه عملية قطعه"، مضيفاً أنه"لا مجال للمقارنة بين قوة حديد السيارة وحديد القطار، إضافة إلى أهمية المحافظة على جثث المتوفين، خصوصاً أن كابينة القيادة دخلت مسافة أربعة أمتار إلى داخل القطار". وألقى الهلال الأحمر باللوم على السكة الحديد في تأخره في الوصول لموقع الحادثة. وأكد عبر بيان حصلت"الحياة"على نسخة منه، أن"الموقع لم يكن معلوماً للسكة الحديد، ما جعل الفرق تصل بعد مضي نصف ساعة"مضيفاً أن"الموقع يبعد عن أقرب مركز إسعاف بنحو 50 كيلومتراً، ما ساهم أيضاً في التأخير".