أدى ارتطام قطار ركاب كان في طريقه من الدمام إلى الرياض، مع شاحنة كبيرة مخصصة لنقل السيارات، إلى وفاة سائقها، وهو مقيم آسيوي، فيما لم يصب أي من الركاب وطاقم القطار بأذى، إلا أن القطار تأخّر عن موعد وصوله إلى محطته الأخيرة نحو 100 دقيقة. ووقعت الحادثة صباح أمس، عند تقاطع الحرس الوطني المقابل لهيئة الري والصرف في مدينة الهفوف (محافظة الأحساء). وحمّلت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، سائق الشاحنة، مسؤولية الحادثة، متهمة إياه، ب «تجاوز تقاطع الخط الحديد، على رغم إغلاق البوابة». وقال مدير إدارة العلاقات العامة في المؤسسة محمد أبو زيد، في تصريح صحافي: «إن قائد القطار رقم «1»، الذي غادر محطة الدمام عند الخامسة و20 دقيقة فجراً، تفاجأ بشاحنة عالقة على الخط الحديد، قام سائقها (باكستاني الجنسية) بعبور التقاطع أثناء اقتراب القطار منه، ودخوله عنوة إلى حرم الخط الحديد، متجاوزاً البوابة التي تغلق الخط آلياً قبل وصول القطار إلى التقاطع، متجاهلاً التحذيرات والإشارات الضوئية الموضوعة قبل التقاطع بمسافة كافية، لتنبيه سائقي السيارات والمركبات الأخرى، إلى ضرورة توخّي الحذر، وتلزمهم بالتوقف التام». وأضاف أبو زيد، أن «سائق الشاحنة فقد السيطرة على شاحنته عند رؤيته القطار يقترب منه. وحاول الرجوع إلى الخلف، ما أدى إلى اصطدام القاطرة بمقدمة الشاحنة، ووفاة سائقها على الفور، وتعرضت القاطرة إلى أضرار بسيطة». وباشرت الحادثة فور وقوعها، فرقة من شرطة المؤسسة، والدفاع المدني، والهلال الأحمر. وسُمح للقطار بالتحرك من الموقع، بعد انتهاء التحقيقات، إذ وصل إلى محطة الهفوف متأخراً 49 دقيقة عن موعده. وقام الفنيون في محطة الهفوف بإجراء فحص روتيني للقطار، وفصل القاطرة المتضررة، واستبدالها بأخرى. كما تم استبدال القائد بآخر، كإجراء «احترازي»، وتحرّك القطار إلى محطته الأخيرة الرياض، التي وصلها عند العاشرة و55 دقيقة، متأخّراً عن موعده المعتاد 98 دقيقة. وأبدت مؤسسة «الخطوط الحديدية» أسفها، لوقوع هذه الحادثة، وما نتج عنها من «خسائر، وإرباك للمسافرين»، مؤكدة حرصها على «تشغيل قطاراتها وفق ضوابط تشغيل آمنة، من خلال تأمين متطلبات السلامة المرورية عند التقاطعات كافة». وتمنّت من سائقي السيارات «الالتزام بأنظمة المرور عند الاقتراب من تقاطعات ومنشآت السكك الحديدية، حرصاً على سلامتهم، وسلامة ركاب القطار».