يتفاءل السعوديون كثيراً بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، وهم الذي اعتادوا على تحقيق البطولات على ملاعب العاصمة القطرية الدوحة التي حققوا فيها كل أنواع البطولات بدءاً من كأس آسيا 1988 مروراً بالتأهل مرتين لكأسي العالم 1994 و1998 وانتهاء بكأس العرب 1998. لكن السعوديين عجزوا عن تحقيق اللقب الخليجي في أرض الدوحة وهو الذين لعبوا ثلاث مرات في أعوام 1967 و1992 و2004. لكن أبو ظبي زفت اللقب الخليجي إلى"الأخضر"، وهم الذين صاموا عن اللقب منذ أن شاركوا في الدورة الأولى في العام 1970، وانتظروا 24 عاماً للفوز بالكأس التي استعصت عليهم سواء بإرادتهم أو بأخطائهم. اللافت أن السعوديين فشلوا في الفوز باللقب على أرضهم عندما أقيمت في الرياض 1992 و1988، ثم فكوا النحس عام 2000 بالفوز بلقب"خليجي 15". والملاحظ أن الفوز بأول لقبين تحقق بواسطة مدربين سعوديين هما محمد الخراشي ثم ناصر الجوهر. وبالعودة إلى أول لقب، فلا يمكن نسيان التوليفة التي مثلت المنتخب في تلك البطولة، عاد السعوديون من مونديال أميركا 1994 بعد عروض ممتازة لا تزال عالقة في أذهان السعوديين، توجت ببلوغ الدور الثاني من المونديال، بنهاية المغامرة السعودية الرائعة تخلى"الأخضر"عن مدربه الأرجنتيني خورخي سولاري وعين السعودي محمد الخراشي، وهو الثاني في تاريخ المدربين السعوديين الذين يشرفون على تدريب المنتخب بعد خليل الزياني. وصل السعوديون إلى أبو ظبي ومعهم أكبر الترشيحات للفوز باللقب، لم يخيب فؤاد أنور وزملاؤه محمد الدعيع وأحمد جميل ومحمد الخليوي وياسر الطائفي وخالد مسعد وسعيد العويران وفهد المهلل وسامي الجابر، الظن بهم وحققوا اللقب بجدارة وقدموا أجمل العروض في تاريخ المنتخب طوال 11 بطولة خليجية. يعود السعوديون من جديد إلى أبو ظبي، لم يبق من ذلك الجيل أحد، كاد الدعيع أن يكرر التجربة لولا تجاوز مدرب المنتخب باكيتا له، الشباب والتجديد هما عنوان المنتخب الحالي على عكس المنتخب المدجج بالنجوم في 1994. قبل نحو من شهر وتحديداً في دورة الألعاب الآسيوية سئل الأمير نواف بن محمد عن حظوظ المنتخب السعودي في"خليجي 18"فقال:"في كل مرة تدخل الكرة السعودية سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات تجمعاً رياضياً فهي صاحبة الترشيحات الكبيرة، فالكرة السعودية لها شخصيتها وهيبتها والكل يعترف بهذا". أجد نفسي موافقاً لهذا القول، في كل لقاء مع لاعب سعودي لا بد من أن يتطرق إلى هذا المفهوم، فهم - أي اللاعبين- يدركون المعنى بحديثهم مع زملائهم لاعبي المنتخبات الأخرى. أمام"الأخضر"مهمة صعبة في تأكيد أحقيته بهذا الوصف، الترشيحات من جديد تقف إلى جانبه، لكن أنصار المنتخب يخشون المفاجآت على غرار ما حدث في دورة"خليجي 17"التي شهدت أسوأ عروض قدمها السعوديون. السؤال هل تجود أبو ظبي بلقب جديد ل"الأخضر"؟