أثار التحول الطارئ على شعر عبدالله الزيد جدلاً مستفيضاً مساء الاثنين المنصرم في نادي الرياض الأدبي، حيث أعلن انتقاله من الإيقاعية التفعيلية إلى إيقاعية قصيدة النثر، ما جلب ردود فعل متباينة من النقاد والأدباء الحاضرين، كما أن الشاعر رفع من وهج الإثارة في الأمسية حين ألقى قصيدته:"قضي الكشف"، وهي النص الشعري المدوّي الذي عده كثير من الحضور هجائية يهاجم فيها الشاعر من يرددون مقولة: انتهى زمن الشعر وبدأ زمن الرواية. حضر الأمسيةَ رئيسُ النادي وجمع من الشعراء والأدباء والمهتمين، وأدار الأمسيّة الشاعر إبراهيم الوافي. وتسلم الزيد بعد ذلك زمام الأمسية فتحدث قائلاً:"سأقدم لكم هذا المساء قصيدة كبرى على شكل تركيبي لقصائد مختلفة، مبوبة في أقسام افتتاح، في تراتيل الوفاء، وترتيلات نجدية في تضاعيف الخليج". واطّردت القصائد التي ألقاها الشاعر بصوته الهادئ على ثلاث حلقات متتالية: الحلقة الأولى: افتتاح: قصائد قصيرة، عناوينها: بمثابة تناغم تلقائي. أمسيات في سديم الذاكرة. تحولات الواقع والخيال. أتهجاك في مقبل العرصات. الحلقة الثانية: في تراتيل الوفاء، وهي مجموعة مقاطع شعرية كتبها الشاعر في رثاء صديقين رحلا أخيراً. وعنوانها: فقرة حرى من كتاب، إبراهيم العيد قصيدة نشيج. تحولات الواقع والخيال. الحلقة الثالثة، مقاطع شعرية بعنوان: ترتيلات نجدية في تضاعيف الخليج. وتحمل في طياتها القصائد الآتية: أغنية الرجوع. قُضي الكشف التجلي لسيد الأزمنة، وصرح الشاعر من أعلى المنصة بأنه:"نص في وجه من يقول زمن الشعر ولّى، هذا زمن الرواية". واختتم رئيس النادي الدكتور سعد البازعي، المداخلات التي قدمها عدد من الحضور، مؤكداً أن عبدالله الزيد"غني عن التقديم، ويختلف عن غيره بوجود معجم شعري، وأسلوب في صياغة النص وابتداع العنوان، وهو يختلف عن الثبيتي محمد والحربي محمد فله صوته الخاص جدا، وحاول كثيرون في بداياتهم النقدية مصارعة نصوصه، لأنها صعبة وعميقة. ولأنه ممن تتميز تجربتهم بالبعد الإنساني وكذلك التماهي مع الآخر، وهو من أكثر الشعراء تناولاً للرثاء، وهذا يعود كما بدأت لطبيعة هذا الشاعر الإنسان".