لا أعرف هل أكتب ليسمع صوتي المدير العام للخطوط الجوية السعودية المهندس خالد الملحم، أم أكتب لأشفي غليل ركاب تلك الطائرة القادمة من القاهرة إلى الرياض يوم الجمعة الماضي، أم أكتب لمحاولة إيصال الصوت وصداه، لإصلاح خلل المعاملة والتعامل في"الخطوط السعودية"للمصلحة العامة، خصوصاً انني اتحدث عن الناقل الجوي الوطني الأول في المملكة. قبل فترة حدثني الأخ والصديق مدير مكتب الخطوط السعودية في بريطانيا الأستاذ خالد البلوي، عن سرعة تجاوب المدير الجديد الملحم مع متطلبات المحطات الخارجية ورغبته في التطوير، ومحاولاته الجادة لإيجاد الحلول الناجعة، وتهيئة الرحلات بما يتلاءم مع المحطات. لكنني من واقع الخبرة البسيطة، أقول ان بدايات المهام العملية تكون في الغالب"ناصعة البياض"، وتحفل بالجدية، إلا انها ما تلبث ان تتراجع شيئاً فشيئاً، وما أتمناه أن يستمر الملحم بالعطاء نفسه. لا أعرف هل يعلم خالد الملحم ان ركاب طائرة"الخطوط السعودية"رقم"SV 310"، كانوا في حال توتر وصدام مع موظفيه في مطار القاهرة، وان مدير مكتب"السعودية"في مصر، وزميله مدير المحطة في مطار القاهرة، لم يكونا موجودين، بل كانا غير مكترثين، ولم يسألا عن أوضاع الركاب والتغييرات التي طرأت على الرحلة في اللحظة الأخيرة. في حين كان المدير المناوب، وهو مصري، يحاول إيجاد الحلول وحيداً بعد ان تعالت أصوات ركاب الدرجتين الأولى والأفق، احتجاجاً على تحويلهم إلى الدرجة السياحية فجأة، ومن دون سابق انذار، بعد ان كانت حجوزاتهم مؤكدة على الأولى والأفق حتى اللحظة الأخيرة، حينما تم تغيير الطائرة إلى حجم آخر، ليبقى من ركاب"الأولى"الذين كان عددهم 25 شخصاً نحو 12 شخصاً على"الأولى"، والبقية يحولون من"الأولى"إلى"السياحية"مباشرة، لا إلى درجة الأفق كما يقول العرف والمنطق، فيما بقي ركاب درجة الأفق على مقاعدهم الأفقية. ومن خلال الاسئلة والاستقصاءات اثناء تعالي الأصوات عند"كاونتر"الركاب، اتضح ان هذه ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة، بحسب إفادات العاملين على"الكاونتر"هناك، بل تجاوزت المرة الثالثة والثلاثين خلال شهري آب اغسطس الماضي وأيلول سبتمبر الجاري، وهذه"مصيبة"ان تستمر مثل هذه المعوقات من دون إيجاد حلول، والاستمرار في اتخاذ قرار تغيير الطائرات ومواعيد الرحلات في الوقت الضائع، بدلاً من تنظيم أحجام الطائرات ومواعيدها، والاستغناء عن تعديلات اللحظة الأخيرة، التي تحرج الموظفين وتستفز المسافرين من الركاب. العاملون على"الكاونتر"في مطار القاهرة لم يكونوا يمتلكون الإجابة الوافية لإقناع الركاب، فهل الطائرة المعدة لنقلهم من القاهرة إلى الرياض تعطلت فعلاً، وفضلوا إرسال طائرة ذات حجم أصغر؟! أين مدير المكتب ومدير المحطة والمسؤولون في مثل هذه المواقف، التي تستفز الركاب وتحتاج إلى شخص قادر على الإقناع، بحكم المنصب أو الوظيفة؟ هل دُرب موظفو"الخطوط السعودية"على إجابات"لا نعلم فقط"؟... والإجابة عند المدير! هل يعقل ان يحول ركاب الدرجة"الأولى"إلى"السياحية"بدلاً من تسلسل الدرجات إلى"الأفق"؟ وما فائدة بطاقات الفرسان الذهبية والفضية التي يحملونها ايضاً؟! جاء المهندس خالد الملحم من رحم القطاع الخاص، يحمل سجلاً عملياً بعد ان نجح في"خصخصة"شركة الاتصالات السعودية، لكننا مازلنا نسمع مقولة"نعتز بخدمتكم"كما هي بنفس النبرة والصوت والأداء، والخدمة ما زالت تراوح"كما هي"، فمن الأولى البدء بتعديل مستوى الخدمة والأداء على الناقل الوطني الأول، وزيادة تدريب موظفي الخطوط السعودية وتأهيلهم، وتطوير علاقاتهم بالركاب في الخدمة أولاً وأخيراً. وما أن هبطت الرحلة على ارض مطار الملك خالد، حتى نظر أبو زيد إلى صديقه سليمان وقال: ستسمع الآن..."نعتز بخدمتكم"! لكن"الحمد لله على السلامة". [email protected]