خفضت كليات المعلمين أعداد المقبولين فيها هذا العام بنسبة 50 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة. وعلمت"الحياة"من خلال اثنين من عمدائها في الرياضوجازان أن عدد طلاب الكليات في مختلف مناطق السعودية هذا العام يقل عن الأعوام السابقة بنحو النصف، وذلك بناء على توجيهات من وكالة كليات المعلمين في وزارة التربية والتعليم. ولم تشهد الكليات أي تغيير يذكر في برامجها التعليمية أو هيكلها التنظيمي بعد انتقالها نهاية الفصل الماضي من عباءة وزارة التربية والتعليم إلى وزارة التعليم العالي، كما أشار إلى ذلك وكيل كليات المعلمين في الرياض الدكتور علي العفنان في حديث إلى"الحياة":"الرؤية ما زالت غير واضحة، وتعاملنا من حيث الإشراف والتوجيه وكذلك اللوائح الإدارية والمالية ما زال يتبع لوزارة التربية والتعليم". وحذر العفنان من تهميش دور الكليات كمؤسسات تعنى بالمعلم، منتقداً دور وزارة التربية والتعليم في ذلك:"لا توجد استراتيجية لدى وزارة التربية والتعليم بصفتها المعني الأول بتأهيل المعلمين، وهي التي يجب أن تهتم وتفكر بشكل جاد في شكل المؤسسات التي تصنع المعلم الناجح، إضافة إلى أنها لا تزودنا بأرقام دقيقة عن حاجتها من المعلمين وفي أي تخصص". وتنبأ العفنان بشح في عدد المعلمين في الأعوام المقبلة إذا تم تحجيم دور كليات المعلمين"أخشى أن نجد أنفسنا بعد سنوات عدة نبحث عن المعلمين المتعاقدين، إذ لا يمكن أن ينسى دور الكليات في سعودة التعليم الابتدائي وتأهيل المعلمين في كل المراحل الدراسية على مر نحو 30 عاماً". مستشهداً بأن 110 من مديري المدارس والمعلمين تقوم كلية الرياض بتدريبهم هذا الأسبوع. وأضاف العفنان أن الجامعات لا تقيم أهمية لإعداد المعلم، مشيراً إلى أنها لم تستطع إلى الآن تغطية حاجة التعليم المتوسط والثانوي لأن دورها يتعدى ذلك، واقترح أن يحافظ التنظيم الجديد لكليات المعلمين على الثقل الذي تحظى به فروعها في المدن الرئيسية مثل الرياضوجدة والدمام ومكة المكرمة، لا سيما أنها تحظى بهيكلية متكاملة، في حين رأى أن تدمج فروع المناطق الأخرى في الجامعات القريبة منها. ووافق العفنان في حديثه عن ضبابية واقع كليات المعلمين هذا العام، عميد كلية المعلمين في جازان الدكتور حسن الحازمي، لافتاً إلى أن مخاطباتهم ما زالت تتم بشكل مباشر مع وكالة الكليات في وزارة التربية والتعليم. واتفق معه أيضاً على ضرورة المحافظة على دور الكليات في تأهيل المعلم. ومال الحازمي إلى أن تظل الكلية منظومة واحدة مستقلة، لافتاً إلى أن دمجها مع الجامعة يعني أن يذوب دورها مع كليات التربية في الجامعة. وأضاف"أقترح أن تحافظ الكلية على تخريج المعلمين مع استحداث برامج جديدة، كأن يمنح الخريج الراغب في العمل في حقل التعليم من كليات التربية في الجامعة سنة إضافية في الكليات تؤهله ليصبح معلماً".