لم يدر بخلد الطالب السعودي محمد الشريان، أن زميل دراسته وسكنه في"بلاد العم سام"المواطن الأميركي كوري ماك دوغل، سيرافقه في إجازة صيف هذا العام إلى السعودية، وأنه سيقضي شهراً كاملاً متدرباً في أحد البنوك السعودية. محمد وكوري كلاهما 22 عاماً يدرسان الإدارة المالية في جامعة براينت منذ ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الحين وهما يقطنان الغرفة ذاتها، ويتشاركان الطعام والشراب. هذه المدة التي جمعتهما أثرت في كوري في شكل كبير، فأصر على القدوم إلى السعودية للتعرف على المجتمع السعودي عن كثب، فما كان من محمد إلا المساهمة في تحقيق رغبته. زيارة ماك دوغل جاءت فريدة من نوعها، ليس لأنه سائح أميركي، بل لأنه لم يتجاوز ال22 ربيعاً، وهذه حال نادرة الحدوث إن لم تكن الأولى. وعلى رغم التحذيرات الكثيرة، وعبارات الاستغراب التي تعاطى معها كوري من أبناء جلدته قبل قدومه للسعودية، إلا أنه لم يلتفت إليها، بل مضى إلى غايته، وبالفعل وصل كوري في الثلث الأخير من تموز يوليو الماضي، وخلال 40 يوماً قضاها الشاب الأميركي في السعودية، تمكّن من تكوين صورة حقيقية عن أبناء هذا البلد. الكرم والرقي والرخاء والاسترخاء أربع مرادفات حقيقية يرى كوري أنها تصف السعوديين خير وصف."حب الحياة حقيقة يمكن أن تراها في وجه الشاب السعودي، ناهيك عن روح الأخوة والتعاون التي تميز السعوديين. من خلال تجربتي الشخصية، بإمكاني القول إنه أكثر الشعوب ترابطاً في العالم. لاحظت غياب التوتر عن الحياة في السعودية، إذ إن غالبية القضايا والمعاملات والمهمات يتم إنجازها بتأن وحذر، بعكس ما اعتدت عليه في بلادي". ويذهب كوري إلى أن التطور الذي يعيشه السعوديون يختلف كثيراً عن القصص التي سمعها وقرأها."أعتقد أن السعودية مقبلة على نهضة حضارية. صغار السن يمثلون نسبة كبيرة، بحسب ما سمعت ولاحظت. وهذه نقطة إيجابية. وكل ذلك ليس مهماً إذا تعاطيت فعلياً مع السعوديين، لأن الكرم هو الصفة التي تميزهم. ومن خلال تجربتي... بإمكاني الجزم بأن كلمة الكرم خرجت من هنا، فأنا لم أعامل جيداً كضيف في حياتي، وعندما قدمت إلى السعودية عوملت كرب البيت".