أين منظمة حقوق الإنسان التي تنادي بحفظ حقوق الإنسان المهدرة؟ وهل المنظمة تعمل من أجل دول بعينها، وتتغاضى عن دول أخرى في ما تفعله بالإنسان؟ وهل هي منظمة للحفاظ على حقوق الإنسان أم لخرق هذه الحقوق والاعتداء عليها؟ ألا ترى المنظمة ما يجري من مجازر في لبنان وفلسطين، وما يدور في العراق من قتل للمدنيين والأطفال والنساء الأبرياء؟ أم انه حلال على دول وحرام على أخرى؟ أم أنها تخصصت فقط في ملاحقة السودان وما يجري في دارفور لفرض دخول قوات أممية؟ أين المجتمع الدولي من هذه المجازر التي تدور في الساحة؟ لماذا لا يوقفوا هذه المجازر التي تحصد أرواح الأبرياء؟ وإذا كانت هذه المجازر تدور في دولة غير عربية، هل كانت ستتعامل معها بهذه اللامبالاة أو بهذا التصرف البطيء؟ أم كانت ستحسم أمرها في حينه بتحركات كوفي أنان المكوكية من وإلى، حتى يوقف تلك الحرب؟ أين أميركا التي تحارب الإرهاب والإرهابيين؟ أليس لديها كلمة حاسمة على إسرائيل لوقف هذه الحرب والمجازر الدائرة في تلك الدول؟ أم هذا هو مخططها الذي تسعى إليه لإذلال الشعوب، عبر ما تقوم به إسرائيل التي تعتبر ذراعها الطولى؟ تابعت كغيري اللقطات المؤثرة، التي بثتها قنوات الأخبار الفضائية، التي يتقطع لها القلب وينفطر، وتذرف العيون مما تراه من تلك الفظائع الوحشية، التي ترتكب في حق المدنيين الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ، الذين قتلوا من دون ذنب ارتكبوه في هذه الحياة، غير أنهم مواطنون مسالمون يعيشون في قراهم. لا شك أن أعضاء منظمة حقوق الإنسان، وجورج بوش، والعقد الفريد من بقية المجتمعات الدولية، شاهدوا بأعينهم ما شاهدناه، ورأوا حجم تلك المأساة الإنسانية، وفظاعة التدمير للبنى التحتية في لبنان، وما ارتكب في حق الشعب اللبناني المسالم، الذي يعيش في ذهول من جراء القتل والمجازر البشعة، وجرائم الإنسانية التي ترتكب في حقه، ومن قبله الشعب الفلسطيني، وكان من الطبيعي في مثل هذه الظروف، أن يصحو الضمير العالمي من سباته العميق، ويتحرك لإيقاف هذه المجازر، ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة فورية لوقف إطلاق النار فوراً، لكنه آثر فقط أن يعرب عن صدمته وحزنه البالغين لهذه المجازر والمأساة الإنسانية، التي أهدرت فيها حقوق الإنسان في لبنان وفلسطين، في تصرف عاجز من دول العالم والأممالمتحدة ومنظمة حقوق الإنسان التابعة لها ومجلس أمنها، عن إصدار إدانة واضحة لمثل هذه الأعمال الإجرامية الصريحة في خرقها للقوانين والأعراف الدولية المتعارف عليها، التي من المفترض أن تلتزم بها إسرائيل وتطبقها. فالقانون فوق الجميع، ولكن يبدو أن إسرائيل، الابن المدلل لأميركا الذي لا ترفض له طلباً، حتى ولو داست على أم القوانين، فهي مخول لها أن تفعل ما تشاء، متى ما أرادت أن تمارس هوايتها المحببة في القتل والتنكيل والإذلال للشعوب العربية. نحن لا نعول على الأممالمتحدة ومنظماتها، ولا على دول الجامعة العربية وحكامها، ولكننا على يقين من أن النصر حليف الشعوب، التي تتوحد صفوفها وإرادتها وكلمتها، متخطية بذلك كل المطبات والمنعطفات والفتن الداخلية والخارجية. فالشعوب لا تقهر، مهما كانت قوة المعتدين وآلياتهم الحربية وأفعالهم الإجرامية غير الإنسانية، التي يمارسونها بغية تركيعهم وإذلالهم، وحتى لو غفت منظمات حقوق الإنسان، آسف خروق الإنسان إلى الأبد! ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل يشاهد زعماء العالم ويقرأون ما يجري في الساحة العربية من مجازر وقتل وانتهاكات لعروض إخوانهم من العرب؟ جعفر حمودة - سوداني مقيم في الرياض [email protected]