الصفحة: 3 - المحلية يبدي عدد كبير من المواطنين في القصيم قلقهم من إمكان استغلال المقابر في إخفاء معالم أي جريمة جنائية، فمقابر المنطقة قد تكون الوحيدة، بين مثيلاتها في المملكة، التي لا يوجد لها مكاتب خاصة تشرف عليها خلال عمليات الدفن، كما أن أبوابها الخارجية مفتوحة دائماً. ويقول رجل الأعمال فهد الغضية: إن بوابات المقبرة المفتوحة على مدار اليوم، لا يوجد عليها حراس لمعرفة من يدخلها، فضلاً عن عدم وجود مشرف ينظم عملية دفن الجثامين بشكل سليم بعيداً عن الاجتهاد. ويضيف:"أعرف أن المقبرة يقوم عليها الآن أشخاص يبذلون جهدهم ووقتهم في خدمتها، وهم يشكرون على ذلك، لكن تظل الاجتهادات الفردية غير مجدية". ويتساءل الغضية عن المانع في أن يكون هناك موظفون رسميون للإشراف على شؤون المقبرة؟". ومن جانبه يرى المواطن عبدالله اليحيى أن من الضروري وضع آلية تنظيمية، تشرف عليها جهة حكومية كأمانة المنطقة أو الشؤون الإسلامية أو أي جهة حكومية أخرى،"حتى لا نكون هيأنا مكاناً مناسباً لحدوث الجريمة". ويقول :"يجب ألا ننتظر وقوع الفأس في الرأس ثم نتحرك ونبحث عن حلول". ويضيف:"عندما أحضر أي جنازة أشاهد قبوراً عدة محفورة لاستقبال الجنائز الجديدة في اليوم التالي، وهذا يعتبر مصدر خطر". أما أبو فهد، الذي يحرص على أداء صلاة الجنازة باستمرار في مسجد المقبرة، فيدلل على أن الوضع الحالي للمقابر غير آمن بحادثة وقعت قبل سنوات عدة، عندما تم الاشتباه في قبر جديد، وتبين أنه لشخص دفن بطريقة سليمة، ولكن من دون أن يتمكن أحد من التعرف على هويته. ويؤكد المشرف العام على إدارة صحة البيئة في أمانة منطقة القصيم الدكتور خالد النقيدان أن وزارة الشؤون البلدية والقروية شددت على الاهتمام بوضع الحراسات الأمنية في المقابر، وأن إدارته قامت بخطوات لمعالجة هذا الوضع، خصوصاً في المقبرة الجديدة في بريدة، التي تتسع لأكثر من 35 ألف قبر، وتبلغ مساحتها الاجمالية 11700 متر مربع وبدأت في استقبال الجنائز أخيراً. ويضيف أنه تم إنشاء مكتب أمام البوابة الرئيسة للمقبرة ليكون مقراً للحراسات وللموظف المسؤول عن دخول أي جنازة، بحيث لا تدخل إلا بتصريح دفن من الشؤون الصحية في المنطقة. ويشير إلى أن هذا الموظف مسؤول كذلك عن إعطاء ذوي المتوفى شهادة بالدفن، موضحاً أنه تم بالفعل تعيين حراسة للمقبرة التي تعد الأكبر من نوعها في منطقة القصيم. ويستطرد النقيدان، مؤكداً أنه سيتم قريباً تعيين حراس للمقابر الأخرى المنتشرة في بريدة، علماً بأن عددها يتجاوز 45 مقبرة. ويقول النقيدان: إن شعبة تجهيز المقابر في إدارة الوقاية ستقوم قريباً بتطبيق نظام آلي جديد في المقبرة، بحيث يعرف ذوو المتوفي مكان القبر ورقمه ومساره عبر الحاسب الآلي ليسهل الوصول إليه من دون الحاجة إلى تحديد مواقع القبور بواسطة الكتابة على الجدران. إلى ذلك شدد مصدر أمني في شرطة منطقة القصيم على أنه لم تحدث أي شبهات جنائية في هذا الخصوص خلال الفترة السابقة، إلا أنه أكد أهمية وجود حراسات أمنية خاصة بالمقابر. وأشار إلى أن أمانة وبلديات المنطقة هي المعنية بتوفير هذه الحراسة ومتابعة المقابر وأن دور الشرطة يكون في حال وجود أي شبهة جنائية.