حملت الجلسة الثالثة من الجلسات العلمية لمؤتمر الموهبة، محور برامج رعاية الموهوبين وتنمية الفكر النقدي والإبداعي. وأكدت ورقة عمل أستاذ المناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم في كلية التربية في جامعة المنوفية الدكتور عادل أبو العز أحمد سلامة عنوانها"رؤية مستقبلية لتنمية المفاهيم العلمية والتفكير"، أنه في ضوء التصورات المعاصرة نطرح التساؤل، هل أن مناهج العلوم تجمع بين الواقع والتطبيق للمعرفة العلمية والتفكير واتخاذ القرار والإحساس بالمواطنة للطلبة المميزين في مراحل التعليم المختلفة في العالم العربي؟ وقال سلامة:"نحن بحاجة إلى تطوير مناهج العلوم، بما يلبي عصر المعرفة العلمية المتلاحقة والتطوير التكنولوجي، فالمجتمعات المعاصرة الآن تسعى إلى إنتاج المعرفة العلمية وتسويقها في المجالات المختلفة من خلال المراكز البحثية المتخصصة، فنحن في المجتمع العربي مدعوون إلى النهوض والسرعة وتطوير أنظمتنا التعليمية وبطريقة معاصرة ومنظمة لبناء المواطن العربي المؤمن بالمعرفة العلمية المتخصصة، التي هي أساس للتقدم والرقي بما لا يخالف مبادئنا أو قيمنا الأخلاقية، التي تهدف إلى خدمة البشرية وليس القضاء عليها". وأوصى سلامة بالحاجة إلى تطوير المنظومة التعليمية في العالم العربي، والتأكيد على التدريب والتقويم لدى المعلم، لخلق جيل من الطلبة المميزين والمنتجين للمعرفة العلمية، والتوفيق بين الثقافة المستقبلية التقليدية والتنمية العلمية والتكنولوجية التي تسهم في إعادة تشكيل مناهج العلوم، وإدخال التكنولوجيا الحديثة في المناهج، بغرض تطوير العلوم وتقريب الواقع النظري للمفاهيم العلمية إلى واقع عملي يسهل على الطالب والمتعلم تعلمه، بهدف تحسين الناتج التعليمي وتطوير المجتمع، وتصميم المناهج التي تحقق التفوق ومستويات الإنجاز المتقدم من طريق تحديد برامج الإعداد في كليات التربية، والنظر إلى مهنة التعليم نظرة تقدير واحترام. في حين تحدث المحاضر في طرق تدريس الرياضيات في كلية المعلمين في الباحة الدكتور عوض بن صالح المالكي، وقال إن مناهج الرياضيات كوسيط لتنمية التفكير بأنواعه المختلفة، إضافة إلى كونها إحدى الركائز الأساسية للتطور العلمي والتكنولوجي، لذا فإن طبيعة بنائها ومحتواها وطريقة معالجتها للمواضيع، تجعل منها ميداناً خصباً للتدريب على أساليب تفكير سليمة. وأكد المالكي، أن الفاعلية المستقبلية للتربية التفكيرية الابتكارية في عالمنا العربي، رهينة في المقام الأول لوعي المعلم بمسؤولياته المهارية الدقيقة تجاه إنجاحها من خلال وعيه بالتربية الابتكارية، وأساليب تنميتها للطلاب داخل الحجرة الدراسية، إذ إن الطرق التدريسية التلقينية التقليدية الشائعة الانتشار في العالم العربي، قد تعكس ضعف خلفيات الإعداد المهني للمعلمين. وقال:"إن من أبرز معوقات استخدام المعلمين أساليب تنمية التفكير الابتكاري، عدم الإلمام الكافي من المعلمين بماهية هذه الأساليب وطرق استخدامها، لذا يجب إحداث تغييرات جذرية على المستويين الرأسي والأفقي في برامج إعداد معلمي الرياضيات في ضوء مدخل مهارات تنمية التفكير الابتكاري".