باتت المرحلة التي تلي فوز ايطاليا بكأس العالم لكرة القدم بمثابة كابوس يطارد أنصار"الآزوري"اينما حلوا، بعدما أعاد التاريخ نفسه وخسر الطليان في ظهورهم الأول كأبطال للعالم أمام كرواتيا 2- صفر الاسبوع الماضي في مباراة ودية، أعادت ذكريات خسارة منتخبهم أمام قبرص 1- صفر في أول مباراة يخوضها عقب تتويجه بكأس العالم 1982. ويبدو أن لعنة التتويج باتت تطارد الطليان، الذين عرفوا نكسة كبرى عقب فوز منتخبهم على المانيا الغربية 3-1 في نهائي"مونديال"اسبانيا, وتعرض منتخبهم حينها الى تراجع في البطولة الاوروبية والعالمية، حتى استطاع باجيو أن يقود الكتيبة الزرقاء الى بلوغ نهائي كأس العالم 1994 في اميركا، حين خسرت ايطاليا النهائي أمام البرازيل بركلات الترجيح، محققة أفضل انجاز منذ اعتزال جيل الحقبة الذهبية بقيادة الهداف باولو روسي. وأنتظر الطليان 24 عاماً حتى أفلحوا أخيراً في طرد النحس الذي لازمهم في المباريات النهائية ومن ثم انتزاع لقب بطولة كبرى. ولا ينسى الايطاليون أن منتخبهم، الذي توج بطلاً للعالم في العام 1982، فشل في بلوغ نهائيات كأس اوروبا، التي اقيمت في فرنسا العام 1984, ما جعل الصحافة الاوروبية تنال من أحقية ايطاليا في الحصول على كأس العالم للمرة الثالثة وتصف انجاز الطليان ب"ضربة الحظ". وعلى رغم أن احباء"الآزوري"كانوا أوفياء للمدرب اينزو بيرزوت، إلا أن محبتهم للمدرب العجوز لم تفلح في بث الثقة في نفوس اللاعبين الذين واصلوا عروضهم الباهتة، وجردوا من لقبهم في بطولة المكسيك 1986 على يد الفرنسي ميشال بلاتيني، الذي قاد بلاده للفوز على الطليان 2- صفر ونيل شرف اقصاء البطل من"المونديال". وبدأت الصحافة الايطالية ترسل تحذيرات الى المسؤولين عن اتحاد كرة القدم عقب خسارة منتخبها أمام كرواتيا الاسبوع الماضي بأن الكرة الايطالية في طريقها الى تراجع يوازي ما حدث عقب"مونديال"1982, خصوصاً أن إعادة رسم خارطة البطولة المحلية بهبوط يوفنتوس الى الدرجة الثانية سيعزز من فرص التراجع في مستوى البطولة المحلية وأداء اللاعبين الدوليين. وستخوض ايطاليا تصفيات كأس الامم الاوروبية التي ستقام في النمسا وسويسرا صيف العام 2008 ضمن المجموعة الثانية ضد فرنسا واوكرانيا واسكتلندا وليتوانيا وجورجيا وجزر فارو, ما يعني أن المدرب روبرتو دونادوني مطالب ببذل المزيد من الجهد لضمان تأهل منتخب بلاده الى النهائيات والعمل في كأس اوروبا على تحقيق حلم أنصار"الازوري"بأن يجمع منتخبهم اللقبين الأوروبي والعالمي ومعادلة الانجاز التاريخي الذي حققته المانياوفرنسا.