بات الطليان يتفاءلون عندما تبرز إلى السطح معالم فضيحة جديدة في كرتهم المحلية، فهكذا أحرز آخر لقبين له في المونديال بعد إنجازي 1982 و2006، فهل تكون هذه سنة سعيدة أيضاً لرجال المدرب مارشيلو ليبي. وتفخر إيطاليا بأن منتخبها أحد أبرز أربعة منتخبات كروية في عالم اللعبة، فإلى جانب البرازيل والأرجنتين وألمانيا، فإن"الأزوري"دائم الحضور في المحافل الكبيرة، وتعد إنجازاته في نهائيات كأس العالم التي أحرز أربعاً منها 1934 و1938 و1982 و2006، ثاني أفضل سجل بعد راقصي السامبا الذين أحرزوا خمساً. وبعدما رفض المشاركة في نهائيات كأس العالم الأولى في أوروجواي لبعد المسافة، فإنه نجح في الفوز بالمونديالين التاليين تحت إدارة المدرب فيتوريو بوتزو ومهارة المهاجم جوزيبي مياتزا الذي يعتبر إلى اليوم من أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة الإيطالية. وبعد الحرب العالمية الثانية عانت الكرة الإيطالية بشدة، خصوصاً في عام 1949 بعد حادثة الطائرة المأسوية التي كانت تقل لاعبي تورينو بطل الدوري، وقادت إلى زهق أرواحهم، إذ كان بينهم 10 من اللاعبين ال11 الأساسيين في المنتخب الإيطالي. وظل الإخفاق ملازماً للمنتخب سنوات طويلة حتى وصل أوجها في مونديال 1966 عندما خسر أمام المغمور كوريا الشمالية صفر-1، على رغم وجود النجمين ريفيرا وبولغاريلي. لكن هذا الإخفاق بدا وكأنه جرس الإنذار وبداية الصحوة، إذ نجح الأزوري في الفوز بكأس أمم أوروبا 1968 التي استضافها، بفوزه على يوغوسلافيا في النهائي الذي أصبح أول نهائي يحسم بعد إعادة. ووصل إلى المباراة النهائية في مونديال 1970، بعد فوزه في الدور قبل النهائي على ألمانيا الغربية 4-3 في مباراة كلاسيكية، لكنه خسر النهائي أمام أعظم منتخب برازيلي 1-4. وعانى نجوم تلك الحقبة، أمثال ريفا وريفيرا وماتزولا وفاكيتي من هبوط المستوى، فلم يفلح المنتخب حتى حل عام 1982 بوجود جيل جديد من النجوم أمثال الحارس زوف وجنتيلي وروسي وتارديلي، وبقيادة المحنك بيرزوت، إذ نجح في تحقيق أبرز المفاجآت بفوزه بكأس العالم، على رغم تفشي فضائح التلاعب في المباريات، والتي تكررت بالسيناريو ذاته بعد 24 سنة عندما فاز الأزوري بمونديال 2006 وهو غير مرشح ويعاني بشدة من ضجة فضائح الدوري المحلي. لكن خلال العقدين الماضيين لم يبرز المنتخب، حتى إنه أخفق عندما استضاف مونديال 1990، ودفع نجمه في تلك الحقبة روبرتو باجيو ثمن إهدار ركلة جزاء بخسارة نهائي مونديال 1994 أمام البرازيل، على رغم أن الخسارة أمام أيرلندا صفر-1 في افتتاح مباريات المجموعة كانت الوحيدة في الوقت الأصلي على مدى خمس بطولات كبرى، والأولى منذ عام 1988، ومع ذلك فإن المنتخب الذي حوى نجوماً جدداً كزولا وديل بييرو وتوتي، لم ينجح سوى في الوصول إلى نهائي"يورو2000"، لتنطلق بعدها نظريات المؤامرة بعد إخفاقي مونديال 2002 و"يورو 2004"، وتختفي تماماً في 2006، بعدما رفع فابيو كانافارو الكأس. ويصعب اعتبار أن المنتخب الذي يخلو من نجوم حقيقيين، تأهل إلى النهائيات براحة بال وأريحية، فعلى رغم تصدره المجموعة الثامنة من التصفيات الأوروبية وتحقيقه 7 انتصارات و3 تعادلات من دون أي هزيمة، إلا أنها جاءت أمام منتخبات متواضعة ومغمورة شملت منتخب جمهورية أيرلندا وبلغاريا وقبرص ومونتينغرو وجورجيا، وهو ما اعتبره كثيرون أن رجال المدرب المخضرم مارشيلو ليبي لم يتعرضوا لاختبار حقيقي. نشر في العدد: 17202 ت.م: 10-05-2010 ص: 29 ط: الرياض