بعد أن أصبح ارتداء الشبان الزي الغربي غير مستغرب، على رغم أنه صدرت قبل نحو أربعة أعوام تحذيرات مختصين ووعاظ من ظاهرة استبدال الشبان السعوديين زيهم التلقيدي باللباس الغربي، دخلت الفتيات على الخط، ونلن النتيجة نفسها بأن أصبح ارتداؤهن لهذا الزي أمراً عادياً ومقبولاً لدى معظم الأسر. وهذا الإقبال الأنثوي أنعش المتاجر التي تبيع الزي الغربي، وغدا ترددهن عليها أمراً طبيعياً،"فهن يقبلن على اقتنائها لأسباب عدة، أبرزها التقليد والموضة، إلى جانب لبسها أثناء ممارسة الرياضة". يقول عمار محمد مدير أحد المحال في شمال الرياض، إن مرتادي معرضه من الشبان والفتيات خلال الأعوام الأربعة الماضية"خلافاً لما كان قبل هذا التاريخ، إذ كان غالبية مرتادي هذه المحال من الأجانب". ويشير إلى أن زبوناته من الفتيات يحرصن على ارتداء الملابس الرياضية من الماركات العالمية، موضحاً أن أعمار هؤلاء تتراوح بين 17 و 30 عاماً، موضحاً أن الأسعار تختلف وفقاً لنوعية البضاعة وجودتها. ويقول عبدالعزيز الصقير وهو يتجول في أحد المتاجر التي تبيع الملابس الغربية بصحبة أبنائه،"إن إقبال الشباب من الجنسين على هذا اللباس الغربي يعود إلى تأثير القنوات التلفزيونية والأصدقاء". وعلى رغم أن الصقير تأسف على هجر بعض الشبان ? من بينهم أبناؤه - والفتيات لزيهم الوطني،"إلا أنني لا أجبر أبنائي على ارتداء زي معين، وأترك لهم حرية الاختيار". وأرجع الاختصاصي النفسي وليد الزهراني اتجاه الفتيات والشبان إلى ارتداء الملابس الغربية إلى"الانفتاح الذي تشهده السعودية، الذي دفعهم إلى تقليد الغرب، وذلك على حساب تقاليدهم الاجتماعية وحتى زيهم الرسمي". وأضاف الزهراني سبباً آخر لاتجاه الشبان والفتيات إلى إرتداء اللباس "هو التطور الحضاري والفكري الذي تشهده السعودية"، موضحاً أن بعض هؤلاء يرتدي الملابس الغربية لأنه يعتقد أنها تمنحه الجمال والأناقة، ما يسهم في لفت انتباه الجنس الآخر. من جانب آخر، اعتبر أكاديمي متخصص في علم الاجتماع فضل عدم ذكر اسمه أن هذا التحول يعد مسلكاً طبيعياً في ظل كثافة وسائل الإعلام وتقارب الشعوب، وتزايد ثقافة السفر بين الأسر السعودية. وطالب بعدم الحمل على الشباب وإعطائهم الحرية في ما يختارون من لباس، مؤكداً أن لكل جيل"تقليعته"بحسب قوله.