يحرصون على التسوق في مجموعات ليختاروا بعناية ما يميزهم، ويدل على أنهم مجموعة واحدة، وإن كانت"متمردة"على قانون الأزياء المحلية. والتي تؤكد أهمية"الثوب والغترة"، إلا أن"الشلة المختلفة"، كما ترى نفسها، ترفض أن توصم بالتمرد، وتعتبر ما تمارسه مجرد"حرية شخصية". تميل ملابسهم إلى الغرابة. وتتجاوزها أحياناً إلى إحداث الصدمة لدى المجتمع الريفي الذي يعيشون فيه، والذي يرى في مثل هذه الأزياء"وصمة عار تخل بمروءة صاحبها"، إذ أن ألبسة"الهيب هوب"، أو القمصان التي تحمل ألواناً كانت حكراً على السيدات والفتيات، انتقلت إلى الشبان، وهي تبدأ باللون الأحمر الفاقع، والوردي بتدرجاته، ولا تتوقف عند الألوان الفوسفورية المشعة. يقول أحمد الصويلحي أحد أفراد المجموعة:"مجتمعنا شديد الدقة في مجال اللباس، حتى أننا لا نستطيع أن نرتدي ما نحب داخل المنزل، فضلاً عن الشارع، وهنا يتم تقويمنا وفق ما نلبس، وبالطبع يكون الحكم غير منصف، لدرجة الوصول إلى المساس بالكرامة والأخلاق، وتهمة تقليد الغرب". ويضيف:"أنا لا ألوم المجتمع. لكن ما نرتديه من ملابس لا يعكس بالضرورة رغبتنا في التمرد كما يحب البعض أن يصفوه، لكننا نحاول أن نكون على طبيعتنا، حتى لو كان الثمن مواجهة حادة مع المجتمع". وانخفض"الغضب الاجتماعي"على ظاهرة الملابس الشبابية الملونة التي تتبع إلى حد كبير"الذوق الغربي"بحسب المتداول، ولم تعد المواجهة والتعنيف والصراخ مجدية، على رغم بقاء مؤشرات الرفض الاجتماعي لهذه الموضة، ما دفع المتاجر إلى مواكبة هذا التغير. ويقول صابر الطويبي صاحب متجر أزياء:"كنا في السابق نحرص على توفير القليل من الملابس الشبابية الملونة لأن الطلب عليها قليل، أما الآن فالوضع مختلف، إذ أصبحت القمصان التي تحمل الألوان الغريبة، والأشكال المعقدة هي الجاذب الأكبر لذوق الشباب، الذي يميل إلى ملابس"الهيب هوب"، ويحمل الشعارات الكبيرة في ظهر القميص، ونلاحظ جرأة الشباب في ارتداء الألوان التي كانت ولزمن قريب محرمة على الذكور". ويشير الطويبي إلى"أن السعر لم يعد مهماً بقدر تميز الملابس الغريبة التي تقدمها المحال، حتى أن مجموعات من الشباب لا تزال تحرص على الشراء الجماعي، وتعد البناطيل الواسعة من الأسفل التي كانت صيحة في السبعينات من أكثر القطع تداولاً، إضافة إلى القمصان الضيقة، والجاكيتات الجلدية السوداء". ويشير صالح الصالح 28 سنة إلى"خطورة الموقف"بحسب اعتقاده، والذي يمثل من جهته الصوت الاجتماعي الرافض للتقليعات الشبابية، ويضيف:"نحن قلقون على مستقبل زيّنا الوطني، إذ لا يتم لبس الثياب إلا في المناسبات فقط، وذلك عند جيل كامل، ونحن في مجتمعنا المحافظ ننظر لأصحاب تلك البدل، والقمصان، والأزياء الغريبة التي لا تمت لعاداتنا على أنهم مستخفون بثقافتنا الاجتماعية". ويضيف:"لا بد من تحرك تصحيحي لهذا الوضع، ومن ينادي بأنها حرية شخصية يغالط نفسه، والحرية لا تكون في ارتداء أزياء تشبه تلك المعروفة عن عصابات الشوارع، أو لأنها الظاهرة السائدة في العالم، ونحن نعلم مدى تأثير ما نلبسه على شخصيتنا، وهي بكل تأكيد عاكس لما نفكر فيه ونؤمن به". وينقل عبدالله العيسى 32 سنة ما شاهده من مظاهر جديدة على ساحة الأزياء الموحدة، ويقول:"لم يعد الأمر مقتصراً على المجموعات والشلل، بل تعداه لأن يستخدم الصديقان المقربان القمصان والبناطيل الملونة ذاتها، للدلالة على مدى الترابط بينهما، والعلاقة القوية التي منبعها الصداقة، إلا أن ظهورها خجول ولم يصبح معمماً". ويضيف:"تشكل الملابس الجريئة بحسب العرف المحلي شخصية المراهق الذي ترك مدرسته، أو هو غير مبال بما يهم مصلحته، ولا مانع باعتقادي من ارتداء أي ملابس شبابية ما لم تخالف الذوق العام". ويشير إلى"أن غالبية الشباب يرتدون الملابس التي تحمل عبارات أجنبية ولا يعون مغزى تلك الكلمات التي تغطي صدورهم، وغالباً ما تشير إلى توجه عنصري، أو أخلاقي ينافي القيم والعادات". ويضيف:"يكفي أن تتمشى في شوارع وأزقة الأحساء لترى أن هذه الظاهرة تمكنت من الجيل الحالي، كما ستشاهد مجموعات بملابس وأزياء توحي بالتمرد على قانون المجتمع، وهو أمر يجب التعامل معه بعلمية وتخصص، وكيف نحوله من لباس للغضب، إلى دافع للإبداع".