تقع تجاوزات متنوعة داخل ورش المدينة الصناعية في شرق حائل، أبرزها"عدم الأمانة في تحديد الأعطاب، والغش في قطع الغيار، وعدم وجود لائحة موحدة للأسعار". ويرى منصور الفريح أن معظم عمال تلك الورش غير مؤهلين لممارسة الحرف المتعلقة إصلاح أعطال السيارات، ويقول إن نسبة كبيرة منهم ليسوا فنيين في الأصل، لكنهم عملوا في تلك الورش بحثاً عن لقمة العيش على حساب سياراتنا وأموالنا، وحتى على حساب أرواحنا. ويستغرب الفريح من أن هؤلاء العاملين يستقبلون الزبون ببشاشة، لكن سرعان ما يكتشف أنهم يفتقرون إلى المهنية المفترضة، عندما يفشلون في إصلاح سيارته، مع ذلك يتقاضون مع ذلك أجراً مبالغاً فيه. ويتفق معه حسين الملق في أن تلك الورش تطلب أسعاراً خيالية. ويطالب الملق بضرورة التدخل السريع من الجهات المختصة"لوقف عمليات النصب والاحتيال، وضبط التلاعب الواضح الذي يمارسه أصحاب الورش والعاملون فيها". ويؤكد الملق أن عدد الورش غير المرخصة في"صناعية حائل"يفوق تلك التي تحمل تراخيص. ويذكر أنه فوجئ بسائقه الآسيوي السابق يعمل ميكانيكياً في إحدى تلك الورش، وأنه قال له بالحرف الواحد:"بابا أنا ما أعرف ميكانيكا، أنا بس جالس أتعلم على سيارات أهل حائل". من جانبه يؤكد ياسر الطلال أن محال قطع الغيار في"صناعية حائل""تمارس الغش التجاري في ظل ضعف الرقابة عليها". ويستطرد قائلاً:"أصبحنا عملاء مميزين للغش التجاري، وأصدقاء دائمين للغلاء الفاحش في الأسعار، التي تفرضها الورش ومحال قطع الغيار المغشوشة، على حد سواء". وينصح يزيد الناصر كل الذين يضطرون إلى مراجعة الصناعية بمحاولة الوصول إلى اتفاق مسبق حول كلفة إصلاح العطب،"حتى لا يقعوا في فخ الاستغلال عن طريق رفع الأسعار"، على حد قوله. ويشير سعود الموسى إلى أنه وقع ضحية عملية احتيال، عندما استبدلت ورشة في صناعية حائل ماكينة سيارته من نوع فورد موديل 1996م بأخرى متهالكة من دون علمه، مع أنه ذهب أساساً إلى تلك الورشة لإصلاح سير المحرك. من جهته أكد مصدر مطلع في فرع وزارة التجارة في مدينة حائل فضل عدم ذكر اسمه وجود رقابة على ورش الصناعية، موضحاً أن جولات تفتيشية تحدث بصفة مستمرة على جميع الورش ومحال قطع الغيار بهدف متابعة ومراقبة عملها. وأبدى ترحيبه بفكرة توحيد أسعار الورش ومحال قطع الغيار. وأكد أن الفكرة مطروحة، وأن إدارة التراخيص تدرس عدداً من الأفكار والمقترحات التي تهدف إلى القضاء على أشكال الغش التجاري وغلاء الأسعار كافة. وأشار إلى أنه ستتم ترجمة تلك الأفكار والمقترحات إلى واقع عملي وملموس في القريب العاجل.